استمرت عجلة العنف في الدوران أمس (الاثنين) في اليمن لليوم الثاني على التوالي، حيث سقط 28 قتيلاً في العاصمة صنعاء و4 آخرون في تعز، في اعتداءات جديدة طالت المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، ودخل طرفا الأزمة في مواجهات عنيفة، حيث اشتبك أنصارهما في حرب في الشوارع والأزقة، ما أثار المخاوف من توسع رقعة المواجهات لتشمل مساحة أكبر من العاصمة صنعاء وتعز وأرحب، فيما تحث وتتسابق القوى السياسية المعنية في الداخل والخارج لتوقيع المبادرة الخليجية في أسرع وقت ممكن .
وكانت الانفجارات قد هزت العاصمة صنعاء جراء الاشتباكات بين القوات الموالية للنظام والجيش الموالي للثوار، وصل بعضها إلى أماكن حساسة، خاصة بالقرب من القصر الجمهوري ومنزل الرئيس صالح ونجله الأكبر العميد أحمد، الذي يقود القوات الخاصة في شارع صخر، فيما نفت السلطات أن يكون المحتجون قد وصلوا إلى دار الرئاسة، الذي عزز محيطه بالعشرات من الدبابات والآليات العسكرية تحسباً للزحف باتجاهه .
وأغلقت معظم شوارع العاصمة صنعاء من قبل قوات صالح خاصة القريبة من القصر الرئاسي ومنازل رموز النظام مع انتشار واسع لمسلحين في كافة أحياء العاصمة صنعاء بزي مدني في مؤشر لحرب شوارع، كما لوحظ نزوح المئات من الأسر القاطنة قرب مناطق المواجهات من العاصمة صنعاء بعد اشتداد الحرب، فيما أغلقت قوات صالح المنافذ المؤدية من وإلى العاصمة صنعاء .
ووقعت مواجهات في مناطق مختلفة من شارع الزبيري في العاصمة صنعاء، حيث اتهمت السلطات قوات الفرقة الأولى مدرع بقصف المستشفى الجمهوري بالدبابات وقذائف ال “آر . بي . جي”، فيما سمعت أصوات انفجارات ضخمة في شارع الخمسين بمنطقة شملان، وجرى إلقاء القبض على العديد من القناصة الذين كانوا يعتلون أسطح المباني لقنص المتظاهرين .
وفيما لم يتضح موقف نائب الرئيس عبدربه منصور هادي من الأحداث، فإن اللواء المنشق علي محسن الأحمر، وجه رسالة إليه وطالبه بتشكيل لجنة تحقيق فيما جرى من أعمال قتل للمتظاهرين وتحديد المسؤولية عما جرى ووضع المعالجات العاجلة لما من شأنه عدم تكرار ما حدث، بحسب الرسالة .
وعلى المستوى السياسي وصل إلى العاصمة صنعاء، بصورة مفاجئة، الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والمبعوث الأممي جمال بن عمر في محاولة لإنقاذ البلاد من الدخول في حرب أهلية شاملة، حيث دخلا، برفقة سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي في حوارات مع الجانبين لم تعرف نتائجها، بعد، لكن مراقبين للأوضاع في اليمن أن الأطراف كافة تضع اللمسات الأخيرة لتوقيع اتفاق نقل السلطة من قبل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، ترافق ذلك مع لقاء جمع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس علي عبدالله صالح كرس لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد .
وأعلنت كل من واشنطن ولندن وباريس أن على كافة الأطراف السياسية الالتزام بالتهدئة وعدم الانجرار إلى العنف، وطالبت بالتوقيع على المبادرة الخليجية في أسرع وقت ممكن .