لندن –أويا-خاص الأربعاء, 26 مايو - الماء 2010 08:44
أكد رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية سيف الإسلام معمر القذافي على أن ليبيا بحاجة إلى رؤية توافقية للديمقراطية تجمع بين الديمقراطية الشعبية المباشرة والديمقراطية النيابية والديمقراطية التداولية، في نظام يكفل مشاركة كافة أفراد المجتمع في العملية الديمقراطية، وبما يتلاءم مع المجتمع الليبي وتركيبته القبلية وثقافته العربية والاسلامية.
لا للتوريث
ونفى سيف الاسلام أمس الثلاثاء 5/25 في محاضرة ألقاها بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) بعنوان "ليبيا.. الماضي، الحاضر والمستقبل"، أن يكون في ليبيا أي ترتيبات لعملية توريث سياسي, رافضا فكرة أنه الوريث الشرعي للثورة الليبية.
وأضاف أن ليبيا ليست دولة ملكية والقائد معمر القذافي ليس ملكاً, والتوريث ليس مسألة واردة في ليبيا، لأن ذلك يعني العودة للوراء.
واعتبر سيف الإسلام في محاضرته التي أدارها أستاذ العلوم السياسية بالكلية "دايفيد هيلد" أنه في حال قبولنا بالعود للملكية فإن ذلك يعني أن الثورة كانت خطأً" مؤكدا أن أفضل نظام سياسي هو النظام الديمقراطي الذي يفرض طريقة للمحاسبة والمساءلة لا تتوفر في الأنظمة الملكية كما أشار إلى أنه ليس الشخص المناسب ليتولي زمام السلطة في ليبيا.
الكتاب الأخضر ليس مقدسا
وقال رئيس مؤسسة القذافي إن الكتاب الاخضر ليس كتاباً مقدساً وإن العديد من الأخطاء قد ارتكبت في الماضي نتيجة للقراءة الجامدة لنظرية الكتاب الاخضر، مؤكدا على حق الجميع في انتقاد الكتاب الاخضر وما جاء فيه من أطروحات.
القائد يدعم الإصلاح
من جهة أخرى أكد سيف الإسلام على أن القائد معمر القذافي ليس والده فحسب، ولكنه أب لكل الليبيين وأنه على اطلاع واتفاق كامل مع كل الخطوات التي يقوم بها، نافيا ما يشاع عن وجود أجنحة متصارعة في ليبيا، مثل الحرس القديم أو التيار الاصلاحي، ونوه إلى أن الجميع متفق على الإصلاح،ولايمكن للإصلاح أن ينجح دون موافقة القائد الذي يساند بالكامل مشروع الاصلاح في ليبيا.
وفي سياق متصل ربط رئيس المؤسسة بين ضرورة إيجاد بيئة مناسبة للديمقراطية والإصلاح الاقتصادي وبين توجه المواطن الليبي نحو الديمقراطية، وقال .. إنه لا يمكن أن نأتي لأي مواطن فقير لا يجد قوت يومه ونلقي على مسامعه محاضرة حول الديمقراطية والمجتمع المدني.
وأضاف علينا أن نفعل المجتمع ونرفع من المستوى المعيشي للفرد، مؤكدا أن الديمقراطية ليست سيارة لتقتنى وأن الاحزاب السياسية ليست من وجبات الأكل السريع، وأنه يجب علينا أن نبني البنية التحتية للديمقراطية برفع المستوى المعيشي للمجتمع، لأن الديمقراطية لن تكون من أولويات المواطن الذي يعاني الفقر والحرمان.
القبلية نقيض الديمقراطية
ورأى سيف الإسلام أن المجتمع الليبي ذو الطبيعة القبلية سيصوت في حال إجراء انتخابات على الطريقة الغربية -متأثرا بتلك الطبيعة- للوائح ومرشحي القبيلة، وذكر بأنه لا توجد بيئة مناسبة لتكوين الأحزاب والديمقراطية الحزبية في ليبيا، كما أن غياب الثقافة الديمقراطية والسياسية في البلاد لأكثر من خمسين سنة سيؤدي لتكوين أحزاب قبلية قد تصل إلى المئات وهو ما لا يحبذه.
وعبر عن فخره بالتغيرات التي حدثت في ليبيا في السنوات الخمس الماضية كما ركز على أن ليبيا الآن تسعى لتحقيق المزيد من الإصلاحات وخاصة على الصعيد السياسي وحقوق الإنسان والإعلام الحر، منوها إلى أن الطريق مازال طويلاً وشاقاً أمام ليبيا لكي تصبح من الدول الديمقراطية الناجحة في المنطقة.
معاناة المقرحي
ووصف سيف الإسلام في إجابة عن سؤال يتعلق بالحالة الصحية لعبد الباسط المقرحي، أنه في ليبيا ولايزال يعاني من مرض عضال في مراحله النهائية.
واعتبر سيف الإسلام الفارق المعيشي بين ليبيا والدول الغربية في الكيفية هو السبب في استمرار هجرة العقول الليبية والكفاءات والمؤهلين إلى خارج البلاد، مشيرا لتفهمه لقرار الآلاف من الأطباء والمهندسين والخبراء الليبيين الذين درسوا على حساب المجتمع وفضلوا البقاء في الخارج بسبب ذلك الفارق المعيشي.
وقال إنه يسعى من خلال الاصلاحات الاقتصادية التي قدمها من خلال محاضرته إلى رفع مستوى المعيشة في البلاد وذلك لجذب العقول الليبية المهاجرة للعودة والعمل على عملية البناء والاصلاح في البلاد.
وكان سيف الاسلام القذافي قد عرض في محاضرته أهم المحطات التي مرت بها ليبيا خلال السنوات العشر الماضية مركزاً على أهم التطورات على الصعيد الاقتصادي والحلول الاقتصادية التي تبناها لكي يتمتع كافة الليبيين بمستوى معيشي يتلاءم مع الطموح الذي يحدوه لتحقيق المزيد من الاصلاح على الصعيد السياسي.
ليبيا وأوروبا واتفاق الشراكة
ونوه رئيس مؤسسة القذافى على أن علاقات ليبيا مع أوروبا عميقة تاريخياً واقتصادياً وسياسياً، وأنها ستوطد من خلال اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي يأمل أن يتم التوقيع عليه نهاية هذا العام، مؤكدأ أن ليبيا تسارع في بناء المشاريع السياحية من فنادق ومنتجعات لتشجيع السوق السياحي في البلاد.
وقال إن هناك نية لتسهيل دخول المواطنين من بريطانيا والاتحاد الاوروبي وشمال أمريكا واليابان وأستراليا دون تأشيرة لجذب رؤوس الأموال والسياحة.
المصالحة الفلسطينية
وفي سياق آخر أشار سيف الإسلام إلى أنه على اتصال دائم بجناحي الحكومة الفلسطينية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مؤكدا على جهوده المتواصلة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية قبل كل شيء وبعد ذلك فإن الطريق لقيام الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل مع اسرائيل قد يصبح حقيقة، وقال إن الصراع الفلسطيني الداخلي يجعل من المهمة صعبة في الوقت الحالي.
يشار إلى أن محاضرة سيف الإسلام ألقيت بحضور أساتذة وأعضاء هيئة التدريس وطلبة كلية لندن للاقتصاد وعدد من رجال السياسة والاقتصاد والأعمال في بريطانيا والولايات المتحدة من بينهم مساعد وزير الخارجية الأسبق "ويليم ويلش"، وأعضاء مجلس اللوردات البريطاني.
وتأتي المحاضرة بعد أقل من شهر من إلقائه محاضرة مماثلة بالجامعة الأميركية بالقاهرة في بداية الشهر الحالي، كما سيلقي رئيس المؤسسة عددا من المحاضرات في مؤسسات أكاديمية وجامعات في أوروبا وأميركا الشمالية.