أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن الولايات المتحدة ستضطر للاختيار عاجلا أم آجلا، إما تركيا الديمقراطية، أو منظمة "فتح الله غولن".
جاء ذلك في كلمة له أمام المواطنين الأتراك الذي يواصلون مظاهرات "صون الديمقراطية" المناهضة لمحاولة الانقلاب، في حرم المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة؛ حيث أوضح أنه تم إرسال 85 صندوقا مليئا بالملفات المتعلقة بفتح الله غولن إلى الولايات المتحدة، معربا عن اعتقاده أن الأخيرة لن تستمر في إخفاء غولن لفترة أطول، وسترسله إلى تركيا.
واتهم الرئيس التركي منظمة فتح الله غولن بـ"خيانة البلاد والأمة" من خلال الإقدام على محاولة الانقلاب منتصف الشهر المنصرم لإسقاط الشرعية.
وأكد أن "من يرفع السلاح في وجه أمته وشعبه يبيع بلاده للأخرين دون تردد"، مستطردا: "لا ينبغي لأحد أن يحاول رسم الخطط ضد بلادنا؛ لأن من يفعل ذلك سيدفع الثمن باهظًا، وسيرى منّا ردًا قويًا جدًا".
وشدّد على أن الشعب التركي أثبت أصالته مجددًا أمام العالم أجمع، يوم الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي، من خلال صدّه للانقلابيين والمتعاونين معهم، معربًا عن افتخاره واعتزازه بذلك، ومضيفا أن الشعب التركي وجه في تلك الليلة رسالة إلى كل من يفكر بنفس طريقة منظمة فتح الله غولن، مفادها "أنه ليس بإمكان أحد تقسيهم هذا الوطن، أو هدمه، أو تفرقة شعبه".
وقال الرئيس التركي إن مظاهرات "صون الديمقراطية" المناهضة لمحاولة الانقلاب مستمرة، مؤكدا أنه ليس لها مكان وزمان معين، داعيًا المواطنين إلى حماية ديمقراطية تركيا ومستقبلها في منازلهم ومكان أعمالهم طوال العام واليوم.
وأضاف أن "أنقرة ليست عاصمة الدولة فحسب وإنما عاصمة قلوبنا أيضًا.. نحن لا ننحني إلا عند الركوع لله تعالى ولم ننحِ أمام أي قوة بشرية".
وحذر من أن "الإرهاب الذي مارسه الخونة تحت غطاء المحاولة الانقلابية ليس إلا بروفة لاحتلال تركيا".
وأردف قائلاً: "في 15 يوليو/ تموز تعرضت أنقرة لمحاولة احتلال، ولكنها صدت المحتلين بقلب واحد، وكانت إحدى المدن التي شهدت على تاريخ استقلال البلاد".
ولفت الرئيس التركي إلى أن العاصمة قدمت 148 ضحية و223 مصابًا ليلة الانقلاب، حيث هرع المواطنون في كل أحيائها للخروج إلى الميادين والساحات رافضين الانقلاب، متمنيًا الرحمة لهم والشفاء للمصابين.
وأكد أردوغان أن الانقلابيين "خططوا جيدا لكل شيء، إلا أن حساباتهم تضمنت خطأ كبيرا، إذ لم يفكروا بأن الشعب سيقف في مواجهتهم، ولم يخطر ببالهم أن الدولة بأكملها، برئيسها، ورئيس وزرائها، وقادة أحزابها السياسية، وشرطتها، وقضائها وبلدياتها سيتصدون لهم، ولم يفكروا بوجود ضباط شرفاء محبين لبلدهم بين عناصر الجيش التركي".
وأشاد أردوغان بمظاهرات المواطنين في صون الديمقراطية بأرجاء البلاد، حيث ذكّر بمشاركة نحو 5 ملايين شخص بمظاهرة تجمع الديمقراطية والشهداء بميدان "يني قابي" الأحد الماضي في إسطنبول، مشددًا على أن الشعب التركي سطّر ملحمة مميزة.
وأوضح أنهم كانوا يخططون لإنهاء مظاهرات الديمقراطية، الأحد الماضي في مظاهرة "يني قابي"، غير أن الشعب طلب استمرارها، مضيفًا "رأينا مدى تمسك الشعب ببلده وحريته ومستقبله، ولذلك لم يطاوعنا قلبنا ان ننهي مظاهرات الديمقراطية في ذلك اليوم وأردنا أن نقيم المظاهرة النهائية في أنقرة".
وأردف: "واليوم أرى أن شعبي لا يرغب في ترك الميادين، ونحن نقول إن مظاهرات صون الديمقراطية ليس لها مكان وزمان معين"، داعيًا المواطنين إلى حماية ديمقراطية تركيا ومستقبلها في منازلهم ومكان أعمالهم طوال العام واليوم.
واعتبر أردوغان أنّ منظمة "غولن" أظهرت للعالم بأنها أسوأ منظمة إرهابية على وجه المعمورة، من خلال إشهارهم أسلحة الدولة في وجه مواطني هذا البلد، وتلطّخ أيديهم بدماء الأبرياء الذين جعلوا من أجسادهم سدًّا أمام آلة القتل التي استخدموها ليلة 15 يوليو/ تموز الماضي.
ورداً على تعاظم أصوات الجموع المحتشدة في ساحة المجمّع بخصوص إعادة حكم الإعدام، قال أردوغان: "على السياسيين ألّا يتجاهلوا مطلب الشعب هذا، وفي حال وافق البرلمان على هذا الأمر، فإنني بصفتي رئيساً للبلاد سأصادق عليه فوراً، فالديمقراطية تعني علو حكم الشعب فوق كافة السلطات".