أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

حول البيان الصادر عن الإتحاد العام للغرف التجارية الصناعية

- تيار الفجر العربي

إستقبلنا – شباب تيار الفجر العربي – بسعادة وشقاء في نفس الوقت ، بيان صادر عن الإتحاد العام للغرف التجارية الصناعية بتاريخ 14 / 6 / 2011م ، والبيان وإن كان متأخراً  ولكن لا بأس أن نصنع معاً خاتمة موفقة إذا ما فاتتنا صناعة البداية الصحيحة.

البيان الصادر كان قوي اللهجة بل كان الأقوى ، حيث وضح مجمل الأزمات والعواقب الإقتصادية التي ألمت بالبلاد وستعصف بها ، فكشف البيان ما كان مستوراً عما إذا كنا نعيش أزمة سياسية أو فراغ سياسي أو هشة الدولة القائمة ؟ وكل ذلك بسبب أفعال بني الإنسان من النخبة ولم يكن بسبب أي فعل من أفعال الطبيعة ، ولو كان للطبيعة دور كان يمكن للعالم الخارجي أن يتدخل بعفوية لا كما يظن بعض المراهقين السياسين من الداخل ، وأما وأهل البلد راضين عن وضعهم ولم يحركوا ساكناً فالأمر آخر تماماً ، ولا نعني هنا بالضرورة العامة الذين منهم من غلبت عليه الظروف ولم يستلم مؤخراً راتبه من الحكومة أو من القطاع الخاص ، ليضطر أن يخرج مما أدخره لليوم الأسود ، وإذا به يقدم هذا القرش الأبيض للإيجار على حساب مأكل أطفاله وأسرته ، والمأسأة تكون أكبر عند من ليس له قدرة على الإدخار أو من وقع مسكنه في مناطق الصراع ، ولا يعلم بحالهم إلا الله تعالى.

ومدخلاً للحديث مع رجال الأعمال الصادر عنهم البيان فإن عليهم واجبات كبيرة في مواجهة الأزمات ، كمسؤولية إجتماعية لا نقول عنها فرض كفاية كما هو الحل في أي أزمة واحدة عابرة ، ولكن لدواعي الأوقات الصعبة التي تعيشها بلادنا فإن الواجب فرض عين على كل رجل أعمال ، كمسؤولية وطنية قبل أن تكون مسؤولية إجتماعية ، وليس القصد بالمسؤولية الإجتماعية رد جميل من التاجر للمواطن ، على العكس بل هو القيام بواجب التاجر تجاه المواطن ، لأن وصوله إلى مكانة رجل أعمال لم تتأتى إمتيازاً بقدر ما منحت له الثقة كمسؤولية شعبية عن الجانب التجاري والإقتصادي والإستثماري الوطني!

وبقدر ما حمل البيان الصادر مسؤولية التدهور الإقتصادي لتصرف السلطة في المقام الأول والأطراف الأخرى المسؤولة ، بقدر ما نحن الأن نحمل الغرفة التجارية أيضاً المسؤولية إذا ما تأخرت عن بذل كل جهودها الممكنة لمحاولة تدبير الأمور بإتجاه حلها بل والبدار الأن بتشكيل لجان طارئة من الداخل والخارج عبر علاقاتهم الخارجية لتلبي الإحتياجات الإنسانية المبكرة ، فلا شك أن غلاء المعيشة وإنعدام عناصر الحياة اليومية ومع نزوح المواطنين من محافظة إلى أخرى وربما إلى بلد آخر ، وذلك كله يعكس قدوم اليمن على كارثة إنسانية حادة مع عدم وجود أي غيرة لدى الطبقة السياسية التي طغت في البلاد وأدعت أن الثورة ما هي إلا أزمة سياسية فإذا بالوضع الإقتصادي يسقط إلى درج سحيق لن يتعافى منه إلا بعد ثمن كبير وصعوبات جمة!

نتمنى على رجال الأعمال أن يبذلوا قدرتهم وحنكتهم التجارية بتوحيد جهودهم للضغط في سبيل عودة الحياة الكريمة للمواطن ، ولو أن يتم في الحد الأدنى من رياح الثورة السلمية فصل الحياة الإقتصادية ، ولا يستخدم قوت الناس وحياة الناس وأرواحهم كورقة ضغط في لعبة غير شريفة!

ولأن لا مجال للعتاب ، والثقة محفوظة بأن رجال الأعمال قد بذلوا جهوداً غير معلنة إلا أننا نشد على أيديهم لبذل الليل مع النهار رخيصاً لإسعاف الوطن العزيز ، ومثلما نرجو أن يتم ترجمة البيان الصادر إلى لغات أخرى ليصل إلى الشركات الدولية التي تزيد قوتها عن قوة بعض الدول ، وبعضها لها كلمتها عند الدول الكبيرة ، فإن الدواعي القائمة تستدعي من رجال الأعمال زيارات خاصة للشركات الدولية التي لا زالت موجودة في اليمن لتوحيد الأعمال وليس الأقوال ، وكذلك القيام بحملة خارجية طارئة للشركات العابرة للقارات لإنقاذ البلاد بل والمنطقة أيضاً وتجنيب المواطنين ذل السياسة وفشلها في اليمن ، وكما أن التاريخ لا يرحم سياسياً فالتاريخ أيضاً لن يرحم رجل أعمال بلا أعمال!

بقلم / تيار الفجر العربي

صنعاء – قيد التأسيس

15 / 6 / 2011م

info@arabdawnmovement.org

Total time: 0.7056