فوجئ عشرات الملايين من مستخدمي بلاك بيري في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بتوقف البريد الالكتروني وخدمة الرسائل النصية على هواتفهم يوم أمس الاثنين نتيجة عطل أصاب منظومات الخوادم التابعة للشركة الأم ريسرتش ان موشن (آر آي أم) في مقاطعة باركشاير في انكلترا.
 
وكان العطل الذي حدث في شبكة بلاك بيري قبل ظهر أمس الاثنين مستمراً بعد ساعات دون ان تتمكن الشركة من تحديد موعد لعودة الخدمة الى حالتها الطبيعية. وأفادت أنباء أن الخدمة عادت الآن إلى غالبية المشتركين.

واصدرت شركة آر آي أم بيانا مقتضبا اعترفت فيه بالمشكلة قائلة ان مهندسيها يعملون على حل "قضية تؤثر حاليا على بعض مشتركي بلاك بيري في اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا". وقالت الشركة انها تحقق في الأسباب معتذرة للزبائن عن أي ازعاج بسبب العطل.

وتعمل منظومات البريد الالكتروني والرسائل النصية على بلاك بيري عبر روابط مشفرة بخوادم آر آي أم المنتشرة في انحاء العالم. وهي رائجة بصفة خاصة في عدد من بلدان الشرق الأوسط حيث توفر اتصالات مؤمنة لا يمكن ان تتنصت عليها السلطات.

وكانت شركة "آر آي أم" اشتبكت مع حكومات في انحاء العالم طالبت بمراقبة البريد الالكتروني والرسائل النصية على بلاك بيري.

وقال محللون ان تعطل الشبكة يوم الاثنين سيكون إحراجا كبيرا للشركة التي نجحت في بناء قاعدة مستخدمي بلاك بيري في مناطق اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا في وقت كان عدد زبائنها يتناقص في اميركا الشمالية.
 
واعلنت "آر آي أم" في نهاية آب/اغسطس الماضي ان لديها اكثر من 70 مليون مشترك في انحاء العالم. وفي تموز/يوليو قالت انها أضافت مليون مشترك من القارات الثلاث المذكورة في غضون أقل من ثلاثة اسابيع.

ولم يعرف سبب تعطل الشبكة يوم امس الاثنين ولكن صحيفة الغارديان نقلت عن موظف سابق في "آر آي أم" ان الشركة كانت تتجاهل وجود مشاكل في شبكة خوادمها يمكن ان تؤثر على مستقبلها ذاته. وأضاف ان الشركة لم تبدأ بمراجعة قدرة شبكاتها على التكيف مع المتغيرات إلا في عام 2007 حين كان لديها نحو 8 ملايين مشترك.

وأضاف الموظف السابق ان موقف الشركة كان يتمثل في القول انها ستنمو وتنمو لكن التوثق من مواكبة البنية التحتية لهذا النمو ليس اولوية.

ويؤكد محللون ان النمو المتسارع في عدد المشتركين في انحاء العالم (نحو عشرة اضعاف منذ 2007) كان من المحتم ان يمارس ضغطا كبيرا على خوادم آر آي أم من دون معالجة لقدرة منظومتها على مواكبة هذا النمو.