أكد مسؤول أمني يمني كبير أنه لا توجد أية ضغوط على الرئيس علي عبدالله صالح لنقل سلطاته إلى نائبه عبدربه منصور هادي لا إقليمية ولا دولية، وأن مائدة الحوار بين الأطراف السياسية في السلطة والمعارضة هي المخرج الوحيد لحل الأزمة القائمة في البلاد، كما أكد أن 80 من أعضاء تنظيم القاعدة قتلوا في المواجهات التي تدور حالياً بين قوات الجيش والتنظيم في محافظة أبين، جنوبي البلاد، منذ نحو ثلاثة أشهر .
وقال علي الآنسي، مدير مكتب الرئيس صالح ورئيس جهاز الأمن القومي إنه لا صحة لما يشاع عن ضغوط على الرئيس فيما يتعلق بقضية نقل السلطة إلى نائبه، لأن الحديث عن تلك الضغوط يتنافى مع رؤيته القائمة على أن الحل للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وتجنيب الوطن الانزلاق في أتون الصراعات التي سيكون ثمنها كارثياً وسوف تطال الجميع، يتمثل في الحوار ولا يمكن أن يتم ذلك، أي نقل السلطة، إلا من خلال جلوس جميع الأطراف على مائدة الحوار وفي إطار المبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن، مشيراً إلى أن “هذه الرؤية تتوافق مع توجهات الأطراف الإقليمية والدولية خاصة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء الأمريكيين والأوروبيين الذي يجمعون ويؤكدون على ضرورة أهمية الحوار للخروج من الأزمة الراهنة بهدف تأكيد مبدأ التداول السلمي للسلطة” .
وأشار الآنسي إلى أن صالح مُطلع، وبشكل مستمر على مجريات الأحداث السياسية والأمنية داخل الوطن رغم حالته الصحية وخضوعه للعلاج منذ مغادرته اليمن، كما أنه على تواصل مستمر مع نائبه عبدربه منصور هادي، المخول دستورياً من قبل الرئيس، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين .
وأوضح الآنسي أن التحقيقات بخصوص محاولة اغتيال صالح في جامع دار الرئاسة التي وقعت في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي على وشك الانتهاء منها بهدف كشف جميع العناصر المخططة والمحرضة والمنفذة لهذه العملية بمشاركة فرق تحقيق متخصصة، كما أكد مشاركة الجانب الأمريكي في التحقيقات الفنية للاستفادة من الإمكانات والخبرات في هذا المجال، وقال إن فرق التحقيق تمكنت من إنجاز ما يقارب 80%، وسيتم قريباً الإعلان عن تفاصيل العملية والعناصر المتورطة من خلال محاكمة علنية .
واتهم المسؤول اليمني المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك بأنها “لا تمتلك أي مخرج سياسي يجنب البلاد الاقتتال والحرب والدمار سوى اختزال الأمر في المطالبة بالتنحي الفوري للرئيس وتعتبر أن ذلك يمثل الحل لكل المشاكل التي تمر بها بلادنا بل وترفض الحوار كما ترفض الاعتراف بوجود عناصر إرهابية متطرفة تهدد الأمن والسلم المحلي والاقليمي والدولي”، في إشارة إلى تهديدات تنظيم القاعدة والمعارك التي تدور معه في أبين .
وبشأن المواجهات مع تنظيم القاعدة في أبين أكد الآنسي أن “الوحدات العسكرية والأمنية المقاتلة في محافظة أبين حققت نجاحات كبيرة ضد عناصر القاعدة الذين توافدوا إليها من مختلف المناطق التي كانوا يختبئون فيها بهدف إسقاط المحافظة والسيطرة عليها والانتقال للسيطرة على مدينة عدن نظراً لموقعها الاستراتيجي المتميز ومن ثم تهديد الملاحة البحرية”، مشيراً إلى أن قوات الجيش “ألحقت خسائر بشرية كبيرة بصفوف عناصر التنظيم وصلت إلى المئات والى معرفة مصرع أكثر من 80 عنصراً وبالاسم ما بين قيادي ومقاتل ومن جنسيات يمنية وأجنبية بالإضافة إلى عشرات الجرحى” .
وأكد وجود تحالف بين تنظيم القاعدة والمعارضة والشباب في ساحات التغيير، من خلال توافد مجاميع إرهابية من تنظيم القاعدة لمساندتهم في كل من محافظة تعز وأرحب في أعمال التخريب والفوضى واستهداف المعسكرات ورجال القوات المسلحة والأمن .
واعتبر الآنسي تصريح القيادي في تنظيم القاعدة ناصر الوحيشي الذي اعترف بوجود عناصر من التنظيم في ساحات الاعتصام ومشاركتها بفاعلية مع أحزاب اللقاء المشترك المعارض أمراً غير مفاجئ، قائلاً إن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد العديد من تلك العناصر والتأكد من وجودها في ساحات الاعتصام، إلا أن عدم تعاون قيادة الفرقة الأولى مدرع والقيادات الحزبية المنظمة لساحات الاعتصام أعاق ضبط تلك العناصر، وحمل قيادة الفرقة الأولى مدرع واللجان الأمنية التابعة في ساحات الاعتصام المسؤولية عن إيواء ووجود تلك العناصر في ساحة الاعتصام خصوصاً أن العديد من تلك العناصر قامت بنقل مساكنها إلى المنطقة المحلية بالفرقة تجنباً لعمليات المتابعة والقبض عليها .