دعا شباب ثورة التغيير في اليمن إلى عصيان مدني اليوم السبت في إطار تحركاتهم التصعيدية، مع تواصل مظاهرات حاشدة مطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، الذي دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، في حين يلوح أمل بتوقيع المبادرة الخليجية غدا الأحد.
وشهدت 17 محافظة يمنية الجمعة مظاهرات حاشدة تدعو إلى رحيل الرئيس فورا، إذ تجمع مئات الآلاف من المحتجين في شارع الستين أحد أكبر شوارع العاصمة صنعاء للمطالبة برحيله.
وطالب خطيب الجمعة محمد الحميري دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مبادرتها، متهما علي صالح ونظامه بالمماطلة لكسب الوقت.
وشهدت مدينة عدن جنوبي البلاد عصر الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة ضمت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال طافت شوارع ضاحية بلدة كريتر.
وحمل المشاركون لافتات تطالب بالرحيل الفوري للرئيس صالح ونظامه، كما أكدت على أولوية حل القضية الجنوبية بعد إسقاط النظام، وردد المشاركون الشعارات الرافضة للمبادرات، واصفين ذلك بأن من شأنه إطالة بقاء الرئيس في الحكم.
أيام معدودة
ونظمت تجمعات مماثلة في تعز، ثانية المدن الكبرى بالبلاد، لدعوة صالح إلى الرحيل عن الحكم.
وفي لحج قال مراسل الجزيرة نت ياسر حسن إن الآلاف من أبناء المحافظة شاركوا الجمعة في تشييع محمد علي عبد الله الذي قضى الجمعة الماضية متأثرًا بالغازات السامة التي أطلقها الأمن على مسيرة سلمية بمحافظة تعز.
وطالب الخطيب بليغ التميمي المحتجين بـ"الصبر والمرابطة في ساحاتهم"، وأكد أن "الحاكم متهالك أمام ثبات الثوار".
وقال عصام الأهدل أحد شباب الثورة إن الآلاف خرجوا عقب صلاة الجمعة في مسيرة حاشدة طافت شوارع كرش مطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح, كما طالبوا بالزحف إلى القصر ورفض أي مبادرة خليجية أو غيرها.
وفي محافظة الضالع صلى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في ضاحية دمو، وقال الشيخ وهيب الدبعي في خطبة الجمعة إن الثورة توشك أن تقطف ثمارها، وباتت أيام صالح معدودة ولن تنفعه أميركا أو السعودية أو أي دولة أخرى.
وأشار الدبعي إلى "جرائم صالح ونظامه بحق الثوار في اليمن، ولابد أن يحاكم على تلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم".
وفي صنعاء وتعز طالب المحتجون صالح بالتنحي عن حكمه لليمن الذي يناهز 33 عاما، ورددوا هتافات يبلغون فيها مجلس التعاون الخليجي -الذي أشرف على مبادرة لم يوقع عليها الرئيس- أنهم يريدون رئيسا آخر غير صالح.
توقيع
تأتي
هذه التطورات في وقت يعتزم فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقد
اجتماع الأحد لبحث الأزمة السياسية اليمنية، لكنهم لم يشيروا إلى توقيع أي
مبادرة.
ولكن مسؤولين يمنيين من المعارضة وفي الحكومة قالوا إن اتفاق المرحلة الانتقالية الذي كان علي صالح قد رفض توقيعه مساء الأربعاء، سيتم التوقيع عليه غدا الأحد، الذي يوافق الذكرى الـ21 لقيام الوحدة اليمنية.
وأعلن عضو المؤتمر الشعبي العام الحاكم الدكتور يحيى الشعيبي في ميدان السبعين بجوار قصر صالح أن التوقيع على المبادرة الخليجية سيكون قريبا.
وقال نحن نوشك على التوقيع على المبادرة الخليجية ونؤكد على احترام كافة الأطراف اليمنية لالتزاماتها وتنفيذ الاتفاقية كمنظومة متكاملة بدون تسويف أو انتقائية.
صالح قد يوقع الأحد على المبادرة الخليجية رغم دعوته إلى انتخابات مبكرة (الفرنسية) |
وفي اجتماع نادر لمجلس الدفاع الوطني الجمعة، أشاد قادة عسكريون كبار بما قالوا إنها "استجابة إيجابية ومسؤولة" لمبادرة مجلس التعاون الخليجي.
لكنهم قالوا أيضا إنهم بحثوا سبل "الوقوف في وجه الخارجين على القانون وأي محاولة تستهدف الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية"، وأنحوا باللائمة على المعارضة في الأزمة السياسية التي يشهدها اليمن.
انتخابات مبكرة
من
جهته دعا الرئيس اليمني في كلمة مقتضبة أمام حشد من أنصاره قرب القصر
الرئاسي في صنعاء إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء، بطريقة
ديمقراطية.
وأضاف صالح -الذي تنتهي ولايته عام 2013- "لا أستطيع أن أعبر إلا عن التقدير لجماهير شعبنا الصامد خلال أربعة أشهر أمام الحركة الانقلابية والخيانة والعمالة".
وقال إن الشعب سيقاوم المحرضين على "انقلاب عسكري"، في إشارة إلى معارضيه الذين يطالبون منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي برحيله من السلطة.