أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

حرب الاثنين في عاصمة اليمن: بدون طرفين (..)

- أمين الوائلي



نهار من الحرب شهدته العاصمة اليمنية صنعاء، ولكن يصعب تحديد أطرافها دون وقوع في التباس كبير مرده ازدواجية دور وموقع وموقف الرئاسة لدى من يعتبرونها طرفاً في حرب طرفها الآخر جماعة أنصار الله أو لجانها الشعبية.

دارت الاشتباكات حول وفي محيط دار الرئاسة في العاصمة صنعاء.. لكنها، كما يبدو، ليست تماماً دار الرئيس، أو هكذا بدت الأمور في النتيجة. فالرئيس في داره بالستين، يلتقي قيادات المكتب السياسي لأنصار الله كطرفين سياسيين، ويشكلان لجنة لوقف إطلاق النار في محيط دار الرئاسة بين قوات الحماية الرئاسية واللجان الشعبية كطرفين عسكريين يخوضان سجالاً عنيفاً لا أحد يعرف كيف ولماذا نشب بهذه الحدة مع إشراقة صباح الاثنين.

لجنة وقف إطلاق النار هي الأخرى تشكلت من وزراء الرئيس ومستشار الرئيس عن جماعة أنصار الله. هل هم غرماء هنا ويجب أن يتدخل طرف ثالث للتوسط؟ أم أنهم الغرماء والطرف الثالث معاً؟!

لم تكن النيران الكثيفة والقذائف كهذه المرة؛ عرضة لسجال غامض يبدأ وينتهي عهدة رئيس ومستشاره تبدو العلاقة بينهما في أفضل حالاتها - حرباً وسلماً (..)

وبينما انحصر السجال المسلح والعنيف في محيط دار الرئاسة والسبعين والنهدين، فجأة.. يسقط جهازا المخابرات اليمنية العتيدة مع أزوف سجال البنادق والهاونات الطائشة ونهار الاثنين يزحف نحو الغروب. الجهازان يقعان في طرفي العاصمة شرقاً وغرباً وبعيدان تماماً عن ساحة ومربع النيران المحصورة حوالي النهدين إلى الجنوب من العاصمة (..)

خلص اليوم الطويل والقلق إلى إنهاك لواء في قوات الحماية الرئاسية بقي جنوده يقاتلون ولا يدرون لماذا؟ ولمن؟ قبل أن ينفض غبار العراك ويتفرق الجنود في الأرض ويأخذ مقاتلو الجماعة معسكرهم الذي يتموضع على قمة النهدين المشرفة على دار الرئاسة، الخاوية.. من الرئاسة.. ومن الرئيس.. والآن ومن جنود لواء الحماية.

لكأنها حرب بلا أعداء (..) أو لكأن حرب الاثنين في العاصمة صنعاء؛ بدون طرفين، من طرف واحد في جهتين (!)

وحدها.. بقيت سلطات وصلاحيات "تشكيل اللجان" سمة وحيدة ويتيمة تذَكِّر بالرئيس في داره بالستين الغربي.

من السابق لأوانه تماماً استخلاص الحصاد، لكن الثابت بيقين أن اثنين صنعاء 19 يناير، كاف للتأكيد على أن واحداً ثانياً من رجال الرئيس - من خاصة رجاله - وأحد ثلاثة يطوقونه من قريب (الجعيملاني قائد ألوية الحماية) حصل على صرف نهائي، وبطريقة أو بأخرى يلحق ببن مبارك، فيما يتبقى ثالثهم؛ ابن أبيه... الرئيس.
 

Total time: 0.0429