غادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر العاصمة اليمنية صنعاء بعد جولة مشاورات أجراها لأيام مع سائر الأفرقاء السياسيين في إطار مهمات المنظمة الدولية للرقابة على سير تنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن في شأن أزمة نقل السلطة في البلاد .

وقبيل مغادرته صنعاء أكد المبعوث الأممي في مؤتمر صحافي أن مجلس الأمن سيراقب تنفيذ الخطوات والإجراءات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في فبراير/ شباط المقبل وتهيئة الظروف لإنجاح المرحلة الثانية من اتفاق التسوية الخليجي، مؤكداً أن المجلس “سيتابع العملية السلمية في اليمن عن قرب”، كما حذر في الوقت ذاته من “عواقب ستطول من يظن أن بإمكانه عرقلة هذه العملية” .

وقال إن “الأمم المتحدة تريد رؤية يمن شوارعه ملك للشعب وليس للتشكيلات العسكرية أو المليشيات المسلحة وتسعى لتمكين اليمنيين من التمتع بحياتهم وتنمية مجتمعهم حيث يرسم القادة المدنيون مستقبل البلاد وليس من يحملون السلاح”، مؤكداً حق الشباب اليمني “في الحلم بدولة مدنية مبنية على أساس القانون وحقوق الإنسان وعلى حكومة الوفاق العمل لتحقيق مطالبهم” .

ولفت إلى أنه التقى خلال زيارته إلى اليمن “مئات اليمنيين من مختلف شرائح المجتمع والتيارات والأحزاب السياسية، فقد التقيت ممثلين عن الحراك الجنوبي والحوثيين ومئات الشبان في ساحة التغيير في صنعاء وممثلي الشباب في ساحات الاعتصام في كل من تعز وعدن .

وأوضح أن “اللجنة العسكرية تعهدت بخطوات سريعة لعودة الاستقرار عبر إزالة النقاط والحواجز وسحب المعسكرات ثكناتها وإعادة المليشيات إلى قراها بحلول 24 ديسمبر/ كانون الأول، وأشار إلى أن الاستعدادات مستمرة حالياً من أجل تنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة في الحادي والعشرين من فبراير/ شباط 2012 وستكون هناك حاجة لتعهدات جادة من قبل مختلف الأطراف إذا ما أريد أن تحقق الخطوات نحو الاستقرار نجاحاً” .

وأكد أن “الأمم المتحدة ستواصل انخراطها اللصيق ومراقبتها للتقدم المحرز في تنفيذ الخطوات المنصوص عليها في اتفاق المبادرة الخليجية، قائلاً إن “الوقت الآن ليس وقت الركون والرضا على ما تحقق خصوصاً أن الوضع في البلاد يبقى هشاً في حال لم يتم تنفيذ الاتفاق السياسي وحال عدم الالتزام والتعاون المتواصل من قبل القادة السياسيين في مختلف أنحاء البلاد”.