اخبار الساعة - صنعاء
اشتكي المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر من التناولات الاعلامية التي تطاله .
وبن عمر وفي بيان جديد صادر عن مكتبه ذكر ان طرح هذا الموضوع على المفاوضات التي استؤنفت امس .
كما اشار الى ان لقاء جمع المتفاوضين مع حكومة الاطفال , ان بعض الحاضرين فاضت عيناه بالدمع .
وفيما يلي نص البيان :
استؤنفت اليوم المفاوضات الرامية إلى التوافق على حل سلمي للأزمة السياسية الراهنة، وذلك بحضور الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة. وقد واصل الحاضرون مناقشاتهم للقضايا المتعلقة بالسلطة التشريعية خلال المرحلة الانتقالية. وتقرر استئناف المفاوضات صباح غد الثلاثاء.
وقد شهدت بداية الاجتماعات لحظة مؤثرة ومليئة بالدروس والعبر صنعها أطفال حكومة اليمن.
لقد سبق لي اللقاء بهؤلاء الفتية والفتيات خلال مؤتمر الحوار الوطني، وأثار إعجابي حينها إلمامهم بالقضايا الملحة لليمن، وروح المبادرة التي يمتلوكنها. والليلة، أعطى هؤلاء البراعم نموذجا للروح الوطنية العالية حين دعوا المتحاورين إلى التوافق حول حل سلمي ينقذ اليمن ويضمن لأجياله المقبلة مستقبلا آمنا وخاليا من أسباب التوتر والنزاع، كما حملوهم مسؤولية أي تأخير أو فشل يزيد من معاناة الشعب اليمني.
لقد كانت رسالة واضحة وبليغة لكل المشاركين في الحوار، وخاصة أنها جاءت مشفوعة بتحد طفولي يستفز العواطف والعقول، إذا قال أطفال حكومة اليمن إن بإمكانهم الحلول مكان المتحاورين إذا لم يتوافقوا سريعا، لأنهم متأكدون من إمكانية توصلهم لحل يحفظ اليمن ويرعى مصالحه العليا ومستقبل أجياله.
لقد رأيت انفعال الحاضرين، وشاهدت دموعا في أعين بعضهم، وأتمنى ألا يكون الأمر لحظة تأثر عابرة، بل فيه أخذ للعبرة من عزم هؤلاء الأطفال وإيمانهم باليمن وإصرارهم على ألا يكون مصيرهم رهينة للحسابات السياسية الضيقة.
في آخر جلسة الليلة، طلبت من الحاضرين إبداء ملاحظتين خارج سياق المفاوضات ولكن ترتبطان بها بشكل غير مباشر. فقد دعوت الجميع ـ أولا ـ إلى التعامل مع وسائل الإعلام بشفافية ومسؤولية، بعيدا عن المزايدات وعن محاولة خلق بطولات إعلامية كاذبة. وقلت لهم بصريح العبارة إن اليمنيين ينتظرون حلا للمأزق الحالي، وأنهم يتوقعون من المتحاورين تحمل مسؤولياتهم وليس النكوص منها تحت عناوين إعلامية خادعة.
وقد أثرت ـ ثانيا ـ انتباه الحاضرين إلى استمرار حملات التشهير والافتراء التي تقودها وسائل إعلام مملوكة لمكونات جالسة على طاولة الحوار على شخصي وعلى مهمة الوساطة التي أقودها.
وهنا أيضا قلت للحاضرين بكل صراحة إنني منفتح على أي ملاحظات يريدون طرحها بشفافية وأمام الجميع، ولكنني لن أقبل بعبث البعض وجبنه أحيانا. لأن نشر الأكاذيب وتلفيق الافتراءات لا يضر بشخصي بقدر ما يضر بمصداقية العملية التفاوضية وبالأطراف المشاركة فيها.
أعتقد أن على الجميع إعادة بناء جسور الثقة مع اليمنيين، لأنهم المعنيون أولا وأخيرا بنجاح العملية السلمية. والثقة لا يمكن أن تستعاد بدون خطاب ذي مصداقية، وقبل كل شيء، لا يمكن أن تسترد بدون التوصل إلى حل توافقي يعلي مصلحة اليمن ويهدف إلى تجنيب اليمنيين المخاطر المحدقة بهم وبوطنهم.