قول المنطق: إنه ليس من الموضوعي أن تكون للنظام الحاكم في اليمن مصلحة مباشرة في افتعال الأحداث الدموية التي شهدتها صنعاء، وأدت إلى سقوط 13 قتيلاً وعشرات الجرحى في مواجهات وقعت بين قوات الأمن والمشاركين في مسيرة "الحياة" الراجلة، التي قدمت من مدينة تعز.
ويُبنى على ذلك القول إن هناك أصابع خفية، تحاول تحريك الأمور في اتجاه يؤدي إلى إفشال المبادرة الخليجية، وإن إيران ليست بريئة مما حدث، إذ تعمل على تحريض بعض الحركات المؤيدة لطهران في اليمن، من أجل افتعال أزمات لإفشال التسوية السياسية القائمة، بوصفها الطريق الوحيدة نحو إنهاء الأزمة، وتحقيق الحد المنطقي من مطالب الثورة.
من المعلوم أن هناك قوى داخلية تعارض المبادرة الخليجية، وتريد إفشالها، حتى ولو كان الثمن إدخال البلاد في دهاليز الفوضى العارمة، وأن مصالح هذه القوى تتقاطع مع سعي إيران نحو القيام بدور في اليمن، وهو ما تؤيده أحداثٌ سابقة، وتدل عليه مؤشرات لاحقة، لعل أهمّها ما تتواتر به الأنباء عن ضخّ الأموال الإيرانية، بهدف التأثير في مسارات المبادرة الخليجية، وصرف الأنظار عن أي تقدم في هذا الصدد، عبر افتعال المواجهات، وتحويل التجمعات والمسيرات الشعبية عن منحاها السلمي، إلى المنحى المسلح.
إن التسوية السياسية التي ترعاها المبادرة الخليجية، تمثل سدا منيعا في وجه التغلغل الإيراني في الحياة السياسية، وفي نسيج المجتمع اليمني، مما يجعل سعي إيران لإفشالها فعلا بدهيّاً.
المطلوب من الدول الراعية للمبادرة، وفي ظل هذه التطورات، أن تعمل على التحرك نحو إنجازها سريعا، حتى يتم تجنب أي سيناريوهات ترُسم للبلاد السعيدة، من خلال دخول أطراف أخرى، تطمح إلى أن تكون لاعباً رئيساً في مستقبل اليمن.