صهيب آثار، خبير باكستاني في تكنولوجيا المعلومات، كان موجوداً في أبوت
أباد في إجازة قصيرة من عمله في إسلام أباد، وهناك كان شاهداً من دون أن
يدري على العملية التي استهدفت بن لادن. صهيب وضع تفاصيل العملية لحظة
بلحظة على حسابه الخاص على موقع تويتر، وخلال ساعات ارتفع عدد أتباعه على
تويتر إلى نحو مائة ألف شخص.
أكثر من ثلاثة وتسعين ألفا عدد متابعي هذا الرجل. رقم يحسده عليه قبل مدمني
توتير المشاهير والشخصيات السياسية على الموقع الاجتماعي الشهير. المدهش
كذلك أنه نال كل هذا الاهتمام في ظرف ساعات.
صهيب آثار،
الذي يعرِّف عن نفسه باسم "@ReallyVirtual" على موقع "تويتر"، وهو أحد
أهالي بلدة أبوت أباد في باكستان، اشتكى على صفحته من الضجة التي تسببت
فيها مروحية كانت تحوم فوق منطقته، ليتبين لاحقاً أن مصدرها هو عملية تصفية
زعيم تنظيم القاعدة.
لم يعلم أن تعليقاته هي الأولى من نوعها لرصد الهجوم، ساعات قبل إعلان الرئيس الأمريكي نفسه خبر وفاة بن لادن.
صهيب كتب أثناء تنفيذ العملية: "طائرة مروحية تحوم فوق منطقة أبوت أباد عند
الواحدة فجراً. هذا أمر نادر". وأتبعه بتعليق آخر: "إذهبي من هنا أيتها
المروحية قبل أن أخرج مضربي الكبير!".
ليضيف بعد دقائق "اهتزت نافذة كبيرة هنا في أبوت أباد. أتمنى أن لا يكون الأمر بداية شيء بشع".
واستكمل صهيب تغطيته الحدث بأن نقل عن شهود عيان أن دوي الانفجار ناجم عن
تحطم مروحية، وهو بالفعل ما أكده متحدثون أمريكيون بعد ساعات.
وبينما واصل صهيب كتابة ما يسمعه ويراه لحظة بلحظة، اكتشف لاحقاً من
الأهالي أن الأصوات ما هي إلا لعملية عسكرية تستهدف أسامة بن لادن، وعندها
كتب على صفحته: "أوه أوه.. أنا الشخص الذي نقل وقائع غارة أسامة مباشرة دون
أن أعرف ذلك".
وفور إعلان النبأ، تضاعف عدد متابعي صهيب بالآلاف وانهالوا عليه بالأسئلة
لمحاولة معرفة مزيد من تفاصيل تلك الليلة، فيما تفاعل هو معهم ووعد بصور
يلتقطها بكاميرته لمكان العملية.