أخبار الساعة » الرياضية » عربية ودولية

اسرائيل تتلقى ركلة تركية ولكن رياضية في اسطنبول و12 مشجعاً فقط حضروا مع فريق مكابي الذي خسر بالخمسة

لقطة من مباراة مكابي و بيشكتاش التي انتهت 5/1 للفريق التركي
- عبدالاله مجيد

قدم ملعب فيابي اينونو في اسطنبول دليلا جديدا على المستوى الذي تردت اليه العلاقات بين تركيا واسرائيل بحضور 12 اسرائيليا فقط لتشجيع فريقهم في مواجهة غريمه بشكتاش التركي، وجلس الاسرائيليون الاثنا عشر وسط بحر من المقاعد الشاغرة في ملعب سعته 32 الفا تحيطهم افواج من شرطة مكافحة الشغب ، لتشجيع فريق ماكابي في مباراته ضد الفريق الاسطنبولي.

حين أُعلن لقاء الفريقين ضمن مباريات دوري اورروبا لكرة القدم توقعت السلطات في اسطنبول حضور آلاف المشجعين الاسرائيليين ولكن دزينتين منهم فقط غامروا بالمجئ في غمرة التوتر المتصاعد بين تركيا واسرائيل ومخاوف من وقوع اعمال عنف.

وأُجلس المشجعون الاسرائيليون على مقاعد الركن المخصص للزوار في مؤخرة الملعب.  ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المعلق الرياضي الاسرائيلي جوزيف بيريز آري انه شاهد مباريات عديدة بين فرق اسرائيلية وتركية وهي تكون عادة بحضور آلاف المشجعين الزائرين ، ولكن "اليوم عددهم ضئيل لأن الناس خائفون ، بسبب الوضع".

 

  وتلقت اسرائيل صفعة جديدة بهزيمة فريقها امام بشكتاش التركي بخمسة اهداف مقابل هدف واحد في المباريات التي جرت مساء الخميس.  ولكن انتشار قوات الشرطة بأعداد كبيرة والاحتجاجات التي نظمها مناوئون لاسرائيل وسط اسطنبول أكدت ان العلاقة بين الدولتين لم تعد كما كانت.

وتصاعدت حدة التوتر بعدما رفضت اسرائيل الاعتذار عن غارتها على سفينة تركية كانت تحمل مساعدات انسانية الى قطاع غزة ومقتل تسعة ناشطين في الغارة.  وأدى الرفض الى اقدام تركيا على طرد السفير الاسرائيلي وقطع العلاقات العسكرية وتعهدها بارسال قطع بحرية ترافق السفن في المستقبل.

وتزامن هذا مع بوادر تشير الى تخلي تركيا عن سياسة "صفر مشاكل مع الجيران" واعتماد نهج أشد حزما وصلابة في ما يقول معلقون انه مشروع هدفه صعود تركيا الى زعامة المنطقة.

وتبدى هذا التحول في موافقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على شن حملة واسعة من القصف الجوي ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق وضغطه على مصر لتمكينه من زيارة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.  وتنقل صحيفة وول ستريت جورنال عن محللين ان هذه التطورات يمكن ان تفجر اشتباكات مع اسرائيل وتدفع واشنطن الى الاختيار بين أقرب حليفين لها في المنطقة.

وقال مشجعون عن لقاء الخميس الكروي ان سيطرة الفريق التركي على اللعب أسهم في تقليل احتمالات العنف الذي كان من شأنه ان يصب مزيدا من الزيت على التوتر بين الدولتين.

ولكن يوم الخميس شهد تصعيد التوتر الدبلوماسي شرقي المتوسط.  إذ هددت وزارة الخارجية التركية بأنها ستوقع اتفاقية لترسيم حدود الرف القاري مع جمهورية شمال قبرص المدعومة من انقرة ، إذا مضى القبارصة اليونانيون قدما بالتنقيب عن الغاز في المناطق البحرية بموجب اتفاق على ترسيم الحدود البحرية توصلوا اليه مع اسرائيل في اواخر العام الماضي.

وردت اثينا بدعوة تركيا الى الكف عن تهديد قبرص محذرة من الخطر الذي يمكن ان يشكله النزاع على حوض شرق المتوسط المتوتر اصلا.

وفي تونس أكد اردوغان مجددا عقب اجتماعه مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسسي نشر بوارج تركية في البحر المتوسط معلنا ان اسرائيل لن تعود قادرة على "ان تعمل ما يحلو لها" في هذه المياه.

كما عكست التحضيرات للقاء الخميس الكروي تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي.  إذ احتشد مئات المحتجين قبل انطلاق المباراة في ساحة تقسيم وسط اسطنبول مرددين هتافات معادية لاسرائيل واميركا.

وكان الفريق الاسرائيلي هبط في مطار اتاتورك في اسطنبول يوم الأربعاء وسط حراسة مشددة ، وحين انتهت المباراة مساء الخميس نقل من الملعب محروسا بشرطة مكافحة الشغب.

وحاولت الشرطة التركية تبديد المخاوف مؤكدة انها اتخذت الاجراءات الكفيلة بمواجهة الاحتجاجات التي نُظمت على مواقع التواصل الاجتماعي ، بما في ذلك التحسب لامكانية التجمهر في ساحة الملعب واجهاض المباراة.
 
وتوجهت اسرائيل الخائفة على سلامة فريقها ومشجعيه الى الاتحاد الاوروبي لكرة القدم طالبة نقل المباراة الى ملعب محايد في بلد آخر ولكن الحكومة التركية رفضت ذلك مقدمة ضمانات تؤمن سلامة اللاعبين والمشجعين الاسرائيليين.

وكان وزير الرياضة التركي سعاد كيليج اوضح في تصريح للصحفيين ان هناك قضايا مختلفة عالقة بين تركيا واسرائيل ولكن الوضع لا يمنع اقامة المباراة.  وأكد ان المباراة ستجري على اعلى مستوى "من كرم الضيافة التركي" وان اللاعبين الاسرائيليين سيعودون الى اسرائيل سالمين. 

 

Total time: 0.0632