أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عبدربه الحوثي

- آية عبدالرحمن الهادي

لن يجد الحوثيون خير معين لهم على تحقيق أهدافهم مثل الرئيس هادي والذي مَكّن لهم مالم يمكن لهم أحد من قبل وأظن ومن بعد ، هي الحقيقة بعينها والتي رآها الغالبية العظمى من البشر ولم يستوعبوها إلا أن الأحداث المتلاحقة أثبتت مدى الخدمة الجليلة التي قدمها الرئيس هادي بقصد أو بغير قصد .

يرى بعض الساسة أن اتفاقا أبرمه الحوثيون مع الرئيس هادي قبل تسليم عمران ويقضي الاتفاق بالتخلص من الذراع القبلي للإصلاح والمتمثل في قبيلة حاشد والتي معظمها تحت امرة الشيخ صادق ولكن سرعان مازاد نهم الحركة الحوثية ليوسعوا الاتفاق وهو التخلص من اهم القيادات العسكرية الموالية للواء محسن والإصلاح وفعلا تم استشهاد القشيبي وفي اليوم التالي يزور هادي عمران وكان شيء لم يكن وهو يتجول بمعية القادة الحوثيين .

ماهي الا ليال ويتم رفع شعار الحوثيين  باسقاط الجرعة والفاسدين وتطبيق مخرجات الحوار الوطني وعلى حين غرة من هادي يظن انه الوحيد الذي يسري مع الحوثي وينجز الاتفاق المبرم معه والذي كل يوم في اتساع غير ان الرياح جاءت بما لم يشتهي هادي وتتحد القوة العفاشية بالقوة الحوثية وتُحيد هادي ويتم اسقاط صنعاء وما حولها من المعسكرات ويتم التخلص من رموز ثورة 2011م  وتصبح صنعاء تحت القبضة الحوثية وعند المساء يُكلل الاتفاق الحوثي الهادوي بتوقيع الشراكة والسلم والذي بموجبه عزل الرئيس هادي وتتولى الحركة الحوثية الحكم والهيمنة والتوسع واسقاط المحافظات كل ذلك بالقوة العفاشية الضاربة والتي اذخرها لهذا اليوم لينتقم من كل الخصوم ابتداء بهادي وانتهاء بالإصلاح مرورا ببقية أعضاء المشترك ..

منذ تَسلُم الجمهورية من الايادي الامينة إلى الأيادي الحوثية والرئيس هادي ليس له من الامر شيء الا الانتظار لما سيفضي اليه الاتفاق المبرم مع الحوثيين والذي تحول من اتفاق الى التفاف ممنهج ومتفق  وعزل للرئيس هادي وتلقيه للتوجيهات من مران ينقلها لهادي صالح الصماد مستشار الرئيس هادي والذي فُرض بالإكراه ليتولى قيادة البلاد بالإنابة عن سيده في سرداب مران .

الرئيس هادي يصور للعامة أنه مغلوب وان هناك قوى خارقة اخترقت هيبته ومكنت الحوثي من البلاد والعباد وهي هذه القوة فوق طاقته ويطالب في كل خطاب واجتماع بالتفاف الشعب وكافة القوى معه لمواجهة هذا الخطر وكل ذلك مغالطات واضحة تفضحها الاحداث المتلاحقة والتي تؤكد أن الرئيس هادي يُدرك ويعي تماما مالذي يعنيه صمته وهو الإقرار بكل ما يصنعه الحوثي بالبلاد من اسقاط المحافظات والمؤسسات بل ومحاصرة داره كل ذلك يمشي على قدم وساق وعلى مرأى ومسمع من القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والتي لم تحرك ساكنا وهي في الأصل من أشرفت على هكذا مخطط ومنحت الحوثي حق الانطلاق والرئيس اوصته بالقعود ، فانطلق الحوثي بكل مقدرات الجمهورية يظهر قوته العسكرية والسياسية والفكرية وتواجده الشعبي وحضوره الجماهيري وما ذكرى المولد عنا ببعيد .

يُحاول اعلام الرئيس هادي أن يُلمع وطنية الرئيس وحرصه على الوطن عبر تسريب خبر وهو : (مطالبة الرئيس لجمال بن عمر عبر اتصال بالأمس يرجوه بادراج عبد الملك الحوثي ضمن المعرقلين للتسوية)  فمن من العامة والخاصة سيصدق هذا بل وحتى من السذج . ؟  إن الرئيس هادي قد أدى خدمات جليلة للحوثي وسيؤدي حتى النهاية وعلى نفس السياق سيحاول أن يغطي هذا التعاون والاتفاق عبر تلك التسريبات المفضوحة والتي ماعاد لها اثر أو مصداقية  .


آية عبدالرحمن الهادي

ماجستير علم نفس

Total time: 0.0459