أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"خطيب جامع النهدين" أول مصاب بحادث دار الرئاسة يدلى بتصريح للقنوات الفضائية "نص التصريح كاملاً"

- عبد الكريم الحزمي

  فضيلة الشيخ علي محمد المطري خطيب جامع النهدين في دار الرئاسة هو أول شخص من ضمن المصابين يظهر على وسائل الإعلام ويروي تفاصيل الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الرئيس وكبار قيادات الدولة في أول جمعة من شهر رجب الحرام الموافق 3 يونيو 2011.

 

 موقع اخبار الساعة يعيد نشر تصريح الشيخ المطري كاملا:


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. نحمد الله عز وجل الذي كتب لنا الشهادة وأذن لنا بالحياة فقد كنا في يوم الجمعة الأولى من شهر رجب نتحدث عن أصالة اليمنيين وتعظيمهم لشعائر الله والجمعة الأولى من شهر رجب المحرم حيث كانت أول جمعة صلاها اليمنيون في الإسلام فاتخذوها عيداً للتزاور وصلة الأرحام والتسامح والتآخي والتآلف وكنا نشرح حول فضيلة يوم الجمعة وشهر رجب المحرم وتطرقنا من خلال هذا الشرح الى مبادرة الأشقاء من دول مجلس التعاون العربي التي جاءت كحل لجميع اليمنيين فليست رأي المعارضة ولا رأي السلطة وإنما جاءت مبادرة أخوية فيها صلاح لشأن جميع اليمنيين، وتطرقنا في خطبة الجمعة لليمنيين وأخلاقهم ورقة قلوبهم وحسن مشاعرهم وتأثر الكثير بخطبة الجمعة وأكملنا الخطبة ثم بدأنا في صلاة الجمعة وفي الركعة الأولى قرأت الفاتحة ثم بعد الفاتحة سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحاً مبينا) وعند قوله الله عز وجل (وينصرك الله..) إذا بحادث الانفجار يحدث فلم أشعر بنفسي إلا في اليوم الثالث وأنا في مستشفى الثورة..

كبار رموز الوطن
هذا العمل الاجرامي الآثم الذي استهدف اغتيال رئيس الدولة ورموز النظام في مسجد النهدين بداخل دار الرئاسة وتصوروا أن قصر الرئاسة لا يوجد فيه مرقص ولا «بار» ولا ملهى ولا مقهى ولا مسرح وإنما مسجد يذكر فيه اسم الله وهذا المسجد يصلي فيه رئيس الجمهورية ورموز النظام وجميع أبناء اليمن والمسلمون يعتزون ويفتخرون أن رئيس الدولة وكبار رموز النظام يؤدون صلاة الجمعة ويقفون بين يد الله تبارك وتعالى خاشعين.. ثم نفاجأ بهذا الحادث المؤسف والمؤلم والذي ليس من افعال اليمنيين ولا من افعال المسلمين.. فالمسلمون يعظمون شعائر الله ويعظمون مساجد الله حيث يقول الله عز وجل في المساجد (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة) فمن هؤلاء الرجال فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي يحرص كل الحرص أن يؤدي صلاة الجمعة في كل جمعة ولم أعلم أنه تأخر أي جمعة لا لوعكة صحية ولا لظروف قاهرة وإنما يحرص على أداء الصلوات في المسجد هذا.. وربما أن بعض الحاقدين على الدين وعلى النظام وعلى اليمن دبروا هذه المكيدة وهذا الحادث الآليم الذي لا يمكن أن يرتكبه إلاّ المجوس أو الخوارج أو الصهاينة.. فأول حادث اغتيال حدث لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يؤدي صلاة الفجر في المسجد من قبل العبد المجوسي أبي لؤلؤة.. وثاني حادث اغتيال دبره الخوارج عن طريق عبدالرحمن بن ملجم الذي اغتال الإمام علي رضي الله عنه وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر.. وثالث حادث إجرامي دبره الصهاينة لشيخ الشهداء أحمد ياسين بعد أداء صلاة الفجر. وهؤلاء الذين ارتكبوا هذا الحادث الاجرامي الاليم ودبروا هذا الفعل القبيح جمعوا بين الشر كله بين شر المجوس وبين شر الخوارج وبين شر الصهاينة وسينالون عقابهم في الدنيا قبل الآخرة.. ورئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه حالته الصحية ولله الحمد والمنة من حسن الى أحسن وهو في خير يحيي كل يمني صغيراً وكبيراً.. فقد حظي بحب أبناء اليمن جميعاً فبينما أنا في المستشفى وأبني يتصل بوالدته ويكلمها أن الوالد في خير وهو في غرفة العمليات.. تسأله عن صحة الرئيس وبعد أن خرجت من غرفة العمليات حفيدي يبلغ من العمر اربع سنوات أول ما سألني يقول لي كيف حال الرئيس؟ ولم يقل كيف حالك؟ فقلت له لماذا لا تسأل عني قال سمعت صوتك «فأطمأنيت» عليك.. ولكن كيف حال الرئيس قلت له اسمع صوته من الانترنت فهو في خير وفي عافية..

يحظى بحب الصغار والكبار
ففخامة الأخ الرئيس يحظى بحب الصغار والكبار والنساء والرجال وقد تشاهدون بعض العجائز بلغت من العمر السبعين والثمانين وهي تدعو للرئيس علي عبدالله صالح لا تقصد من وراء ذلك إلا ما لمسته من الخير في عصره.. فقد كان اليمنيين قبل علي عبدالله صالح لا يخافون إلا من عسكري الدولة إذا جاء إليهم في أي وقت من الاوقات فكان عسكري الإمام يفعل ما يفعل بالمواطن وكان خوف المواطن من العسكري الذي سيأتي يأخذ الأجرة ويأخذ كل ممتلكات بيت المواطن.. أما في المحافظات الجنوبية فكان يؤمم كل شيء على المواطن وكان خوف المواطن من العسكري.

صلاح المواطن
فلما جاء عصر علي عبدالله صالح -حفظه الله- ورعاه- حقق الامن من صنعاء الى المهرة الى حضرموت حتى يأتي الراكب من عمان من قطر من الكويت من السعودية من البحرين من الامارات الى اليمن لا يخشى إلا الله وكادت اليمن ان تكون مصيفاً لاشقائنا واحبابنا في دول مجلس التعاون العربي يأمنون ويطمأنون ويأتون للسياحة في اليمن ويجدون العادات والتقاليد والمناظر الجميلة.. وكان اليمنيون يفرحون فرحاً شديداً باشقائهم للتواصل وقوة الرابطة الأخوية والدينية وتحقق الأمن والاستقرار لليمنيين وعاشوا في خير وسعادة حقق الخير لليمنيين.
وبينما فخامة الأخ رئيس الجمهورية يفكر في إصلاح أوضاع المواطنين بعد أن أصلح أوضاع الوطن حيث سور حدود الوطن البحرية والبرية مع الاشقاء بدون أن يكون هناك حرب او إسالة قطرة دم وحقق لليمنيين هذا الخير وهذا الامن وأراد أن يحقق للمواطن الاستقرار فيسعى من اجل صلاح المواطن ومن اجل تحقيق أمن المواطن ومن اجل حماية ابناء القوات المسلحة والحفاظ على معيشتهم فأنشأ مشروع الصالح السكني لابناء القوات المسلحة بحيث ان الجندي أو الضابط عندما يحال الى التقاعد يحصل على شقة سكنية ويخصم من راتبه مبلغ رمزي ويعيش ويأوي في مسكنه حتى لا يخرج الى الشارع كما كان يخرج في السابق.. وبينما فخامة الأخ الرئيس يفكر في تطوير القوات المسلحة وحماية أبناء القوات المسلحة إذا بهذه الحوادث المؤلمة والسعي وراء الشعارات والهتافات البراقة التي اصابت الأمة عدوى صهيونية مجوسية فجاءت من كل مكان وكثير من الناس يحبون التقليد..

حادث اغتيال آثم
فقد قام الاخ رئيس الجمهورية-حفظه الله-بتقديم كل ما يجب من أجل سلامة اليمن واليمنيين وتحقيق الامن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة.. فقدم المبادرة تلو المبادرة وطالب من المعارضة وكل الذين خرجوا الى ساحات التغرير الى الحوار والتفاهم والتفكير في مصلحة الوطن ومصلحة المواطن فماذا جنينا في خلال هذه الشهور الستة؟ هل حققنا لليمن امناً أو سلاماً أو استقراراً.. بعدما كان اليمني يسافر في كل محافظات الجمهورية يقطع المسافات الهائلة ألفين الى ألفين وخمسمائة كيلو متر وهو آمن مطمئن صار لا يأمن الآن أن يذهب من «التحرير» الى «الحصبة» بسبب ارتكاب الحمقى والمفغلين تلك الاعمال الاجرامية التي لا ترضي الله ولا رسوله.. فما حدث يوم الجمعة الأولى من شهر رجب المحرم من حادث اغتيال آثم حاولوا من خلاله أن ينالوا من شخصية رئيس الجمهورية ورموز النظام..

نصر وفتح لليمن
هذا العمل الاجرامي سيكون إن شاء الله نصراً وفتحاً لليمن واليمنيين وخزياً وذلاً وخيبة لكل الخونة والمتآمرين والله معنا ولينا ومولانا نعم المولى والنصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وتحيتنا لجميع أبناء اليمن وأبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء الذين يحفظون أمن اليمن واستقراره ويقفون مع الشرعية الدستورية في وجه المخالفين والخارجين على النظام والقانون والمنقلبين على الديمقراطية ومن نصر الى نصر والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.  

تعليقات الزوار
1)
احمد -   بتاريخ: 07-07-2011    
من شاكله هؤلا العلماء اذا كانو علماء هم من خربوامفاهيم الدين الاسلامي الحنيف هم من شرعوا العبوديه بعد ان مقتها الاسلام هم من شرعوا الخنوع للضللم والاستبداد بعد ان حرمه الاسلام ياسيدي اي زعيم واي قائد انه علي عفاش الرجل الجاهل الذي لم يقدم اي شيئ لليمن سوئ التخلف والطائفيه والفقر والجوع لقد اصبحت اليمن في عهده اسواء بلد بالعالم بكل شيئ حتي بالاخلاق وبالذات اخلاق العلماء امثالك ؟؟؟
2)
احمد -   بتاريخ: 07-07-2011    
ان كانوا واقفين كما يدعى الكاتب لمزقهم الانفجار ولقتلوا كما الحرس حتى الكذب يشتى ناس اذكيا
3)
المعطري -   بتاريخ: 07-07-2011    
انشاء الله تقوم بالسلامة وترجع الى الوطن الغالي وانت في صحة وعافية انت وجميع المصابين بحادثة الاغتيال الاثم وعلى رأسهم فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الامة رئيس الشعب قائد اليمن وباني نهضتها واللي يقول غير هذا الكلام يروح يدور له عمل والمطاوعة ما با ينفعوش احد
4)
علي الاهدل -   بتاريخ: 07-07-2011    
يبدو ان الاخ احمد لا يملك من اسمه الا حروفه فقط

فاذا كان الثوار من امثالك فعلى اليمن السلام

والسلام وان كان من امثلك لا يفهم معنى السلام
5)
اندى احمد -   بتاريخ: 07-07-2011    
اولا السلام عليكم مافي داعي للتجريح والالفاظ الغير لائقه اذا كان في مجال للتغير اولا ابداو بنفسك مو جالسين السعودية امريكة الكلاب مو عارفه ايه من الاساس الازم تغير من انفسكم وتخرجوا من علي محسن الذي كملكم ضرب او يعجبكم الزحف حق كرمان متوكل الذي جالسه هي وخالد الانسي تحتفل بسفارة الامريكيه وثاني يوم تجي وتقول الزحف او حسن زيد الذي ذكر الان يعمر او ياسين نعمان الذي مش موجود العذر بيحرك الامور من برع
6)
مترقب -   بتاريخ: 07-07-2011    
اتقوا الله يا أمثال علي الأهدل الجميع يقول لا اله الا الله محمد رسول الله فالخير يخص والشر يعم والتشفأ في الآخرين لا يجوز مهما كان رأيك فيهم الا أن كنت غير ... فوالله أن تتجرعها مع الجميع ولن يسلم منها أحد وراقبوا الله الذي لا يغيب عنه ما يكيد الكئدين . وأدعوا بالإصلاح لذات البين وأتركوا سبل أعداءكم الغير معلنين على الواقع أما التغيير فلا بد منه ولكن بالتي هي أحسن وفقكم الله أن كنتم مضلين السبيل .
7)
ابن اليمن -   بتاريخ: 07-07-2011    
ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وان ما اصاب عفاش وازلامه هو استجابة الله لدعاء المظلومين من ابناء تعز الذين تامروا عليهم هذه العصابة واحرقوهم وقتلوهم لقد كانت تلك الجمعة اسمها الوفاء لتعز وما اصاب الظالمين ورؤس النظام يعتبر جزء من الوفاء لتعز الصمود تعز الاباء تعز الثورة
8)
الحيدري -   بتاريخ: 07-07-2011    
ايهاالمعلقون ايش تتوقعوامن الخطيب مسجد الرئيس ان يجهر بالحق في وجه الرئيس هذا الكلام كان زمان ايام العلماء الأتقياء الذين يقولون الحق للحكام ولو على ارواحهم
9)
حنان -   بتاريخ: 07-07-2011    
اتقوا الله هؤلاء يمنيون مسلمون ديننا واحد لا هم يهود و لا نصارى،، و المصاب كان كبير... و الله و الله لولا ضبط النفس و دعوة الرئيس للتهدئة و حديثة الصوتي للشعب لاندلعت الحرب الاهلية بين المعارضين و المؤيدين للشرعية و لاصبحنا مثل الصومال و ربما أسواء ..كلنا مسلحين و الكل يؤمن بانه على حق..فتعقلوا في ردودكم... الحرب لن تصيب طرف و تترك طرف أخر الجميع فيها سواء اهلك و أولادك و عائلتك ليسوا بيعيدين عنه
10)
الثأر -   بتاريخ: 07-07-2011    
لااله الاالله إني كنت من الظالمين والله إنها وفا لتعز من ربي المستظعفين المحروقين الذين احرقوهم في تعزوعقبى لحمد عفاش وقيرانوغيرهم من الخونه على قتل بلا رجعه
11)
أبو أنس -   بتاريخ: 07-07-2011    
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ

تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ
يدعو عليك وعين الله لم تنم
12)
سمير -   بتاريخ: 07-07-2011    
اقول لمن أراد الشر للرئيس فليرحل هووأمثاله من ممن أدخلونا في بحر الظلام من بعد ما خرجنا منه بفضل الله وبفضل الرئيس كلكم مرتزقة وتعيشون على خراب البلاد اتقوا الله اتقوا الله يامخربين ويامن تنادون بالتغيير من الافضل الى الاسوء
13)
عبدالقدوس الباروت -   بتاريخ: 07-07-2011    
الاخ فؤاد الناصري مالي اراك حاقدآ هكذا ايش فيك تكرة الرئيس كل هذا الكرة كلمني ايش عملت الثورة حقك رجعت اليمن للورا عشرين سنة انت كل الناس عندك كذابين وانت الصح وحدك ماسمعت الشاعرإيليا ابو ماضي لما قال والذي نفسه بغيرجمال لايرى في الوجود شيئآجميلآ
بطل العقد والنكد والحقد الي فيك :
14)
فتاوى علماء اهل السنه والجماعه -   بتاريخ: 07-07-2011    
فتوى الشيخ/ محمد بن عبد الله الإمام حيث أجاب احد الاسئلة كالتالي:

السؤال :
لا يخفى عليكم ما يجري هذه الأيام في كثير من البلدان العربية من مظاهرات، فما حكم هذه المظاهرات في الشريعة الإسلامية؟
الجواب :
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد: فالمظاهرات والاعتصامات وسيلة من وسائل الديمقراطية، وكل وسائل الديمقراطية معروضة على شرع الله، فما قبله منها قبل، وما رده منها رد، والمظاهرات لا تقبلها الشريعة الإسلامية لأمور، ومنها:
1- أنها من قوانين الغرب المبنية على النظام الديمقراطي الذي ينص على حرية التكلم والاعتراض للكافر والمسلم والسفيه والعاقل والصالح والمجرم، والحاقد والمحب، والمغرض والمخلص، وهذا يمنعه الشرع قال تعالى: { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } القلم: 35 - 36 إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك، وتأييدا لهذا ما يشاهده المسلمون: أن المسلمين المتظاهرين في مصر في هذه الأيام هم ونصارى مصر سوياً في المظاهرات، بل يؤدي كلٌ صلاته في ميدان التحرير، والمسلم يرفع القرآن والنصراني بجانبه يرفع الإنجيل، وغير ذلك. فالانتقاد والنصح في نظام الإسلام إنما يأتي من أهل العلم والفهم والرُشد والعقل.
2- المظاهرات تقوم على الفوضى بحيث يشارك فيها أصناف متعددة أغراضهم مختلفة وأحوالهم متباينة حتى إنه يجتمع فيها من الغوغاء والهمج والرعاع والفساق والجهال ما لا يجتمعون في غيرها وهؤلاء لا ينضبطون لدين الله، ولا تردهم مروءة ولا يحجزهم عقل فلا تسأل عما يحصل بسببهم من الشر.
3- المظاهرات تستغل من قبل أرباب الفتن، والطامعين في المحن، والساعين إلى النقم، والمتربصين بالعباد الدوائر، وهذا مشاهد في المتظاهرين، فمنهم الذي يسب ويشتم ويلعن، ومنهم الذي يسلب وينهب، ومنهم الذي يخرب ويلعب، ومنهم الذي يسفك الدماء ويقتل الأبرياء، وكل هذه محرمة في شريعة الإسلام. وكم من مظاهرة يعلنون أنها ستكون سلمية، فما يلبثون إلا وتتحول إلى فوضى وعبث بسبب الهيجان والإثارة التي تحصل من جراء المظاهرة مع وجود المفسدين والمغرضين.
4- المظاهرات مجال خصب لتسليط السفهاء على الأبرياء، والأقوياء على الضعفاء، والمتربصين على الآمنين بل قد يُتعمد فيها إصابة وإهانة أناس دون غيرهم وتنتهك فيها حرمات أناس دون غيرهم ففيها من المكر والكيد والغدر ما فيها، وهذه الأعمال في الشريعة الإسلامية من الكبائر والمنكرات.
5- المظاهرات التي يقوم بها المسلمون كثير ما يراد من ورائها إسقاط دول وإقامة دول كما يلاحظ هذا في وقتنا الحاضر، فهنا يجتمع فيها الشر كله، ويتحقق فيها ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «الفوضى يقع فيها من الظلم في ساعة ما لا يقع في سنين من الاستبداد» ويصير المتظاهرون لأجل هذا مغامرين، فهم ما بين الحياة والموت، فإن ماتوا على هذه الحال فنعوذ بالله من سوء الخاتمة، حيث ماتوا في سبيل الشر والفتن والتعدي والظلم العام, وإن عاشوا فبعدما أفسدوا في الأرض وربما كانوا أجراء لأعداء الإسلام فالجرم أعظم والخطر أطم فالمظاهرات لإسقاط دول وإقامة دول أخرى حفر قبور المسلمين، وفتح أبواب السجون، وتمكين للأعداء الطامعين في النفوذ أو الاحتلال للبلاد والعباد، والدولة التي ستقوم على إثر الدولة التي أسقطت ستسعى بكل ما أمكن للتخلص ممن تسببوا في إسقاط الدولة التي قبلها، لأنها لا تأمن أن يفعلوا بها مثل ما فعلوا بمن قبلها فالمؤججون لفتن إسقاط الدول ذنبهم كبير، وحياتهم في خطر ما عاشوا وربما لم يجدوا إلا أن يغادروا إلى بلاد الكفار، وفي هذا من الأخطار ما لا ينعم به الفاعل لذلك لا في ليل ولا في نهار ولا يسلك مسلك المظاهرات لإسقاط دول إلا من كان مضحياً بدينه، أو مفرطاً فيه في سبيل المال والملك، وقد قال تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الحج: 11 ثم إن الأحزاب التي تسعى لإسقاط الدول لتقيم لها دول لم يجمعها دين على ذلك وإنما جمعتها إرادة الملك فإذا قربت من الملك ذهب كل حزب إلى مؤاثرة نفسه بالملك دون غيره وسعى في التخلص ممن عارضه أو سعى إلى تهميشه وإضعافه ولا تسأل هنا عن التصفيات بين الأحزاب بالقتل والقتال والاغتيال والاحتيال والدول الكافرة تقوي الأحزاب التي تحارب الإسلام فيوشك هنا أن تتغلب الأحزاب التي تحارب الإسلام وتفتك بالمسلمين فلا يبقى للمسلمين دين قائم ولا دنيا صالحة بل تتحول أحوال المسلمين إلى تدافع إلى الفتن التي لا تبقي ولا تذر فالخروج على الحكام المسلمين بطريق المظاهرات من أعظم الفتن العامة التي تحصد الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.

Total time: 0.0483