أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، أنه سحب مشروع قراره الخاص بإلغاء برنامج "Obamacare" للتأمين الصحي المطروح للتصديق عليه من قبل الكونغرس.
وجاء في تغريدة نشرتها الصحيفة على حسابها في موقع "تويتر" أن ترامب قال: "لقد سحبنا للتو مشروع القانون".
ونقل مراسل الصحيفة، روبيرت كوستا، الذي تحدث معه ترامب، عن الرئيس قوله إن الجهود الرامية لتمرير مشروع القانون هذا قد توقفت في الوقت الراهن، معربا عن أمله في التوصل إلى "صفقة جيدة" حول نظام الرعاية الصحية مع الديمقراطيين في المستقبل.
ويأتي هذا التطور قبل دقائق عمليا من التصويت المتوقع في مجلس النواب، الغرفة الدنيا من الكونغرس، حول المشروع، إذ أوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أنه تبين أن الداعمين الجمهوريين لهذه الوثيقة لم يتمكنوا من الحصول على العدد الضروري من الأصوات لتمريرها.
وفي مؤتمر صحفي خاص عقده بهذا الصدد، أعلن رئيس مجلس النواب، الجمهوري بول رايان، أنه اقترح على ترام سحب مشروع القانون المذكور، موضحا: "تحدثت مع الرئيس منذ بعض الوقت وقلت له إن أفضل ما أستطيع أن أفعله حاليا هو سحب مشروع القانون، وهو وافق على هذا القرار".
ووصف رايان هذه النتيجة بأنها "فشل بلا شك"، مشيرا إلى أن برنامج "Obamacare" سيبقى قانونا في الولايات المتحدة على مدى المستقبل القريب.
وقال إنه لا يعلم ما هو الوقت الضروري لإلغاء هذا القانون، لكنه أشار إلى أن "هذا ليس نهاية القصة".
ومن الجدير بالذكر أن إلغاء برنامج التأمين الصحي المعروف بـ "Obamacare"والذي يعتبر من أهم منجزات الرئيس الأمريكي السابق أوباما، كان من أولويات الرئيس الأمريكي الحالي ترامب خلال حملته الانتخابية.
وأوضح رايان خلال المؤتمر أن الجمهوريين في مجلس النواب لم يتمكنوا من التوصل إلى توافق حول هذه الوثيقة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مجلس النواب الأمريكي يضم 435 عضوا، فيما تتوفر لدى الحزب الجمهوري 237 مقعدا هناك.
ويتطلب تبني أي مشروع قانون دعم أصوات 216 نائبا، علما بأن 5 من أعضاء المجلس لا يمتلكون حق التصويت.
وبالتالي، فإن إقرار هذه الوثيقة لا يحتاج إلى تأييد الديمقراطيين، الذين يمثلون أقلية في المجلس، إلا أنه تبين من سير المناقشات أن عددا من النواب الجمهوريين يعارضون بحزم مشروع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب القاضي بإلغاء برنامج أوباما للتأمين الصحي، ما يعني أن هذا المشروع لو أجري التصويت عليه لما تم تبنيه، الأمر الذي يدل على أن هذه الضربة الموجعة إلى ترامب وفريقه جاءت من بعض أعضاء حزبه الجمهوري.
يذكر أن إصلاح قانون الرعاية الصحية، الذي أقره الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، عام 2011 يقضي بتقديم معونات مالية لذوي الدخل المحدود لشراء التأمين الصحي، لكن القانون يلزم جميع المواطنين الأمريكيين بشراء التأمين الصحي الذي يعد الأغلى عالميا.