اخبار الساعة
نحو 30 قتيلا وعشرات الجرحى حصيلة عمل إرهابي جديد استهدف معسكرا للأمن في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وهي عملية تعكس جزءا من الورطة الخليجية في اليمن بعد عام على عاصفة الحزم.
عندما اجتاح الحوثيون العاصمة ولاحقوا الرئيس عبدربه منصور هادي الى عدن بدأت دول الخليج عملياتها العسكرية في اليمن بهدف إنهاء النفوذ الإيراني وإعادة الرئيس هادي وحكومته الى السلطة لكن هذه الدول بعد اكثر من عام على الحرب تبحث عن حل سياسي وتواجه تحديات ضخمة داخل اليمن الذي تعصف به حركة انفصالية متنامية في الجنوب وقوة صاعدة للجماعات الإرهابية في اكثر من مكان.
فبعد أيام على إعلان التحالف الخليجي تحرير مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت من سيطرة القاعدة بمساعدة أمريكية شهدت المدينة هجمات انتحارية استهدفت مواقع الجيش والأمن قتل خلالها العشرات، بعد موجة من الاغتيالات نفذتها عناصر إرهابية أخرى في عدن ولحج وظهر لهذا التحالف أن حربا أخرى قد ولدت من رحم الحرب الاولى.
لا تقتصر ورطة الخليج داخل اليمن في الظهور القوي لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين وسيطرتهما من جديد على محافظة أبين مسقط رأس الرئيس هادي وتمركز هذه العناصر في عدن وشبوة والبيضاء ولكنها ايضا تشمل مساعي تكريس الانفصال في الجنوب وترحيل المئات من الشماليين وفشلها في اعادة الرئيس هادي وحكومته للعمل من الداخل بسبب الانفلات الأمني وسيطرة المليشيات على الوضع في المناطق المحررة من قبضة الحوثيين.
وفيما تتولى السعودية مهمة تطبيع الأوضاع مع الحوثيين في شمال اليمن وبعيدا عن حدودها أمسكت الإمارات بملف الجنوب ، وتولت تدريب وتجهيز قوات محلية في عدن وحضرموت والمهرة وسقطرى على أمل تثبيت الأمن وعدم تكرار سيناريو الفوضى الذي تشهده عدن منذ اكثر من تسعة أشهر الا ان المخاوف من ان تتحول هذه القوات الى اداة لتمزيق اليمن الى دويلات متناحرة يزيد من حجم الورطة ويفتح الباب امام صراعات وتحالفات غير متوقعة.
ووسط هذه الأوضاع تستمر في الكويت محادثات السلام ودخلت شهرها الثاني دون تحقيق تقدم ملموس ، وعاد وزير الخارجية الكويتي للتوسط من جديد في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة بين الطرفين بعد ان اصبح الخلاف محددا في موعد تشكيل حكومة انتقالية.
الحوثيون تحدثوا عن مناقشة تشكيل حكومة توافقية وتشكيل اللجان الأمنية والعسكرية في الميدان لتثبيت وقف إطلاق النار ومهام كل منها، والمدد الزمنية المحددة للحكومة واللجان وكيف يتخذ قرار التشكيل لكل منها.
ووفق هذه الرواية وتطرق النقاش إلى آلية عمل السلطة التوافقية في حال توصلت الأطراف إلى رؤية موحدة حيالها تم الحديث عن الدستور ومؤسسة الرئاسة.
من جهته قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن “التقدم في مشاورات السلام اليمنية مستمر ولو كان بطيئا نسبياً ودعا الأطراف إلى تسريع الوتيرة، ولكنه عاد وأكد حرصه على عدم التسرع لان القضايا المطروحة شائكة ومعقدة ومن الضروري التطرق لها بتمعن ودراية”.
وذكر ولد الشيخ، أن الجلسات ركزت على التصور العام للمرحلة المقبلة، على الأصعدة السياسية والأمنية، لافتا أن أمام الطرفين قرارات واستحقاقات مفصلية في هذه المرحلة الحاسمة.
وقال إن مشاورات السلام تخللها أكثر من جلسة مع الوفد الرئاسي الرباعي من كل طرف، وأن المجتمعين، ناقشوا أوراق عمل تهدف إلى تقريب وجهات النظر، بالنسبة للقضايا الرئيسية المطروحة وأبرزها الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة للاتفاق عليها وأنها شهدت إجماعاً على بعض النقاط، بينما ظهر تفاوت على مواضيع أخرى”، دون ان يقول ما هي تلك النقاط.
وتحدث المبعوث الدولي عن لقاءات موسعة عقدها مع سياسيين ودبلوماسيين، وأن الجميع جدّد دعم المجتمع الدولي المتواصل لمسار السلام الذي تعمل عليه الأمم المتحدة.
وخلافا لهذه اللغة أكد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي أن الفجوة ما تزال كبيرة بين الطرفين وان الجانب الحكومي يريد استعادة الدولة فيما يريد الحوثيون اقتسام السلطة.
المخلافي قال إن "ما حصل في اليمن ليس مجرد انقلاب على السلطة الشرعية لكنه انقلاب على الدولة والمؤسسات، فالمليشيا الانقلابية تريد تقاسم السلطة ونحن نريد استعادة الدولة والمؤسسات وبعدها يمكن الحديث عن تقاسم في السلطة".
وما بين تمسك كل طرف بموقفه وتعثر محادثات السلام والمواجهات مع الإرهاب ونزول قوات أمريكية في سقطرى للمساعدة في هذه المواجهة وخطوات تحويل الانفصال الى واقع لا يبدو أن التحالف قادر على الخروج من الورطة في اليمن بتلك السهولة التي دخل بها الحرب.
محمد الأحمد
المصدر : وكالات