أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

استطلاع يؤكد أن اسرائيل سبب موجة التفجيرات في تركيا مؤخراً

- باريس - خاص

 أكد استطلاع للرأي أجراه "مركز الدراسات العربي الأوروبي"، في باريس ، سبب موجة التفجيرات في تركيا مؤخراً هي توجيه ضربة تأديبية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والذي أظهر تصلباً في سياسته تجاه اسرائيل .
وبحسب بيان صدر عن المركز اليوم، فقد تبين أن 69.3 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع رأوا بأن إسرائيل تبعث بتلك الرسائل المتفجرة لتؤكد بأنها بإمكانها زعزعة استقرار الدولة التركية إن هي مضت في سياساتها الجديدة.
في حين رأى 21.8 رأوا بأن تجدد موجة التفجيرات في تركيا مؤخراً هي مؤامرة مفتعلة من قبل المؤسسة العسكرية التي تشعر بأنها باتت مهمشة في الحياة السياسية التركية بعد أن كانت هي الطليعة و الكل في الكل وهي ايضا ترى في توجيه الشبهات إلى إطراف أخرى كحزب العمال الكوردستاني .
واتهم 8.9 في المئة المشاركين العرب في استطلاع الرأى الذي أجراه المركز حول ما هي أسباب ودوافع تجدد موجة التفجيرات في تركيا مؤخراً بتأييدهم أردوغان الذي لا يؤمن بالحل الديمقراطي السلمي الحضاري لحل مشاكل شعوبه من الكورد والعرب وبقية الشعوب .
وانتهى مركز الدراسات العربي الاوروبي إلى نتيجة مفادُها : بعد هدنة طويلة استعادت خلالها تركيا انفاسها عادت موجة التفجيرات لتجتاح مناطق مختلفة ، وكانت ظاهرة عليها بصمات حزب العمال الكرستاني الذي يطالب بحكم ذاتي في مناطقه وكان هذا الحزب يلقى سابقاً الدعم من دول اقليمية عربية وغير عربية كانت على علاقة سيئة مع انقرة ، ولكن طرأ منذ فترة تحسناً كبيراً بين انقرة وجيرانها الأمر الذي انعكس سلباً على نشاط حزب العمال الكردستاني الذي خسر من كان يوفر له الملجأ والتمويل .
ويبدو ان جهات أخرى قد دخلت على خط دعم حزب العمال الكردستاني فأعادت تنشيطه ومده بما يحتاجه من دعم وتمويل لإشغال تركيا بأوضاعها الأمنية الداخلية وتدفيعها ثمن مواقفها السياسية المناوئة لإسرائيل والمؤيدة بالمطلق لحقوق الشعب الفلسطيني .
وكانت مواقف رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في عدوان غزة ومن ثم في اللقاء الشهير الذي جمعه مع رئيس اسرائيل شيمون بيريز في منتدى " دافوس " ومن ثم ارسال اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة خير دليل على التحول الكبير في السياسة التركية ويبدو ان المسؤولين الأتراك يعون تماماً حجم الضغوطات التي يتعرضون لها ، لا بل ان احد كبار مستشاري اردوغان ذهب الى حد التنويه بأن صيف تركيا قد يكون حاراً نتيجة مؤامرات تحاك ضدها .
وحتى لا يتحقق هذا التخوف فقد لجأت القوات التركية الى القيام بمعارك استباقية داخل الأراضي العراقية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني بعد ان لقيت دعماً من العراق نفسه ومن دول الجوار اضافة الى دعم من اكراد العراق .
وليس من السهل القضاء على انصار حزب العمال الكردستاني المتمترسين في مناطق جبلية وعرة ولكن بالإمكان الحد من مخاطر هجماتهم وتقليل اضرارها .
وإذا كانت تركيا لا زالت ترفع علناً شعار فك الحصار عن غزة ومطالبة تل ابيب بالإعتذار من انقرة وبدفع تعويضات الى ضحايا اسطول الحرية وبإعادة السفن المحتجزة وبتشكيل لجنة تحقيق دولية كشروط لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنها في السر لا بد انها تبعث برسائل الى تل ابيب تطالبها فيهاً بوقف تدخلها في الملف الكردي .
من هنا يمكن القول ان الهدوء على الجبهة الداخلية التركية مرهون بمدى الهدوء الذي قد يسود بين انقرة وتل ابيب .

Total time: 0.0558