اخبار الساعة - متابعة
منذ بدء "عاصفة الحزم"، في 26 مارس الماضي، ظهر الدعم الإماراتي جلياً لها، حينما أعلنت أبو ظبي مشاركتها بـ 30 مقاتلة، كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية، بعد الأخيرة التي تشارك بـ 100 مقاتلة.
ومع أن الإمارات أبدت استعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي إلى جانب طلعات مقاتلاتها، إلا أنها لم تعلن عن مشاركتها بقوات برية أو بحرية في العملية.
أبوظبي اعتبرت مشاركتها في العملية العسكرية، "امتحاناً لمصلحة منبع العروبة (اليمن)"، إذ صرّح بذلك محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في وقت سابق من العام الجاري، قائلاً "إن خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن، لمصلحة منبع العروبة والمنطقة".
الدعم العسكري الإماراتي لـ "إعادة الأمل" التي تلت "عاصفة الحزم" اعتبارا من 22 أبريل الماضي، اعتبره مركز الإمارات للدِّراسات والبحوث الإستراتيجية (مركز بحثي مستقل أُنشئ بقرار من رئيس الإمارات)، في نشرته التحليلية الصادرة في 22 تموز الجاري، ونشرها على موقعه الإلكتروني، بمثابة "دعم إماراتي لليمن يندرج ضمن رؤية شاملة، تستجيب لتطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والاستقرار، من خلال التحرك على مسارات متوازنة، تنموية، واقتصادية، واجتماعية، وإنسانية".
وأضاف المركز "شاركت الإمارات منذ البداية في عمليتي عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، وكان لها دورها الفاعل في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، خلال الفترة الماضية، والذي أسفر عن تحرير عدن قبل أيام، من ميليشيا الحوثي، وقوات صالح، كما أرسلت الإمارات فريقاً فنياً متخصصاً بعد تحرير عدن، لإعادة تشغيل مطار عدن الدولي".
وعلى الصعيد السياسي، أشار المركز أن "الإمارات حرصت على دعم الحكومة الشرعية في اليمن، التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وأكدت في العديد من المناسبات أهمية استئناف العملية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، من منطلق حرصها على الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه".
ولفت إلى أن "الدعم الإماراتي المتواصل لليمن، يعبر عن توجه استراتيجي عام في السياسة الخارجية للدولة، يتمثل في دعم كل ما من شأنه أن يعزز الاستقرار والتنمية في الدول العربية كلها من دون استثناء.... لأنها تؤمن أن أمنها من أمن الدول العربية ".
وذكّر المركز، بتصريح ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معتبراً إياه "يعبر عن المبدأ الثابت الذي يستهدف مساعدة اليمن على عبور التحديات، والعمل على إعادة تأهيله ليمارس دوره الطبيعي في محيطه العربي والخليجي أيضاً".
وكان لافتاً أن خسائر الإمارات في الأرواح، وقعت خلال الشهر الأخير فقط، (مقتل 3 عسكريين إماراتيين)، ولم تعلن أبوظبي عن ظروف مقتلهم على وجه الدقة، إذ أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، الثلاثاء الماضي، "مقتل ضابط صف أثناء تأديته واجبه ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل، يدعى سيف يوسف أحمد الفلاسي"، دون الافصاح عن مزيد من التفاصيل، كما أعلنت في 16 يوليو الجاري، مقتل ضابط برتبة ملازم أول، خلال مشاركته في العملية، فيما لقي ضابط صف آخر حتفه، في 23 يونيو/ حزيران الماضي، أثناء حادث تدريب في السعودية، للقوات الإماراتية المشاركة في العملية.
وأعلنت الحكومة اليمنية رسمياً، الأسبوع الماضي، تحرير مدينة عدن من سيطرة "الحوثيين" المتحالفين مع الرئيس السابق صالح، في عملية سُميت بـ"السهم الذهبي"، شاركت فيها قوات من الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، وعناصر من "المقاومة الشعبية"، وبدعم من قوات التحالف. وأرسلت الحكومة، في وقت لاحق وفداً وزارياً، إلى عدن، يضم وزراء الداخلية، والنقل، والصحة، ورئيس جهاز الأمن القومي، ونائب رئيس البرلمان، في دلالة على استعادة السيطرة عليها.