عاد آلاف من المعلمين والمواطنين المتضامنين معهم للإعتصام أمام مكتب التربية في مدينة تعز مساء اليوم، بعد أن تمكنوا من إجبار قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري على التراجع عن محاصرة اعتصامهم.
وقال مراسل الصحوة نت في تعز "عبد القوي العزاني" إن آلاف المعلمين والمواطنين عادوا إلى الإعتصام أمام مكتب التربية مساء اليوم بعد أن واجهوا بصمود وثبات قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري التي حاولت ومنذ مساء الأحد تفريق اعتصامهم المتواصل منذ أيام احتجاجا على استقطاعات غير قانونية من مرتباتهم. إلا ان سلمية المعتصمين ممن واجهوا بصدورهم العارية الرصاص الحي والقنابل السامة اجبروا الأجهزة الأمنية على التراجع، بعد ما ارتكبته من مجازر دموية أمس واليوم بحق المعتصمين، مخلفة 6 شهداء وعشرات الجرحى.
وأكدت مدير المستشفى الميداني بساحة الحرية بتعز الدكتور "صادق الشجاع"ارتفاع ضحايا مجازر النظام بحق معتصمي تعز اليوم إلى 6 شهداء و86 جريحا بالرصاص الحي و350 مصابا بالغاز السام.
وقال الدكتور الشجاع في إن حصيلة ضحايا مجازر النظام خلال أمس واليوم بحق المعلمين المعتصمين بلغت 6 شهداء و100 جريح بالرصاص الحي وأكثر من 350 حالة اختناق، فيما لا يزال عشرات المتظاهرين رهن الاعتقال بينهم أطفال.
وكانت مسيرات حاشدة انطلقت مساء اليوم من ساحة الحرية باتجاه اعتصام المعلمين وانضمت إلى المعتصمين تأييدا لمطالبهم المشروعة.
من جهته ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (HRITC) كافة المنظمات الإقليمية والدولية والإنسانية التدخل العاجل لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الأمن بحق أبناء محافظة تعز بشكل خاص واليمن بشكل عام وضرورة اتخاذ الإجراءات التي تضمن وقف نزيف الدم اليمني.
وقال المركز في بيان صادر عنه إن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والنجدة والجيش أطلقت النار على الشباب المعتصمين في شارع جمال وسط تعز وفرقت اعتصامهم بالقوة الأمر الذي أدى إلى استشهاد كلاً من (محمد عبد الحق طاهر ومحمد عبده قائد وبسام) وأربعة آخرين وإصابة أكثر من 80 شخصا بالرصاص الحي 3 منهم بحالة خطيرة جدا.
وذكر المركز الحقوقي أن قوات الأمن قامت بحملة مداهمة للحارات والأحياء لاعتقال الشباب، وشوهدت أطقم عسكرية وهي تأخذ الشباب ومن بينهم مصابين وجرحى في اتجاه مجهول واختطفت كذلك سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الميداني مع طاقمها الطبي.
ودان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان وبشدة هذه الجرائم الممنهجة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد الشباب العزل الذي يمارسون حقهم المشروع في التظاهر والاعتصام، مؤكدا بان مثل هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية لن تسقط بالتقادم وسيقُدم كل المسئولين عنها أمام القضاء الوطني والدولي لينالوا جزاءهم العادل.