تناول مقال بصحيفة واشنطن بوست ما وصفه بأمنية الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعرب عنها في ديسمبر/كانون الأول أن يرى إيران "قوة إقليمية ناجحة جدا" وقالت الصحيفة إن أمنيته، التي تشكل كابوسا للدول العربية الموالية للغرب، بدأت تصير واقعا ملموسا.
وأشارت الصحيفة إلى جانب من هذا الواقع ومنه خليج عدن حيث ترسل إيران أسطولا من السفن الحربية وبوارج الأسلحة لتعزيز متمردي الحوثي في اليمن لتؤكد مكانتها كمتنمر ووسيط إقليمي، وأميركا لم تحرك ساكنا وفي ذات الوقت تضغط على السعودية لوقف العملية الجوية هناك والموافقة على التفاوض بشأن تسوية سياسية تشمل إيران.
وهناك روسيا التي أعلنت عن بيعها صواريخ متقدمة لإيران بعد خمس سنوات من التوقف وهو ما سيعزز مناعة منشآتها النووية ضد أي هجوم، وأيضا لم يكن هناك أي رد فعل من أوباما. وكذلك الموقف من سوريا حيث تبنت أميركا سياسة عدم الاقتراب من نظام وصفه وزير خارجيتها بأنه "دمية إيرانية" بعد الإصرار لسنوات على ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد.
وهناك أيضا قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني، قائد المليشيات الشيعية التي قتلت مئات الأميركيين أثناء حرب العراق، لا يزال يعمل بحرية في أنحاء العراق متباهيا بهيمنة بلاده بمساعدة غطاء جوي أميركي.
وقالت الصحيفة إن هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي يبدو واقعه الإستراتيجي الجديد واضحا للجميع تصعد فيه إيران وتتلقى مساعدة مثيرة للدهشة من قبل الولايات المتحدة.
سباق التسلح
وبشأن سباق التسلح في الشرق الأوسط كتبت صحيفة غارديان أن المنطقة تغرق أعمق في هذا السباق الذي يقدر بنحو 18 مليار دولار ستنفق على الأسلحة هذا العام وهو تطور نبه خبراء الأمن إلى أنه يؤجج توترا وصراعا خطيرا في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن هذا السباق سيشهد مبيعات أسلحة متفق عليها إلى خمس دول في المنطقة هي السعودية والإمارات والجزائر ومصر والعراق بزيادة ستة مليارات دولار عن العام الماضي ومن بين هذه الأسلحة مقاتلات وصواريخ ومركبات مدرعة وطائرات بدون طيار ومروحيات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم سباق التسلح كشف عنه النقاب هذا العام تقرير منظمة آي إتش إس جينز لتجارة الدفاع العالمية وتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) اللذان أوضحا كيف أصبحت السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم ورابع أكبر دولة إنفاقا على الجيش وأن دول الشرق الأوسط الأخرى تزيد مشترياتها من الأسلحة.
وأضافت الصحيفة أن ما يزيد المخاوف هو أن حمى الإنفاق على الأسلحة تأتي على خلفية زيادة ملحوظة في التدخلات العسكرية من قبل دول في المنطقة منذ الربيع العربي في عام 2011.