في خطوة مفاجأة، أقال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح النائب العام الدكتورعبدالله العلفي من منصبه، وأصدر قراراٌ جمهورياً ليل الخميس - الجمعة بتعيين الكتورعلي أحمد العوش نائباً عاماً خلفاً له، بعدما كان العلفي هدد في رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي محمد مجور بالاستقالة من منصبه إذا لم تسلم الحكومة المطلوبين والمتهمين بارتكاب مذبحة «جمعة الكرامة» التي قتل فيها أكثر من 50 معتصماً وجرح المئات في ساحة الاعتصام بصنعاء في 18 (آذار) مارس الماضي إلى سلطات التحقيق القضائي في النيابة العامة.
وعبرت أوساط حقوقية يمنية عن شكوكها في أن تكون إقالة النائب العام جاءت على خلفية رفضه السير في التحقيقات في مذبحة «جمعة الكرامة» وفق ما تريده السلطة لإخفاء حقيقة المتورطين فيها من الحزب الحاكم والأجهزة الأمنية.
ودان الرئيس صالح أمس ما وصفه بـ «الاعتداء على المعتصمين المؤيدين للشرعية الدستورية في مدينة الثورة الرياضية من قبل عناصر اللقاء المشترك والشباب (المحتجين) الذين تحركوا من حي جامعة صنعاء إلى مدينة الثورة الرياضية عصر الأربعاء الماضي، ووصفهم بـ «القتلة» في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت بين مجموعات من المؤيدين المعتصمين في مخيم داخل المدينة الرياضية، وتظاهرة للمناوئين المطالبين بإسقاط النظام شارك فيها عشرات الآلاف من المعتصمين في «ساحة التغيير» وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من المعارضين.
وقال صالح في كلمة مقتضبة ألقاها أمام مئات الآلاف من مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان السبعين بصنعاء لإحياء «جمعة الشرعية الدستورية» امس «إننا ندين وبشدة الحادث الذي حصل عصر يوم الأربعاء الماضي عندما تحركوا(المناوئين) من حي الجامعة إلى مدينة الثورة الرياضية ليحتلوها ويعتدوا على المعتصمين المؤيدين للشرعية الدستورية».
وشن الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم الدكتور أحمد عبيد بن دغر هجوماً لاذعاً على قطر في كلمة للمناسبة تعهد فيها «المضي على الخط الوحدوي الديموقراطي حتى تنتصر إرادة الشعب وتزول الغمة وتهزم عناصر الأزمة التي سعت للنيل من وحدة الوطن والنظام الوطني الديموقراطي»، داعياَ القطريين «إلى تحرير قطر أولاً من العبودية الاستعمارية».
وقال «حرروا أرض قطر من الوجود الأجنبي، حققوا إن استطعتم سيادتكم أولاً على أرضكم، ابحثوا عن الحرية لأنفسكم قبل أن تهبوها للآخرين، وإن أردتم التغيير فابدأوا بأنفسكم، حرروا مجتمعكم من الاستبداد، ابحثوا عن الديموقراطية لأنفسكم ولمجتمعكم، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن لم يكن ديموقراطياً لا يمكنه الحديث عن التغيير».
وكان صالح اتهم قطر الخميس في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بالتآمر على اليمن وقال بأنه سيتحفظ عن حضور قطر توقيع الاتفاق بين الحكم والمعارضة في الرياض الأحد أو الاثنين.
وتساءل بن دغر عن «حقوق الإنسان في قطر التي يتحدثون عن هدرها عند الآخرين»، وعن «المساواة والعدالة التي يلوحون بها في فضائيتهم الجزيرة؟»، وقال إن اليمن «بلد الحرية ولديه من التجربة الديموقراطية والتعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير والمشاركة الوطنية ما يفخر به». وأكد «هذا الشعب اليمني العظيم يذكركم بأن تعداده يقرب من 25 مليون نسمة ولديه عمق حضاري وثقافي يفخر كل العرب بالانتساب إليه».
وفي يوم أطلق عليه «جمعة الوفاء للشهداء» أكد مئات الآلاف من المعارضين الذين احتشدوا في شارع الستين القريب من ساحة الاعتصام قبالة جامعة صنعاء، سلمية ثورتهم وإنها من أجل الجميع، وإنهم لن ينجروا إلى أي مواجهات يخطط لها النظام.
وردد المصلون هتافات برحيل نظام صالح ومحاكمة رؤوسه، مؤكدين رفضهم أي حوارات من شانها إجهاض ثورتهم ومنع تحقيق أهدافها. وشيع المتظاهرون جثامين 13 قتيلاٌ سقطوا في مواجهات الاربعاء الدامية في صنعاء.
