أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » مذكرات

الجزء الأول: "مذكراتي من حصار صنعاء" للعميد عبد الإله سلام الاصبحي

- خاص

هذه المذكرات للعميد عبد الإله سلام الأصبحي احد الضباط الأحرار والثوار الوطنيين والذي شارك في قيام الجمهورية اليمنية وكان له دور بارز في التصدي للملكيين في حصار صنعاء .. تلقى موقع اخبار الساعة هذه المذكرات من العميد نفسه وأوصى بنشرها على حلقات ولما لها من حكايات رائعة وبطولات اليمنيين الأوائل الذين حملوا على عاتقهم قيام الجمهورية اليمنية وتحريرها من الجهل والظلم والاستبداد.

 

حيث بدورنا في موقع اخبار الساعة سنقوم بنشرها في 10 أجزاء .. كل جزء يحتوي على معلومات قيمة يجد القارئ المتعة الكاملة في قرائته.. ونترككم مع الجزء الأول لمذكرات العميد/ عبد الإله سلام الأصبحي:

 

مقدمة:

لم يكن حصار صنعاء لعام 67-68 مجرد صدفة أو مجرد قطع طريق .. بل جاء بمخطط مدروس ومرسوم لإسقاط نظام اختاره الشعب, نفذ من جانب الأعداء الذين يشنون حربا على الثورة والجمهورية حيث جاء حصار صنعاء بعد أن سقطت جميع الأوراق وفشلت جميع الرهانات التي وضعت من أجل إسقاط النظام الجمهوري .. المخطط الجديد الذي بقي لأعداء الثورة هو حصار العاصمة ، وسقوط صنعاء والنظام الجمهوري حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططهم ومرامهم وبكل الوسائل الممكنة وإعادة الحكم الملكي البائد إلى اليمن حيث ظلت البلاد في قتال مند قيام الثورة من عام 62 وحتى 67 م ضد أعداء الوطن " حيث فتحت القوات المعادية ثغرات لإحباط مسارا لثورة وأهدافها التي أعلنت صباح السادس 26 والعشرون من سبتمبر واستطاع أعداء الثورة أن يغرروا ببعض القبائل في المناطق الشمالية والشرقية مما أحدثت شرخا للثورة الوليدة مما اضطرت قيادة الثورة إلى استدعاء المدد من الشقيقة مصر وبعض الدول الشقيقة والصديقة حيث كنا حديث العهد . وقواتنا غير مؤهلة للدفاع عن مولدوها الجديد ولم تكن قوات تذكر لليمن من قوات . برية . وجوية . وبحرية .. كانت القوات المصرية هي السند الأوحد والوحيد للدفاع عن الثورة والجمهورية بعد الله ولم يكن لدينا قوة تذكر سوى قلة من ما كان يسمى بالجيش النظامي أو الدفاعي الذي لا يملك شيئا من السلاح ألا السلاح الشخصي القديم حيث كان هذا الجيش مواليا للحكم الملكي أما السلاح الثقيل فكان مخبئا في قصر السلاح ( القلعة ) ولايمكن الوصول أليه وإذا وجد السلاح عدمت ذخيرته .. حيث قامت الثورة بإمكانات بسيطة جدا استطاع الثوار أن يوجدوا بعض الذخائر للدبابات والأسلحة الشخصية استعملوها في ليلة قيام الثورة .


بعد قيام الثورة بدأت قيادة الثورة بإنشاء قوات مسلحة حيث بدأنا في إنشاء قوات مسلحة واستجابا الاتحاد السوفيتي سابقا بإرسال بعض الأسلحة الثقيلة والخفيفة إلى اليمن بموجب اتفاقية سابقة حيث كانت هناك روابط بين اليمن والاتحاد السوفيتي قديمة .

 

وبدأت قيادة الثورة بفتح المدارس العسكرية .. والمعاهد.. والتحق الشباب بهذه المعاهد والمدارس وفتح باب التجنيد وشكلت الألوية العسكرية بمختلف أنواعها, وتم إيفادها إلى مصر للتدريب على السلاح والقتال . ومن هذه ألألوية لواء الثورة , ولواء العروبة , ولواء الوحدة , وغيرها من ألألوية والوحدات العسكرية كما أوفدت الثورة بعض الضباط للدراسة هناك .

حيث بدأت قواتنا تأخذ زمام المبادرة وتتخذ مواقع متقدمة بجانب إخوانهم من القوات المصرية وتخرجت أول دفعة من الكلية الحربية والتحقت بالصفوف الأولى ثم توالت الدفعات العسكرية من الكلية الحربية , وكلية الشرطة , لتكون نواة ورديفا لقواتنا المسلحة والأمن . مرت أعوام عجاف كان الهم الوحيد هو الدفاع عن الثورة والجمهورية . في هذه القترة تم افاد بعض الطلبة للدراسة إلى الاتحاد السوفيتي ( سابقا ) للدراسة الطيران الحربي والمدني .

حيث كنا نفتقد إلى هذا الجانب .. واستعنا في أول الثورة بطيارين مصرين وروس وسورين مع طائراتهم للعمل معا حتى تم تخرج الدفعة الأولى من الطيارين اليمنيين واستلموا مهامهم في حماية أجوى اليمن .


في بداية العام 67 م ( كنت من ضمن الضباط الدارسين في تعز في معهد القادة ( المركز الحربي ( سابقا ) بعد أن عدت من منطقة رازح محافظة صعده والحصار الذي دام ستة أشهر مع الأخ العميد / عبد الكريم السكري ومجموعة من الإخوة الضباط منهم الأخ العميد / حسين الدفعي  والأخ العميد / عبد الهي الراعي وغيرهم من ضباط اللواء في ( قلعة رازح وحرمسقطت خلالها منطقة رازح من محافظة صعده وأجزاء من المناطق الشمالية بعد حملة عسكرية وشعبية أسر خلالها العميد عبد الكريم السكري ومن كان معه من الإفراد والضباط كان هذا في عام 64م علما أن أللواء الذي حوصر معنا هو أول لواء تم تدريبه في مصر ( لواء الثورة ) بعدها عدنا إلى سلاح المشاة وحدتي الأساسية تم من خلاله إعادة تشكيل الكتيبة العسكرية التي كنت فيها لكن أمر طاري حصل في حينه وصلتنا أوامر بالتحرك إلى منطقة المحابشة محافظة حجه ولم تكن الكتيبة مهيأة للقتال حيث أن أكثر الجنود والضباط قد وقعوا في الأسر مع العميد/عبد الكريم السكري أما نحن فقد أدخلونا سجن ( القلعة ) أنا وبعض الضباط والجنود بعد محاكمة عسكرية من قبل القوات المصرية مكافأة لنا حيث اتهمنا بالخيانة من قبل القوات المصرية وذلك بعد عودتنا من منطقة رازح .. مكثنا في السجن حتى نهاية عام 66م خرجنا بعفو عام من المشير السلال .. ومن الإخوة الضباط الذين كانوا معنا الأخ / المقدم علي ألنهمي الأخ عبد الله الحرازي وغيرهم من الجنود كنا خمسة من الضباط وعشر من أفراد . التحقت بعد ذالك بسلاح الدروع أخذت على أثرها فرقة مدرعات قادة كتائب وألويه في المركز الحربي في تعز .. وفي منتصف عام 67م أي في يوليو لنفس العام. . كنت من ضمن العاملين في سلاح الدروع جاءت بعد ذلك نكسة حزيران 67م التي غيرت مجرى الأمور بكل مقاييسها في المنطقة العربية والعالمية أصبحت فردا في سلاح الدروع وخاصة الكتيبة الثانية التي كانت متمركزة أمام الكلية الحربية ( تبة رسلان ) طريق المطار . وفي هذه الفترة كانت المؤامرة على أتمها لإسقاط النظام الجمهوري حيث عقدت ألقمة العربية بالسودان وسمي بمؤتمر الخرطوم الذي كانت اليمن له النصيب الأكبر من هذه القرارات حيث أتى هذا الموتمر بقرارات منها
ا إيفاد لجنه ثلاثيه للمصالحة إلى اليمن .

 2 ـ انسحاب القوات المصرية .
3
ـ عقد صلح مع القوة الملكية والنظام الجمهوري .


تم إيفاد لجنة ثلاثية إلى اليمن في أكتوبر 67م مكون من ثلاث دول هي العراق, والسودان, والمغرب.. وجاءت لجنة السلام في 3 أكتوبر 67م إلى صنعاء تحمل معها قرارات موتمر الخرطوم المشئومة حيث كانت الحرب الدائرة في اليمن لازالت مشتعلة . . وبدأ الشعب بالتحرك في صنعاء وفي بعض المحافظات مثل تعز , والحديدة , والبيضاء .. ورفضت اللجنة وعادت مطرودة من حيث أتت بعد أن خرجت الجماهير في الثالث من أكتوبر 67م معلنة إصرارها على الدفاع عن صنعاء وعن النظام الجمهوري ، وعدم المصالحة مع الملكيين . حيث سقط كثيرين من الشهداء في هذه المظاهرة حيث اندس بعض العملا في المظاهرة وكان ماكان . سقط قي حينه بعض الضباط اليمنيين والجنود وأيضا سقط عدد من الجنود من القوات المصرية.


عادت هذه اللجنة إدراجها من حيث أتت بعد مظاهرة عمت أرجاء اليمن من محافظات الجمهورية , بدأ التفكير بإنشاء المقاومة الشعبية والدفاع على العاصمة حيث بدأت القوات المصرية بالانسحاب من العاصمة والتجمع في م/ الحديدة .


في سبتمبر 67 م وبالتحديد العيد الخامس للثورة كانت فلول المرتزقة ، قد بدأت بالتحرك من ناحيتي صعده وحجة .. حيث سقطت صعده وحوصرت حجة البطلة وبدأ الزحف على العاصمة .. لأن مؤتمر القمة الذي عقد في الخرطوم قد حدد المسار للقوات المصرية وانسحابها من اليمن . حسب قرارات قمة الخرطوم كانت القيادة المصرية قد وافقت على سحب قواتها بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر وعلى اثر نكسة حزيران .. بدأ المخطط يكبر حيث عملت القوات الملكية على تجميع قواتها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ، وبدأت القوات الرجعية والمرتزقة بالتمركز حول صنعاء لإسقاط النظام الجمهوري بعد أنهت كافة المخططات السابقة والتي فشل في تحقيقها سابقاً .


ومع أحداث ذلك العام من مؤتمر القمة العربي إلى نكسة حزيران إلى جلاء القوات البريطانية من جنوب الوطن في30 من نوفمبر 67م إلى أحداث أخرى ، كان المخطط يسير بمنظور عالمي مدروس من أجل إنهاء النظام الجمهوري وعودة النظام الملكي , وبانسحاب القوات المصرية من اليمن وجد الفراغ لبعض المناطق الشمالية التي كانت متمركزة عليها القوات المصرية مما أعطاء فلول المرتزقة دفعة جديدة للقيام بالالتفاف على العاصمة من اجل إسقاطها . غادرت القوات المصرية صنعاء إلي الحديدة وتم التجمع هناك لعودتها إلى مصر وذلك اثر نكسة حزيران 67م .


في هذه الفترة وقع انقلاب  5 نوفمبر 67م , ضد حكومة السلال الذي غادر البلاد إلى العراق حيث تولى قيادة البلاد القاضي عبد الرحمن الارياني ، وفي منتصف نوفمبر 67 م بدأت قوات المرتزقة بالتحرك ضمن المنطقة الشمالية والشرقية .. ويأتي هذا التحرك في بداية وضع كماشة على صنعاء من الغرب والجنوب والشمال . أما الشرق فقد كانت أكثر المناطق بيد العميل قاسم منصر من أول وهلة لقيام الثورة .


في حيينها كنت أنا ضمن ضباط وأفراد الكتيبة الثانية المرابطين في ( تبة رسلان ) وممن أذكرهم من الإخوة الضباط الأخوة / علي عبد الله صالح . أمين دماج . عبد الكافي محمد عمر , عبد الرحمن حمزة , يحي مشراح , احمد ألعبيدي وآخرون لم أتذكرهم وأما الأخوة / المقدم علي المنصور , ولطف سنيين ، وحسين خيران , وآخرون فقد كانوا قادة للكتيبة التي كنت ضمنها على طريق المطار في ( تبة رسلان ) في منتصف شهر نوفمبر وصلتنا معلومات بأن هناك تجمع في منطقة أرحب والمنطقة الشمالية . قمنا بالتحرك إلى منطقة بني الحارث بدبابتين ومصفحة للتأكد من المعلومات التي وصلتنا بان هناك تحرش قائم من الملكيين شرقا وشمالا، وتم التحرك للتأكد من تلك المعلومات التي وصلتنا .. تأكدنا من هذه المعلومات بأنها صحيحة وان القوات الملكية توزع بعض الأسلحة والنقود على بعض القبائل .


عدنا بعدها لتجهيز الكتيبة وإبلاغ القيادة العامة بذلك حيث عملنا على جمع المعلومات من خلال استطلاع قامت به الكتيبة

 


2
ـ قطع طريق الحديدة :
ترددت الأخبار عن قطع طريق الحديدة وأن القوات التي كانت متمركزة في بني مطر والحيمتين من قوات المظلات والصاعقة قد انسحبت ولم يبق سوى بعض أفراد من المدفعية المرابطة في بني مطر ودبابتين ، وبداء الناس بالتخوف من هذه الأخبار داخل العاصمة ،وبدأ كل فرد يعمل حسابه لما يتوقع . وما قد يحصل . وخا صه عندما سمع المواطنون بتلك الأخبار المزعجة .


بدأ الرحيل من العاصمة عن طريق صنعاء تعز التي لم تقطع من قبل الملكيين ، وبدأت بعض الإذاعات العربية والصحف تروج لهذه الأخبار وأن صنعاء ستسقط خلال 24 ساعة وذلك عن طريق إذاعة الملكيين وإذاعات عربية أخرى والإشاعات من الداخل ، في هذه الفترة قطع طريق الحديدة ، بعد انسحاب قوات الصاعقة والمظلات من بني مطر والتمركز في مناطق حول صنعاء .


جاءت الإخبار لتوكد صحة المعلومات التي وصلتنا بدأنا نعمل ألف حساب لما قد يحصل .

 


3
ـ قطع طريق تعز وصعده:
بعد ما تمكنت الملكية من قطع طريق الحديدة قطعت أيضاً طريق تعز وصعده ، وذلك عن منطقة نقيل يسلح حيث تم قطع الطريق المؤدية إلى صعده شمالاً من نقطة الأزرقين ومن هنا أحكمت الكماشة على صنعاء من جميع الاتجاهات حيث سقط الجبل الطويل والمنطقة الشرقية بيد المرتزق قاسم منصر أما بعض الجبال الغربية المحاذية للعاصمة صنعاء . مثل جبل نقم فقد تمركزت عليه الكلية الحربية بدفعاتها السادسة, والسابعة .

 

والثامنة مع جميع ضباط الكلية ومن الدفعات المختلفة وبعض من إفراد المظلات والصاعقة أما جبل براش فقد تمركز عليه لواء النصر الذي ظل في موقعه إلى نهاية الحصار .


وبدأ القصف المدفعي والصاروخي على العاصمة حيث شمل القصف الإذاعة والقصر الجمهوري ومصنع الغزل والنسيج ومدرسة المظلات و منطقة شعوب وذلك بعد سقوط الجبل الطويل وبعض الجبال الغربية والجنوبية من العاصمة حيث بدأ القصف على العاصمة لثلاثة اتجاهات:
أ ـ ضرب مصنع الغزل والنسيج عن طريق بني حشيش
ب ـ ضرب مدينة صنعاء القديمة عن طريق سواد حزيز
ج ـ قصف مركز على القصر الجمهوري والإذاعة عن طريق حده

 


4
ـ المقاومة الشعبية :
في هذه المرحلة التي تجلت لكل المسولين والمواطنين أن العاصمة والنظام الجمهوري على وشك السقوط وان العاصمة في خطر أصدرت القيادة العامة قرارا بإنشاء المقاومة الشعبية ( من العسكريين والمدنيين ) وتعيين رئيس لها ومقرا لها .. استدعي المواطنين لالتحاق بالمقاومة الشعبية وتسليحهم بالبندقية التشيكي وعلى اثر ذلك شكلت المقاومة قطاعات على النحو التالي :
د ـ قطاع العمال والطلبة .
ه ـ قطاع الموظفين .
و ـ قطاع الحرف الحرة .
وتم اختيار ضباط لتدريب هذه القطاعات ، وتشكيل قيادة عسكرية وقيادة مدنية وذلك من صفوة الضباط وكانت القيادة العسكرية بقيادة العميد المرحوم / غالب الشرعي كقائد عسكري و المدنية برئاسة الأستاذ المرحوم / عمر الجاوي . عملت رئاسة المقاومة تحت شعار واحد ( الجمهورية أو الموت ) على أن تكون المقاومة رديفا للقوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية وحراسة المدينة من أي اختراقات من قبل القوات المعادية . وكان التدريب على النحو الأتي :
ز ـ مصنع الغزل و النسيج ، ومدرسة المظلات ، لأفراد المصنع والقاطنين لمنطقة شعوب
ح ـ الطلاب والعمال والحرف الحرة بمدرسة جمال عبد الناصر .
ط ـ الموظفين وبعض القطاعات في مجلس الشورى (النواب(.
وتتغير أماكن التدريب من حين لآخر، نتيجة لما كان يركز العدو للضرب على هذه المناطق المذكورة
حيث كان التدريب في مدرسة جمال عبد الناصر ومقر مجلس الشورى ( النواب حاليا (.

 


5
ـ حراسة صنعاء:
بدأت تشكيل قطاعات للحراسة للمحافظة على المنشآت الحيوية مثل الإذاعة والكهرباء في العاصمة وكانت الحراسة على النحو التالي:
أ ـ قطاع الموظفين وبعض الطلبة على المصالح الحكومية .
ب ـ الطلاب في الشوارع والمدارس والحارات .
ج ـ العمال والحرف الحرة في مدينة صنعاء القديمة .
حيث يتم تبديل الخدمات بصورة منظمة ليلية وحسب الخطة المعدة من قبل عمليات المقاومة الشعبية.

 


6
ـ المواد الغذائية والتموينية :
بعد أن أحكم الحصار على صنعاء ولم يكن هناك أي وسيلة للخروج تم تشكيل لجان تموينية من رئاسة المقاومة و الطلبة والموظفين لتوزيع المواد التمونيه على المواطنين بالتعاون مع وزارة الاقتصاد . وكان المسئول الأول الأخ المرحوم / سيف أحمد حيدر ،وبعض موظفين التموين والطلبة من أفراد المقاومة حيث تم تقسيم العاصمة الى احياء يتم توزيع الجاز والمواد الأخرى مثل السكر والدقيق على الحارات التي تم إعدادها وفرزها من قبل المقاومة الشعبية .


7
ـ سقوط عيبان وظفار والنهدين :
في نهاية 67م سقط كل من جبل عيبان وجبل ظفار وتبتي النهدين في المنطقة الغربية والجنوبية وبدأ الضرب يتمركز على الإذاعة والقصر الجمهوري والمطار الجنوبي والشمالي وبعض أحياء من مدينة صنعاء القديمة ، وبدأ الذعر يدب في نفوس الناس بعد هذه الأخبار الغير سارة وهذه القصف المركز على العاصمة وضواحيها وبسقوط هذين الجبلين المهمين زاد الذعر بين المواطنين ،
في هذه الحالة توقفت إذاعة صنعاء عن البث للمرة الثانية بسبب القصف المركز عليها . حيث قامت المقاومة الشعبية برئاسة المرحوم غالب الشرعي بالتوجه للإذاعة وبناء أكياس من الرمل على المولدات بعد ضرب الأستوديو الذي كان يتم منه الإرسال وبعض المحركات الكهربائية وتم إصلاح الخلل ، وفي هذه الحالة أذاعت إذاعة الملكية أن صنعاء على وشك السقوط بعد ضرب الإذاعة وتوقفها عن البث لمدة أربع ساعات وتناقلتها إذاعات عربية كانت معادية . لكنهم لم يفلحوا فقد تم ربط إذاعة صنعاء وتعز في صوت واحد .. باسم إذاعة الجمهورية العربية اليمنية .

 


الوقود :
كانت مدينة صنعاء تمر بأزمة خانقة من قلة الوقود لمحطتي الكهرباء والإذاعة وبعض السيارات المستخدمة للأغراض العسكرية والإسعافات الأولية حيث كان الضرب يتمركز كثيراً على هاتين المؤسستين حيث تم نقل المواد البترولية وغيرها إلى أماكن مضمونة وجعلها في خدمة لهاتين المؤسستين فقط ، ولقد كانت لمحطة العولقي دورا في الاحتفاظ ببعض الوقود كما مرت صنعاء بأزمة خانقة بالمواد التموينية وخاصة بعد سقوط عيبان والنهدين بدأ الموقف يتأزم حيث قامت قوات من بعض الألوية مدفعية ، أمن مركزي ، وأفراد من المقاومة باسترداد النهدين من أيدي المرتزقة في خلال أربعه وعشرون ساعة
الضرب على الروضة واحتلال التباب المتاخمة لنقم وبرش
في هذا الوقت العصيب قامت قوات مرتزقة باحتلال التباب المتاخمة لجبل نقم ووضع بعض الكمائن للتصدي لقواتنا التي تمون برش ونقم وقطع الطريق عليها من ظهر الحمار ، وقطع الطريق من باب شعوب شرقاً .. وتم إحكام هذه المنطقة وكانت القوات المرابطة في مطار الرحبة من طلبة كلية الشرطة وبعض الوحدات من مدفعية ومدرعات . أما نقطة الأزرقين فكانت خليط من قوات مختلفة . وستطاع طلبة كلية الشرطة إن يتصدوا لهجوما شماليا من قبيلة أرحب أما جبل براش وبعض المواقع فقد قطع عنها التموين تماماً بسبب الحصار المفروض عليها ، لكن قوات من أفراد المظلات وقبائل من أفراد الشيخ عبدا لله دارس تصدت لذلك وتم فتح المنطقة واحتلال التلال الشرقية عن طريق قرية الدجاج ومنها ما يعرف ألان بتبة دارس حالياً .

 


احتلال بعض المواقع :
كلفت الكلية الحربية وبعض الوحدات من الصاعقة والمظلات بالهجوم على دار الحيد ومنطقة الجرداء التي كانت خطرا على مواقعنا و بإسقاط المدفع الذي كان عند موقع ألحفاء والجرداء ، وكلفت فصيلة من لواء النصر بقصف المدفع الذي

Total time: 0.0368