قالت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) إن مناطق مأهولة بالسكان في مديرية الحد يافع بمحافظة لحج جنوب اليمن "تتعرض لحرب غير منطقية وحصار وحشي منذ أكثر من أسبوع على خلفية مشاركتهم في فعاليات احتجاجية بينما تواجه عملية قتلهم بصمت جماعي مريب".

وأضافت منظمة "هود" غير الحكومية في بيان أن الأستاذ الجامعي عبدالوهاب الحميقاني، ممثل منظمة الكرامة في اليمن تعرض لمحاولة اغتيال "آثمة" يوم أمس الأحد، في مسقط رأسه بمحافظة البيضاء، على أيدي قوات من الحرس الجمهوري.

واعتبرت أن ذلك جاء "سياق عمليات القمع الممنهجة ضد الناشطين السياسيين والفعاليات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح".

وأشارت إلى أن وحدات من الحرس الجمهوري، التي يقودها نجل الرئيس صالح، أطلقت نيران أسلحتها الثقيلة باتجاه تجمع سلمي لأبناء منطقة الزاهر بمحافظة البيضاء، عندما حاول أبناء المنطقة، بمن فيهم الناشط الحميقاني، القيام بدور الوساطة لإقناع هذه القوات بعدم المرور من منطقتهم، في طريقها لقصف مواطنين عُزّل في منطقة يافع المجاورة التي يتعرض سكانها المدنيون "لحرب شرسة".

وأدى إطلاق النار يوم أمس إلى مقتل اثنين على الأقل، هما: علي عبدالقوي الحميقاني (36 عاماً)، والطفل إبراهيم عبدالإله اللباسي (15 عاماً)، والأخير يعمل راعياً للأغنام، كما أصيب أربعة مواطنين بجروح، بينهما طفل وامرأتان، والمصابين هما "محسن الفقيه (28 عاماً)، والطفل عبدالمجيد صالح جابر (15 عاماً)".

ونقلت المنظمة عن شهود عيان ان قوات الحرس الجمهوري أطلقت قذائف صاروخية باتجاه السيارة التي كانت تقل عبدالوهاب الحميقاني، لكنه تمكن من الإفلات والاحتماء خلف منزل أحد المواطنين، غير أن القوات استمرت في عملية القصف، وأطلقت عدداً من القذائف باتجاه المنزل، ما أدى إلى إصابة امرأتين بجروح.

وأدانت "هود" ما وصفتها بالجرائم التي ترتكبها وحدات الجيش التابعة للحرس الجمهوري بحق السكان المدنين في منطقة يافع، معتبرة "محاولة اغتيال" الشيخ عبدالوهاب الحميقاني، المعروف بموقفه المدافع عن حقوق الإنسان والملتزم بقضايا مجتمعه هي "استمرار لجرائم الإعدام خارج القانون وهود في الوقت الذي تستنكر فيه محاولة الاغتيال فإنها ترفض كل ماسيق من اتهامات مضلله بحق الحميقاني التي تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة للنظام".

وعبدالوهاب الحميقاني، عضو مؤسس في منظمة الكرامة، وهو أستاذ جامعي وعضو هيئة علماء اليمن، ويعمل خطيباً في مسجد الإمام الشوكاني في العاصمة صنعاء، كما يدير عدداً من المشاريع الإغاثية والإنسانية تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

انضم الحميقاني يوم 27 فبراير2011م إلى ساحة التغيير بصنعاء ونصب خيمته مع عدد غير قليل من أسر معتقلين في سجن الأمن السياسي كما ساهم في إنشاء ائتلاف جديد باسم ائتلاف شباب التغيير الرائد، ثم انتقل إلى محافظة البيضاء مطلع مارس الماضي وساهم في تأسيس اعتصام شباب الثورة في البيضاء في ساحة أبناء الثوار في المحافظة، وقد كان التحاقه بشباب الثورة دافعاً مهما لقبائل آل حميقان التي ينتمي إليها للانضمام إلى الثورة التي شكل انضمامها واحدا من أهم الأسباب التي جعلت السلطات المحلية وأنصار الرئيس صالح يتوقفون كثيرا عن القيام بأي هجمات أو اعتداءات على المعتصمين في محافظة البيضاء كتلك التي حدثت في مناطق أخرى كالحديدة وتعز.