ألمح مسؤول حكومي يمني إلى أن صبر الدولة تجاه المحتجين في ساحات التغيير وميادين الحرية قد نفد, مشيراً الى أن الاعتصامات قد تجاوزت الحد المقبول والمعقول وعطلت الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ودعا نائب وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة اليمنية، عبده الجندي، الشباب المعتصمين المتواجدين في الساحات إلى العودة لمنازلهم والتخفيف عن أهالي تلك الأحياء الذين تضرروا من قطع الطرقات وعدم وصول الخدمات بالشكل المطلوب جراء الاعتصام.
واتهم الجندي المعتصمين في ساحات التغيير والحرية بأنهم من أعضاء تنظيم القاعدة قائلاً: "الوحيشي أحد قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي رفع يوم أمس رسالة موالاة للظواهري وقال له: الساحات مليئة ولا تصدق ما يقال، فهذه قواعدنا تعتصم وهؤلاء المعتصمين نصفهم قاعدة".
وقال نائب وزير الإعلام اليمني في مؤتمر صحافي عقده اليوم الخميس بصنعاء إن الحكومة لن تسلم السلطة إلا عن طريق الحوار, مؤكداً أن الاعتصامات في ساحات التغيير لن تجبرهم على تسليم السلطة ولوا اضطروا إلى حشد الملايين الى الساحات، "وبعدها نحتكم الى الصندوق والديمقراطية".
وعبّر الجندي عن الأمل بأن تخرج المشاورات مع أطراف الأزمة السياسية برؤية مبشرة لحل الأزمة الراهنة.
وقال "علينا أن نحتكم للديمقراطية، والحكومة حريصة على الدخول في حوار مع أحزاب اللقاء المشترك لإنهاء الأزمة".
وأضاف نائب وزير الإعلام اليمني "أصابنا الملل ونحن منتظرون متى سيوافق اللقاء المشترك لنسلم لهم الحكومة لكنهم يتباعدون". مؤكداً ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية والتوجه نحو الحوار لتجنيب اليمن ما قد يصل إليه من ويلات قد تفضي إليها المواقف المتعنتة من قبل البعض.
وحذر من تداعيات الأزمة السياسية على الوضع الاقتصادي في اليمن وما يتكبده الاقتصاد من خسائر فادحة جراء مظاهر الأزمة المتفاقمة. مبيناً أن هذه التداعيات تسببت في إغلاق 500 مصنع وترحيل كثير من العمال وارتفاع نسبة البطالة بشكل قياسي، وألحقت خسائر في القطاع الخاص بمبالغ تجاوزت 7 مليارات دولار.
إلى ذلك دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية كافة اليمنيين إلى المشاركة يوم غد الجمعة فيما أطلق عليه جمعة "الصبر والمرابطة"، في إشارة للتأكيد على إصرار شباب الثورة على مواصلة الفعاليات الاحتجاجية حتى إسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي المقابل يحشد أنصار الحزب الحاكم لما سمّوه جمعة "الإخلاص" في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وفي ساحات باقي المحافظات, لتأكيد تمسكهم المطلق بالشرعية الدستورية وإخلاصهم للرئيس صالح والنظام السياسي القائم.
ووفقاً لبيان حزب المؤتمر الحاكم فإن المؤيدين سيتوجهون بعد صلاة الجمعة في مسيرات ومهرجانات جماهيرية حاشدة لتأكيد أخلاص أبناء اليمن الواحد في التمسك بالشرعية الدستورية ورفض كل محاولات الانقلاب عليها، والوقوف صفاً واحداً لمواجهة الانقلابيين ومساعيهم الخبيثة للسطو على السلطة بالقوة.
ولفت البيان الى أن الجماهير اليمنية "ستدعوا مجدداً أحزاب اللقاء المشترك إلى احترام إرادة الشعب المؤيد للشرعية الدستورية، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، واغتنام دعوات رئيس الجمهورية المتكررة للبدء في حوار وطني شامل يخرج اليمن من أزمته الراهنة، وإنهاء الاعتصامات ووقف التظاهرات غير المشروعة والكف عن أعمال العنف والفوضى، ووضع حد للتمرد في بعض وحدات القوات المسلحة، والأعمال التخريبية والاعتداءات على المرافق والمنشآت العامة والخاصة".