البقاء ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام في ولاية كاليفورنيا، حيث يقع وادي السيليكون التقني ومقار أكبر شركات التقنية واقتصاد المعرفة في العالم، وحيث تتنامى أبرز معالم “صناعة الترفيه” على مستوى العالم تقريباً، له مدلولاته من خلال الفصول المختلفة لزيارة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بكل بساطة، يبدو هذا الفصل الخاص بكاليفورنيا ووادي السيليكون في الزيارة، هو كلمة السر الأساسية بالنسبة إليها، خصوصاً إذا علمنا أنه من خلال لغة الأرقام، يُعد اقتصاد ولاية كاليفورنيا الأمريكية وحدها، من دون الولايات الـ52 الأخرى، هو سادس أكبر اقتصاد في العالم حالياً، متفوقاً على اقتصاد فرنسا، بعد أن كان الثامن في عام 2014.
ولا شك أن إسهام هذه الولاية وحدها، يُمثل أكثر من ثلثي بقية الولايات الأمريكية الأخرى، لتميّزها من خلال اقتصاد المعرفة والتقنية واقتصاد الترفيه، في المقام الأول، وبعد ذلك تأتي الاستثمارات الأخرى في الصناعة والزراعة.
لماذا يتميّز اقتصاد كاليفورنيا؟
ووفقاً لإدارة المالية بولاية كاليفورنيا في نشرتها لشهر يونيو، الأسبوع الماضي، فإن إجمالي ناتج الولاية بلغ 2.46 تريليون دولار في عام 2015.
وتشير أحدث بيانات لصندوق النقد الدولي، إلى أن فرنسا هي سابع أكبر اقتصاد في العالم، حيث بلغ نمو الناتج المحلي 2.42 تريليون دولار، وتحتل الهند المركز الثامن بنمو بلغ 2.09 تريليون دولار.
وهذا يعني بكل بساطة، أن اقتصاد كاليفورنيا يتفوق على أداء الاقتصادين الفرنسي والهندي، رغم نموهما المتصاعد، وهما من مجموعة الـ8.
وما جعل الاقتصاد يبرز إلى الواجهة في كاليفورنيا، وجود مراكز اقتصادات قوية متنوعة؛ من أهمها حضور استثمارات وادي السيليكون، وصناعة الترفيه بمختلف أشكالها، بما فيها “هوليوود” و”ديزني لاند” الأصل، وغيرهما.
أسرار “وادي السيليكون”
ثلاثة ملايين نسمة يسكنون 25 مدينة ضمن طوق وادي السيليكون، يشكلون حلم نهضة صناعية عالمية متفردة، من خلال تحقيقهم لإنجاز أبرز قطاع استثماري في أمريكا، إذ تساهم شركات الوادي التقني بأكثر من ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة بأميركا.
وتوجد في وادي السيليكون، أكثر من 120 شركة مدرجة بقيمة 8.2 تريليون دولار، ويبلغ عدد المستثمرين في الوادي قرابة 20 ألف مستثمر؛ ومن أبرز وأشهر الشركات هناك: “أبل” و”جوجل” و”فيس بوك” و”إتش بي” و”ياهو” و”آي بي إم” و”سيسكو” و”أوراكل” و”إنتل” و”أدوبي”.
لكن الأكثر إدهاشاً، أن أكثر من نصف سكان المدن الـ25 لوادي السيليكون من العاملين في تلك الشركات العملاقة، هم من جذور آسيوية، إذ ينحدرون من الصين وباكستان والفلبين والهند، ويحملون الجنسية الأمريكية بالطبع حالياً، إذ يمثل أصحاب الأصل الهندي نحو 6% من العاملين في شركات وادي السيليكون.
لعل هذه الجزئية تُفيد في رفد الفكرة من خلال فتح قنوات الاستثمار مع بعض تلك الشركات داخل المملكة، إذ يقترب كثير من الآسيويين من الحياة في السعودية، خصوصاً المسلمين منهم، سواء كانوا من الهند أو باكستان أو الفلبين أو الصين.
“رؤية 2030” حاضرة هُنَاك
ساعات وأيام الزيارة إلى كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ووادي السيليكون، ستكون موعودة بفتح كتاب “رؤية المملكة 2030″، لاستعراض نقاط القوة لاستشراف الآتي من الاقتصاد الوطني، من خلال التلاحم مع قوة أفكار ما يحدث في كاليفورنيا ووادي السيليكون، وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي، الجمعة، من خلال التباحث مع مديري أبرز شركات التقنية؛ حول كيفية الاستفادة من تلك التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة2030.
ولا شك أن “الرؤية” تؤكد في حيثياتها نصياً “ضرورة إنشاء بنية تحتية متطورة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأنشطة الصناعية المتقدمة في المملكة، وجذب المستثمرين وتعزيز القدرة التنافسية الأساسية للاقتصاد السعودي”.
وأيضاً تنص “الرؤية” على “التوسع في مجموعة متنوعة من الخدمات الرقمية للحد من البيروقراطية، وتوسيع نطاق الشفافية والإصلاحات وتحسين بيئة الأعمال، بما يحقق نمو وازدهار الاقتصاد السعودي، وفتح فرص عمل للمواطنين، وتعظيم القدرات الاستثمارية من قبل الشركات الدولية الكبيرة والتكنولوجيا الناشئة في مختلف أنحاء العالم”.