نفى مصدر أمني سعودي رفيع خلال اتصال مع "إيلاف" وجود أي تحركات أو نشاط للحوثيين عبر الحدود الجنوبية السعودية، معتبرا أن كل ما اثير هو مجرد شائعات لا أساس لها.
وأضاف المصدر خلال حديثه أن الأوضاع الحدودية على طول الحدود مع الجمهورية اليمنية تدعو للإطمئنان، نافيا في الوقت ذاته انسحاب الجيش السعودي من مواقعه التي يتواجد بها منذ العام 2009 عدا بعض الكتائب والوحدات الأخرى.
وبيّن المصدر أنه بات من القريب "تثبيت" قاعدة عسكرية خاصة بمنطقة جازان المتربعة على الحدود الجنوبية الكبرى مع اليمن، موضحا أن القاعدة كان من المفترض تشكيلها قبل عشرة أعوام، إلا أن الأحداث الأخيرة سارعت الخطى في وضعها قيد التنفيذ.
وأضاف المصدر الأمني أن فكرة تشكيل قاعدة جوية تم استبعادها، مفصلا في حديثه القوات المتواجدة حاليا التي ستكون نواة تشكيل القاعدة وهي عبارة لواء من القوات البرية وقوات من الدفاع الجوي والقوات البحرية كذلك التي تشرف على المياه الإقليمية السعودية عبر حدود تتجاوز في مداها الـ 60 ميلاً بحرياً.
وأوضح المصدر المتواجد ضمن فرق تطهير الحدود السعودية أن كتائب من القوات البرية وعدد من المشاة والآليات تتواجد حاليا حتى تتم أعمال الانتهاء من تطهير الشريط الحدودي، الذي سينتقل لاحقا إلى قوات "حرس الحدود" التابع لوزارة الداخلية.
وعن إطلاعهم على مجريات الأمور داخل الجمهورية اليمنية التي تعيش حالة اضطراب عارمة، قال إن كافة الأمور تتم تحت السيطرة بإشراف من القيادات العسكرية السعودية المتكرر زيارتها على المواقع المتقدمة.
وأضاف المصدر أن عمليات التفتيش تتم بشكل دوري ليلاً ونهاراً، وعن عمليات التسلل خصوصا وأن المنطقة كانت بؤرة حية لذلك أوضح أن عمليات التسلل قضي عليها نهائيا، وأنه يجري حاليا إنشاء أكبر حماية للحدود السعودية مع اليمن التي تتجاوز الثلاثة آلاف كيلومترا.
وأكد أن الحياة عادت إلى طبيعتها في عدد المناطق والقرى الحدودية البعيدة عن نطاق الحماية الأمنية، وأن ما يقارب من ثمانية آلاف ساكن عادوا إلى ديارهم بعد تطهير شامل لمناطق الحرب التي أفقدت السعودية أكثر من 113 شخصا منذ بدء الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وانتهائها بانسحاب الحوثيين أوائل شباط/فبراير 2010.
النفي الأمني السعودي يأتي بعد أنباء تتابعت بعد إعلان الداخلية السعودية الثلاثاء إحباط محاولة للإخلال بالأمن بمدينة القطيف ذات الأغلبية الشيعية شرق المملكة. ونتج عنها إصابة عدد من رجال الأمن بإصابات مختلفة نتيجة استخدام قنابل المولوتوف وفق وصف البيان.
وجاء في بيان الداخلية "شديد اللهجة" الذي عزا كل ما حدث ببلدة العوامية بالقطيف تعدي على السيادة السعودية، وأنه "انساق وراءهم ضعاف النفوس ظنا منهم بان أعمالهم ستمر دون موقف حازم تجاه من أسلم إرادته لتعليمات وأوامر الجهات الأجنبية التي تسعى لمد نفوذها خارج دائرتها الضيقة وعلى هؤلاء أن يحددوا بشكل واضح إما ولائهم لله ثم لوطنهم أو ولائهم لتلك الدولة ومرجعيتها".