قالت الناشطة السياسية والحقوقية حنان فارع ان ثمة تخوف لدى العديد من أبناء عدن من انتشار ظاهرة حمل السلاح في الشوارع، وأكدت ان الصوت العدني تعرض للتفكيك والتشتيت وشق الصف وزرع رؤى وتوجهات متعددة غلب عليها طابع الفرقة والمناطقية وعدم الانتماء، مضيفتا: علينا أن نعترض ونقاوم ونرفض ونتطلع إلى تحسين الأوضاع وبناء دولة مدنية حديثة تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية لكافة أبناء اليمن وتسليم أبنائنا وطناً يتشرفون به.
حاورها/ وائل القباطي
· بدايةً عرفناك حقوقية قبل ان تكوني من أوائل نساء عدن اللواتي خرجن إلى الساحات الاحتجاجية، ما السبب؟
الفساد والظلم وبعد أن تجاوز الظالمون المدى وعاثوا خراباً بالوطن ومقدراته.. منذ سنوات طويلة تنتهك حقوق الناس وكرامتهم ويزداد الفقير فقراً تدهورت أوضاع البلاد ومورس الكذب والتضليل على أبناء الوطن .. لقد كنت قريبة جداً من الناس انقل معاناتهم وأوجاعهم، كما أني واحدة من هذا الشعب ومن الصعب أن أقف صامته أراقب ما يجري لذلك كان علينا أن نعترض ونقاوم ونرفض ونتطلع إلى تحسين الأوضاع وبناء دولة مدنية حديثة تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية لكافة أبناء اليمن وتسليم أبنائنا وطناً يتشرفون به..
· كيف تنظرين إلى دور نساء عدن في المشاركة بالثورة الشبابية الشعبية؟
تفاجأت بنساء عدن وما يمتلكن من قوة وشجاعة وحماس، الثورة أفرزت جيلاً جديداً من النساء وظهرت وجوه شابه تسعى بجد ومثابرة لتعتلي المشهد السياسي في عدن..في بداية الثورة لم أتوقع خروج المرأة ومشاركتها في الثورة خاصةً بعد التخاذل الملحوظ عند بعض النساء من جيل الرائدات اللواتي حضر بعضهن فيما بعد... حضور المرأة في المسيرات وساحات الاعتصام في كل جمعة ناهيك عن باقي أيام الأسبوع دليلاً على وعيها وقدرتها على تحمل المسؤولية وأنها لم تعد بحاجة إلى وصاية أحد .. وكي لا تضيع جهود المرأة في الثورة وتتبعثر هنا وهناك تداعت مجموعة من الصحفيات والناشطات والحقوقيات المتواجدات اغلبهن في الساحات إلى ضرورة تأسيس كيان نسوي يضم اكبر شريحة نسائية وتم تأسيس (منسقية ناشطات عدن ) لتنظيم وتقوية حضور ومشاركة المرأة في الثورة وتكون عوناً وحماية لها وتحفظ حقوقها فيما بعد.
· ما هي أهدافكم والآليات التي تعملون بها ؟
في الفترة الراهنة ركزت منسقية ناشطات عدن على جانب الثورة .. لذلك وضعنا أهداف مرحلية تتخلص في إسقاط النظام بكافة رموزه وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وشاملاً بما يرضي أبناء الجنوب ويحافظ على مصلحة الوطن .. وفي ظل نضال المرأة لا ننسى ضرورة أن يكون لها مكاناً مناسباً أثناء بلورة النظام الجديد ، أما أهدافنا العامة تتمثل في دعم ومناصرة قضايا المرأة والنهوض بواقعها السياسي والاجتماعي والعمل على ضوء الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة .
أما الآليات التي نعمل بها فهي تأتي وفقاً لأهدافنا المرحلية ومتطلبات هذه المرحلة.. رغم الصعوبات التي تواجهها المنسقية في الجانب المادي إلا أنها استطاعت خلال فترة وجيزة من تاريخ تأسيسها 29/مارس/2011م إقامة عدد من الفعاليات المتنوعة التي تركز على الجانب التوعوي والتثقيفي والتأكيد على اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن، مع استمرار الناشطات في عملهن بالساحات والخروج بالمظاهرات لتأكيد حضور المرأة الفاعل في أعمال الثورة، والتنسيق مع بعض الكيانات الأخرى لإقامة فعاليات مشتركة تصب نحو الهدف الموحد وهو إسقاط النظام.
· هناك اصوات كثيرة في الساحة باستثناء الصوت الذي يعبر عن عدن هل هذا ما اردت المنسقية التعبير عنه؟
إن كنت تقصد الصوت النسائي، بكل ثقة أقول لك (نعم) .. صوت المرأة في عدن صار مفقوداً منذ سنوات بعد ما جرى من محو لخصوصيتها ومسخ لهويتها الثقافية.. افتقدت عدن للعناصر النسائية التي تعمل بروح الجماعة وتعيد المدنية المفقودة لعدن .. وأن كان هناك بروز لبعض النساء في عدن لكن عملهن كان يعود لأنفسهن ولانتمائهن الحزبي والباقيات كن مهمشات، ظلت الساحة فارغة لا يوجد من يكمل التاريخ النضالي للمرأة العدنية ويلبي طموحات وتطلعات العدنيات، وسنحاول كمنسقيه أن نحتل هذا الفارغ لتكون المنسقية الكيان المستقل الناطق باسم المرأة العدنية .
· اول شهيد سقط من عدن التي تصدرت الثورة الشبابية، ما اسباب الانقسام وقلة عدد المتواجدين في ساحات عدن برايك؟
عدن بعد حرب صيف 1994م أفرغت من المضمون وصارت ساحة تتنافس عليها كل القوى والتيارات السياسية وفي مقدمتهم النظام حيث عملوا على تفكيك وتشتيت الصوت العدني وشق الصف وتنحية كل الغيورين والشرفاء من مواقعهم القيادية لأنهم يعلمون جيداً أهمية عدن ودورها الريادي في قيادة اليمن بشكل عام، فزرعوا رؤى وتوجهات متعددة غلب عليها طابع الفرقة والمناطقية وعدم الانتماء والأنانية واللامبالاة مستغلين قلة الوعي لدى الشباب وحماسهم الغير عقلاني.. فكان من الطبيعي أن يظهر هذا الانقسام والتفكك في الساحات وبدئ جلياً في حب الاستحواذ والسيطرة والزعامة من الأحزاب والقوى السياسية على حساب المصلحة العامة، وفضل البعض أن ينأى بنفسه بعيداً عن هذه التجاذبات.. ورغم هذا الانقسام وتعدد الساحات فقد تشرفت عدن بتقديم فلذات أكبادها فداء للوطن والثورة وهو الرهان الكسبان بمدى قدرة أبناء عدن على العطاء في كل الأحوال .
· نجح العصيان المدني لماذا يقوم البعض بقطع الطرقات وبعض المظاهر المسلحة التي تسئ للمدينة؟
فعلاً نجح العصيان المدني وهو النضال السلمي الأمثل والأنسب لعدن .. أما القطع الدائم للطرق في بعض مديريات عدن تقريباً انتهت الأسباب التي أدت إلى قطع الطرق لكن ربما من الأفضل عدم فتحها بالوقت الحالي..
هناك استياء كبير وتخوف لدى العديد من أبناء عدن من انتشار ظاهرة حمل السلاح في الشوارع وهو ما يزعزع الاستقرار والأمن و الاتهامات تحوم حول جهات متعددة ساعدت على انتشار هذه الظاهرة ولا ندري ما أسبابها، لكننا نرفض أن تكون عدن ساحة للصراعات وجرها نحو دائرة العنف .. هذا إلى جانب ما عمد إليه النظام من نشر آلياته العسكرية في طرقات عدن وتحويلها إلى ثكنة عسكرية .. عدن مدنية وستظل تحافظ على هذا الطابع الحضاري شاء من شاء وأبى من أبى.
· كيف تقرءا كناشطة في عدن جمعة الوفاء للجنوب وبالمقابل بعض الدعوات للانفصال وفك الارتباط؟
جاءت متأخرة ولكن خيراً من ألا تأتي .. فوت الفرصة على النظام الذي يراهن على الحرب الأهلية وأسكتت الأصوات التي ترفض الاعتراف بالقضية الجنوبية وكانت فرصة أيضاً للقيام بحملة توعية خاصة بالقضية الجنوبية لإخواننا في مختلف ساحات الاعتصام فلم يعد السكوت مجدياً خاصة أن أبناء الجنوب لهم السبق الثوري وقدموا قوافل من الشهداء .. فكانت جمعة الوفاء للجنوب بمثابة اعتذار لشعب الجنوب الذي آمن بالوحدة وقدم التنازلات في سبيل تحقيقها وحصد الغدر والقتل والتهميش والإلغاء ونهب ممتلكاتهم.. أناِ لستُ ضد فك الارتباط ولا ضد الفيدرالية ولا الكونفدرالية بل ضد مصادرة حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم، فإذا كان خيارهم فك الارتباط سنكون معهم قلباً وقالباً .. وإذا ذهبوا إلى الفيدرالية سأبارك هذه الخطوة .
· ماهي انشطتكم في المنسقية وبرنامجكم خلال الفترة القادمة؟
نشاط المنسقية في المرحلة القادمة سيصب بمجرى تحقيق أهدافها المرحلية في الحفاظ على استمرارية الثورة وحمايتها وعدم الالتفاف عليها وتأكيد حضور المرأة ومشاركتها الفعالة ونتمنى جمع المعتصمين في ساحة اعتصام واحدة كما سنستمر في إقامة الأنشطة التوعوية وسنركز اهتمامنا على القضية الجنوبية .
· كلمة توجيها للشباب والناشطين بعدن: توحيد جهودكم فقد أصبح من الضرورة إعادة الزخم الثوري مجدداً إلى عدن.
· للاحزاب: أن الله مع إرادة الشعوب .. وأنتم –الأحزاب-جزءً من الشعب فلا تختزلوا مطالب الشعب في مطالبكم ..وانصاعوا لرغبات الملايين وشاركوهم في صنع النصر التاريخي.