اخبار الساعة
بعد شهرين تقريبا من دخوله البيت الأبيض، بات واضحا ان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يدير الولايات المتحدة بالعقلية نفسها التي كان يدير بها شركاته العقارية، فقد حولها الى “عزبة” لتوظيف أصدقائه وابنائه واقاربه، في كسر لتقاليد ديمقراطية شفافة استمرت لاكثر من 300 عام.
اليوم أعلنت ابنته ايفانكا ترامب التي عينها مستشارة رسمية له، ان والدها الرئيس اصدر قرارا بتعيينها كموظفة اتحادية، مثلما هو حال زوجها الأمريكي الذين يعتنق الديانة اليهودية جاريد كوشنر، وسيكون لهما مكتبان في البيت الابيض.
صحيح ان السيدة ايفانكا مثل زوجها الذي بات الرجل الأقوى في الإدارة الجديدة، لا يتقاضيان أي راتب شهري، وهما على أي حال يمتلكان مئات الملايين من الدولارات، ولكنهما، ومن خلال هذا التعيين، يجسدان أوضح صور المحسوبية، والعائلية.
ومن الطبيعي، ونحن الذين نعاني كعرب ومسلمين، من تدخلات أمريكا العسكرية، التي خلقت خمس دول فاشلة تعمها الفوضى الدموية في منطقتنا، ووضع مواطني ست دول أخرى على قائمة المنع العنصرية، ان نشعر بالقلق والخوف معا من هذه الإدارة، وما يمكن ان تتخذه من قرارات، خاصة ان هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن عزمها تشكيل تحالفات على أسس طائفية، وتمهد للتدخل بشكل اكبر في بعض حروب المنطقة، على غرار تلك الملتهبة حاليا في سورية واليمن وليبيا.
والأخطر من هذا ان صهر الرئيس كوشنر وسفيره في تل أبيب ديفيد فريدمان، الى جانب مستشارين ومسؤولين آخرين معظمهم من مؤيدي إسرائيل، يؤكدون ان نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة بات وشيكا، وانه قرار لا رجعة فيه، وان هناك خطط لاستئناف المفاوضات بين العرب وإسرائيل لتكريس التطبيع، وفرض حلول تشّرع الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة.
الرئيس ترامب، ولتمرير هذه الرؤية الإسرائيلية التي يمليها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، ويتحمس لها الصهر كوشنر وفريدمان، سيستقبل ثلاثة زعماء عرب في الأيام العشرة المقبلة، وهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس.
هذه الإدارة “العائلية الطابع″ للبيت الأبيض، وان كانت تلتقي، بل تتطابق، مع نظيراتها في معظم الدول العربية، ان لم يكن كلها، ربما تؤدي سياساتها الشرق أوسطية الى تفاقم الحروب وسفك الدماء، وهنا مكمن الخطورة، ومصدر القلق.
مؤسف ان يثق قادة عرب في هذا الرئيس العنصري الذي يتجاوز كل الأعراف والارث الدستوري في بلاده، ويتطلعون للتعاون معه في وقت يرفضه معظم شعبه، وتؤكد استطلاعات الرأي انه الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة.
المصدر : متابعات