تستعد الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن، فيما تبدأ هدنة منتصف ليلة الثلاثاء بمبادرة من السعودية التي تقود تحالفا لدعم الشرعية في وجه الانقلاب الحوثي.
ومنذ بدء غارات التحالف العسكري في 26 مارس، قتل الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مئات المدنيين، كما فاقم النزاع من الأزمة الإنسانية في بلد يعاني فيها 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية د. فواز جرجس أن الهدنة "مبنية بالأساس على الوضع الإنساني السيئ في اليمن"، موضحا أن مدة 5 أيام لن تكون كافية لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المدنيون، خاصة أن البنى التحتية مثل المستشفيات تعاني من حالة انهيار شبه تام.
غير أن جرجس أعرب في اتصال مع "سكاي نيوز عربية" عن أمله في أن تمهد هذا الهدنة لإيجاد حل دائم يعالج تلك الأوضاع الإنسانية وينهي الأزمة السياسية في البلاد.
وعرضت السعودية وقفا للأعمال العدائية، مع إمكانية تمديد الهدنة في حالة نجاحها، للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية، بشرط التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار.
جسر جوي كبير
إلى ذلك، قالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن المنظمة "مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع".
وسيستفيد برنامج الأغذية العالمي أيضا من هدنة الأيام الخمسة كي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية.
ومن جهته، قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أدريان إدواردز إن الوكالة "تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات" كي تقيم "جسرا جويا كبيرا"، على أن تنقل ثلاث طائرات في بداية الأمر 300 طن من المساعدات.
وبحسب الأرقام التي نشرتها منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، فإن أكثر من 14500 شخص، من بينهم يمنيون، لكن أيضا من مواطني دول أخرى، فروا منذ منتصف مارس، وغالبيتهم عبر سفن نحو القرن الإفريقي، فيما وصل أكثر من 9700 إلى جيبوتي، وأكثر من 4820 إلى الصومال.
المبعوث الدولي: الحوار هو الحل
وقبل ساعات من بدء الهدنة، وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ إلى صنعاء، الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي يسيطر عليها الحوثيون، عن ولد الشيخ قوله، إن الزيارة ستبحث الهدنة الإنسانية، إضافة إلى بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي.
وقال المبعوث الدولي: "إننا مقتنعون بأنه ليس هناك حل للمشكلة اليمنية، إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً".