واحد من الانتصارات الأكثر إثارة للدهشة في التاريخ السياسي الأمريكي، سيُترك الملايين في الولايات المتحدة وخارجها في حالة صدمة، تدعونا للتساؤل عن ما هو آت، وكيف سيبدو العالم بقيادة ترامب؟، خاصة وأنه يعتبر أول شخص غير سياسي منذ أيزنهاور يفوز بالانتخابات الأمريكية.
وأضافت صحيفة الجارديان في تقرير ترجمته وطن أن ترامب أعاد صياغة وعد رونالد ريغان لجعل أمريكا بلدا عظيما مرة أخرى. وجمع أهدافه في أربع كلمات تشمل التشاؤم والتفاؤل، وكذلك الخوف والأمل. حيث اعتمد ترامب على نداء موجه إلى القلب وليس العقل، وهو الذي جعل ترامب يحصل على دعم الكثيرين رغم كل عيوبه.
وأوضحت الجارديان البريطانية أنه في عام 2003 أصبح ترامب نجما تلفزيونيا وضمن الطامحين للتنافس على فرصة للعمل من أجل منظمته.
ولمدة عشر سنوات تم تغذية الملايين من المشاهدين بفكرة أن ترامب رجل أعمال ناجح، ومن هنا شعر البعض بأنه شخص جدير بالثقة.
أما خصمه السياسي هيلاري كلينتون ورغم تمتعها بشعبية كبيرة حيث زوجها كان رئيسا سابقا وعملت كوزيرة للخارجية، ولكن التطورات الأخيرة عكست ضعفها. خاصة في ظل تسريبات البريد الإلكتروني الأخيرة وهو الأمر الذي دفع البعض لوصفها عقب تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي في استخدامها خادم البريد الإلكتروني الخاص عندما كانت وزيرة للخارجية بأنها مهملة للغاية، واندلعت القضية مرة أخرى في أواخر أكتوبر الماضي عندما قال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه كشف النقاب عن دفعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني.
واعتبرت الصحيفة أن العديد من الناخبين استمعوا إلى ترامب وهجماته على تأسيس الحزب الجمهوري. واشتكوا من أن أعضاء الكونغرس الذين انتخبوا فشلوا في الاحتفاظ بتحقيق وعودهم ولاحظوا سنوات من الجمود في عمل الحكومة لذا كان هناك عطش للتغيير فاختاروا ترامب.
فضلا عن أن الكثيرين ضاقوا ذرعا بسياسات الحزب الديمقراطي في البيت الأبيض ورفضوا أن يمنحوه ثماني سنوات أخرى، حيث حال فوز كلينتون كانت ستصبح بمثابة فترة رئاسية ثالثة لأوباما نظرا لتوافق السياسات في الحزب.
وأشارت الجارديان إلى أن العنف وسوء الانضباط كانت ورقة رابحة لصالح ترامب في المنافسة الانتخابية، وكان هناك السلوك الشائن والبيانات الهجومية حول النساء والأمريكيين الأفارقة، والمكسيكيين والمسلمين وذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن في نهاية المطاف كل هذه الفئات ووجهات النظر حولها دفعت الكثيرين للتصويت لصالح ترامب، حيث مع تضخيم هذ الأصوات في وسائل الإعلام، كان هناك الكثير من الناس الذين يتفقون مع ترامب في وجهات النظر التي روج لها.