من المقرّر أن تبدأ دور العرض السينمائي في الإمارات، يوم الـ10 من أغسطس/آب الجاري، ببث الفيلم الإماراتي “الرجال فقط عند الدفن”، وهو العمل الذي صُور في إيران، ويحتوي على “إشارات خاصة بالبالغين ومثلية حميمية”، ومن المقرر طرح الفيلم بعدة دول عربية أخرى عقب عرضه بدبي.
وكان الفيلم قد فاز قبل عام بجائزة “المهر” الإماراتي كأفضل فيلم طويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2016.
ويظهر في الكليب الدعائي له عدة مشاهد تظهر فيها امرأة ترتدي زي الرجال، بينما يظهر رجل بكامل زينة المرأة الخليجية وما ترتديه من حُلي في زفافها!
وبحسب الوصف الخاص بالفيلم على موقع الأفلام المشاركة في مهرجان دبي السينمائي 2016، “يعود إلى ما بعد انتهاء الحرب العراقية، في عام 1988، حيث ترحّب أم عمياء ببناتها لتكشف لهن عن سرٍ دفين، ولكنها تلقى حتفها قبل أن تتمكّن من ذلك، فيتوافد الزوّار لتعزية الأسرة، ومع كل زائرٍ جديد تصطدم البنات بمدى جهلهن بحياة أمهن وتاريخها، وفي زحمة انشغال الجميع في كشف النقاب عن السّر، تطرق بابهن امرأة تهزّ كيان البنات عند اكتشافهن أن الذي جمع بينها وبين أمهن كان أكثر من صداقة؛ بل العشق أيضاً”.
وبحسب ما نشر “هافينغتون بوست” فلا يكتفي الفيلم بالكشف عن علاقة المثلية بين الأم والسيدة التي اتضح أنها كانت ممرضتها؛ بل يتجاوز ذلك إلى الغوص في شخصية الأم، التي ادّعت إصابتها بالعمى؛ من أجل استدراج بناتها للحضور لرؤيتها قبل موتها.
علاقات مضطربة ومناقشة المحظور
الفيلم يلقي الضوء أيضاً على علاقة مضطربة تربط الابنة “غنيمة” بزوجها الذي “تضبطه” أكثر من مرة وهو يتفحص ملابس نساء بألوان زاهية وملمس حريري، ويظهر ذلك الزوج في الفيلم وهو يرتدي ملابس النساء.
أما الابنة الثانية “عائشة”، فهي الأخت الهاربة التي تعود للمنزل حاملًا في شهرها الأخير لتلد ابنها “شاهين” من رجل مجهول، ويقدمها الفيلم ضحية لعنف التقاليد الاجتماعية وتدخلات الموروث الديني والمذهبي الذي يقيم حواجز سميكة بين الحرية الفردية والقناعة الذاتية، والإملاءات الخارجية القاطعة والجبرية”، حسب وصف الناقد بدر الملا الكاتب في جريدة “الاتحاد” الإماراتية.
الناقد أشاد بمخرج العمل الإماراتي عبد الله الكعبي، الذي رأى أنه “اعتمد على حلول ذكية لإيصال شيفرات ورسائل الفيلم الضمنية .. والخطاب المباشر والمنهزم أمام السؤال الفلسفي والإشكالي حول توصيف الفرد، وحول قيمته ككائن جمالي مجنّح ومحلّق في فضاءات واسعة تتعالى فوق كل سجن وكل قيد وكل انتقاص يحدّ من حرية هذا الكائن، ومن نزوعه المستمر للاستقلالية والتغيير”.
إيران
الجدير بالذكر أن الكعبي تحدث، في لقاء سابق له مع صحيفة “البيان” الإمارتية، عن سبب اختيار التصوير في إيران، قائلاً: “السينما الإيرانية تحمل تاريخاً عريقاً، وأنا من أشد المعجبين بها، ولكن اختياري لتصوير العمل في إيران يرجع لأسباب عدة؛ من ضمنها أنني أنتجت الفيلم على نفقتي الخاصة، بالتعاون مع منتج إيراني، والتصوير هناك أقل تكلفة بكثير؛ الأمر الذي جعلني أستعين بوجوه عراقية وإيرانية لتجسيد مختلف الأدوار”.
وأشار إلى أن عنوان الفيلم “الرجال فقط عند الدفن” توارد إلى ذهنه بالصدفة، وتحديداً في مشهد الدفن، وقتها تساءل بعض أفراد الطاقم الفني عن غياب الشخصيات النسائية في هذا المشهد، فأجبتهم على الفور بأنه في العادات الخليجية الرجال فقط عند الدفن، وهنا جاءت فكرة الاسم التي تحمل الكثير من المعاني”.
“الرجال فقط عند الدفن”، من بطولة سليمة يعقوب، هبة صباح، عبد الرضا ناصري، سيناريو وإخراج الإماراتي عبد الله الكعبي، ويعد أول فيلم روائي طويل له.