اخبار الساعة - محمد داوود
بادعاء الحب والرغبة في الزواج تحايل شاب مصري على فتاة من نفس جنسيته وتسلل إلى مسكنها مُستغلاً سفر أمها وأفقدها أعز ما تملك، قبل أن يهرب إلى موطنه تاركاً وراءه ضحية لم تكمل عامها الثامن عشر وقت ارتكاب جريمته، وطفلاً بلا هوية…
الفتاة التي لجأت لـ«الراي» لا لشيء سوى أن تُقر بذنب كانت ضحيته، وتؤكد أنها تدفع ثمنه في كل لحظة دموع ندم لا تتوقف، آملة أن تجد عبر منبرها حلاً لفلذة كبدها الذي أبت عاطفة أمومتها مع صغر سنها أن تتخلص منه خنقاً، أو رمياً أمام مسجد أو ملجأ مناشدة السفير ياسر عاطف بإيجاد حل لمأساتها.
قالت «أنا فتاة أبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، لا أعرف لي بلداً غير الكويت وإن كنت مصرية الجنسية، فقد ولدت هنا، وعشت هنا في رعاية والديَّ قبل أن يموت أبي، وتتكفل أمي بتربيتي أنا وأختي الصغيرة، حتى وصلت إلى الصف الحادي عشر يومها كان عندي سبعة عشر عاماً تعرفت على شاب من نفس جنسيتي يعمل مندوباً في إحدى الشركات، كان جاراً لصديقة لي كنت أذاكر معها، وانتقل تعارفنا إلى موقع الدردشة فيس بوك».
وأضافت الفتاة «كنت صغيرة إلى درجة لم أعرف فيها كيف أفرق بين شاب صادق حين يعد بنتاً بالزواج، ويؤكد لها رغبته في أن يربطهما الرباط الشرعي، وآخر كل همه الضحك على الصغيرات والتغرير بهن تحت مدعاة الحب… كنتُ من السذاجة بحيث وصل حد ثقتي به درجة أن أخبرته بمكان سكني، وأطلعته على سفر أمي في إجازة إلى مصر، ووجود شقيقتي الصغرى في المدرسة، وكان ذلك قبل ثلاثة أعوام وبالتحديد في العام 2013، في ذلك اليوم فاجأني حين قصد مسكننا وطرق بابي، وأمام إصراره على الحديث معي في أمر مهم، انخدعت له وسمحت له بالدخول وليتني ما فعلت!».
وزادت الفتاة «حين كان له ما أراد وتمكن من التسلل إلى داخل شقتنا تحول إلى ذئب بشري انقض على فريسته، ولم يتركني إلا بعد أن أفقدني أعز ما تملكه الفتاة اغتصاباً من غير رضا، عندئذ دارت بي الدنيا ولم تتوقف، وساعتها انطلق لسانه بالصراخ والشتائم محملاً إياي وحدي وزر ما حصل، وبدا وكأنه الحمل الوديع الذي استدرج إلى الخطيئة، وراح يهددني ويتوعدني إن أخبرت أحداً بما حصل فسوف يفضح أمري أمام القاصي والداني ومن يعرفني ومن يجهلني ثم انصرف تاركاً وراءه من تركت أعتاب الطفولة ودخلت عالم النسوة بجريمة يشهد الله أنها هتك عرض بالقوة».
وأردفت «حين عادت أمي من السفر لم أستطع أن أخبرها، وما كان لي أن أخبرها حتى بدأ الوهن والضعف يصيبني، وباتت ما تُشعر به الحوامل يعتريني دون أن أدرك، حتى اشتد عليَّ المرض فأسعفت إلى المستشفى عندئذ أخبر الطبيب أمي بأنني أحمل في أحشائي جنيناً، فكدت أن أفقد وعيي من هول ما سمعت، وعلمت أن الله قد كتب أن أحمل طفل الخطيئة من زيارة واحدة لمن غرر بي، وأوشكت أمي أن تغرس أظافرها في رقبتي لولا أن نصحها الطبيب بإخفاء الأمر حتى نعود إلى حيث نسكن كي لا يفتضح أمري على الملأ، فتمالكت كل منا رباطة جأشها وانصرفنا».
ومضت الفتاة «بعد أن قطعت اتصالي تماماً مع هذا الشاب، وبعد أن رويت لأمي ما حصل منه طلبت مني أن أعاود الاتصال به، والطلب إليه أن يأتي لمقابلتي في حضورها من دون أن أخبره أني حامل، وبالفعل فعلت ذلك، وحين حضر وكشفت له أمي الحقيقة راح يعتذر وحين هددته بإصلاح خطئه وإلا ستبلغ الشرطة، أقر كتابياً بجريمته وتعهد بأن يُصلح الأمر محدداً موعداً لإحضار أبويه العاملين في الكويت كي يخطباني ويتفقا على أمور الزواج وتفاصيله».
وفي وسط دموع لم تتوقف طيلة حديث الفتاة لـ«الراي» قالت «كنت واهمة حين اعتقدت أن الذئب قد يرحم فريسته، ولكن هيهات وقد راح يؤجل مرة تلو الأخرى، ويتعذر والداه بسبب وراء سبب، ومرت الأيام والأسابيع، حتى بات من المستحيل التخلص من الجنين الذي راح يتحرك في أحشائي، في وقت لملم أبوه حقائبه وشد الرحال هارباً إلى مصر في نهاية شهر سبتمبر 2013، بلا رجعة من دون أن يلتفت لما تركه خلفه من فتاة في المرحلة الثانوية باتت أماً من غير زوج».
وأضافت «توسلت لأبويه أن يرحما ضعفي ويقنعا ابنهما بإصلاح خطئه، لكن كيف ذلك وهما من أقنعاه بالهروب إلى بلده، وحين جاءني المخاض في شهر ديسمبر من العام 2013 أسعفت إلى أحد المستشفيات ووضعت طفلي، وحين طلب مني وثيقة الزواج لاستخراج شهادة ميلاد له، صارحت المعنيين بأمري، فاستدعي المحقق وسجلت قضية اغتصاب أحيلت على النيابة، وبعد استنفاد كل درجات التقاضي قضت محكمة الاستئناف بالسجن عشر سنوات غيابياً على الجاني الهارب».
وزادت «لا أنكر أنني أخطأت ولكن لا ذنب لوليدي أن يتحمل خطئي، فكيف له أن يعيش من دون شهادة ميلاد على الرغم من حكم المحكمة لاسيما وأنه عرضة لمرض يصيبه فأين لي أن أعالجه، وإذا احتاج لتطعيم ضروري فأنى لي الحصول عليه وهو غير معترف به في الكويت، ولا أستطيع السفر به إلى مصر لأنه بلا أب رسمي يكفل له حقوقه؟»
المصدر : الراي