ذكرت صحية «البيان» الإماراتية إن أمين عام مجلس التعاون الخليجي أجل زيارته إلى صنعاء بناء على طلب من الجانب الحكومي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة اليمنية قولها: «أبلغنا من الجانب الخليجي في اللحظات الأخيرة أن الزيارة أُجلت، وقد تُلغى، لأن الرئيس صالح لا يزال يرفض التوقيع على المبادرة بصفته رئيساً للجمهورية».
وتركزت الأنظار، أمس، على الجهود الجديدة التي سيقوم بها الزياني إلى صنعاء لاستئناف مهمته بين طرفي الأزمة السياسية في اليمن، في ضوء سعي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إلى «إزالة كافة المعوقات التي لا تزال تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي» في اليمن، لكن المسعى تأجل بناء على طلب من الحكومة اليمنية.
وكان من المقرر ان يقدم الزياني توضيحات بشأن البند الثاني من نص المبادرة والموقف الخليجي من وقف الاحتجاجات الشعبية قبل أو بعد تقديم صالح لاستقالته، وهي النقطة التي لا تزال محل خلاف بين السلطة والمعارضة.
وكانت دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكدت في وقت سابق أن الاعتصامات لا علاقة لها بالبند الثاني في المبادرة الخليجية باعتبارها حق دستوري وضمانة لإنجاح المبادرة والالتزامات التي قطعتها السلطة والمعارضة على نفسها للوسطاء.
وكان اجتماعٌ استثنائي لمجلس التعاون الخليجي انتهى الأحد في الرياض دون اتفاق على إستراتيجية لإنهاء أزمة اليمن بعد أن أصر صالح قبل ذلك بيوم على ألا يُمضي المبادرة الخليجية إلا بصفته رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لا بصفته رئيسا للدولة، مما جعل التكتل الإقليمي يؤجل مراسم التوقيع إلى أجل غير مسمى.
يأتي هذا الرفض من السلطة اليمنية للمبادرة الخليجية للمرة الثانية بعد أن رفض صالح السبت التوقيع على المبادرة أثناء زيارة أمين عام التعاون الخليجي لصنعاء للغرض ذاته.
يأتي هذه الموقف المتصلب لنظام صالح وسط انتقادات لاذعة وجهتها افتتاحيات الصحف الخليجية وكثير من كتابها للرئيس صالح على مراوغته في التعامل مع المبادرة الخليجية، واصفة ذلك بالإفلاس السياسي لنظام صالح والمشهد السخيف.
وقال الكاتب الصحفي "حسين شبكشي" في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "بِع الجمل يا علي!" إن دول مجلس التعاون الخليجي أدركت أنها أمام مشهد «سخيف»، وما يعتقده علي عبد الله صالح أنه دهاء سياسي ومكر وخبث ومهارة ميكافيللية هو في الواقع مراهقة سياسية ودفع مؤكد لليمن باتجاه الغموض والمجهول الكئيب والمظلم والدموي.