اخبار الساعة
لم يكن يتخيل الكهل اليمني محمد محمد حسن الحيمي وهو على مشارف النهاية من تحقيق حلمه أن الموت وقضاء الله سيكون الأقرب إليه بعد سنوات عديدة تنقل فيها بين مختلف المراحل الدراسية حتى وصل الى الجامعة.
قصة اليمني محمد الحيمي ليست ككل القصص، بل إنها استثنائية، فالرجل الذي قضى أغلب سنوات عمره أمياً وجد نفسه عاجزاً عن استرداد حقه المسلوب بعد حكم قضائي صدر ضده.
ويبدو أن مرارة الظلم قد غرست عزيمة فولاذية في قلب الرجل للتعلم ودراسة الشريعة والقانون حتى يتمكن من أخذ ما سلب منه.
لم يكتف بدراسة محو الأمية، واصل تعليمه بجد ومثابرة، وتدرج من مرحلة دراسة الى أخرى، وبعد سنوات من الجد والإجتهاد وتحصيل العلم استطاع الكهل محمد تجاوز المرحلة الثانوية.
التحق بعدها بالمعهد العالي للمعلمين بمدينة الحديدة، وفي عمر 67 سنة نال شهادة الدبلوم في تخصص التربية الإسلامية.
في ذلك الوقت شعر الحاج محمد بأن حلمه في أن يصير محامياً قد اقترب، سنتان في كلية الشريعة تلزمه كي ينال شهادة البكالوريوس ليدافع عن أرضه بنفسه، لكن قضاء الله وقدره كان أسرع من مراده وغايته، إذ أصابته "جلطة" فسقط ميتاً على إثرها.
مات الحاج محمد، وضاع حلمه في استرجاع ماله، لكنه فاز بعلمه وقدم للناس قصة استثنائية لكهل قهر بإرادته الجهل والأمية ليصبح بذلك قصة تروى على كل لسان.
المصدر : متابعات