اخبار الساعة - صنعاء
أثارت العمليات العسكرية التي شنها مسلحو الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة في محافظة أبين على مواقع عسكرية، وأوقعت زهاء 103 قتلى من الجنود وإصابة العشرات، مخاوف واسعة من قدرة هذا التنظيم على امتصاص الصدمات وإدارة حروب كبيرة قد تتجاوز في تهديدها اليمن إلى المنطقة والعالم، وخصوصاً بعدما صار لهذا التنظيم موطئ قدم على طول الشريط الساحلي الجنوبي لليمن ما يجعل خطوط الملاحة الدولية المارة في هذه المنطقة في مرمى القاعدة .
وعلى الرغم من لجوء السلطات اليمنية إلى التقليل من شأن الهجمات الأخيرة إلا أن الحصيلة الأخيرة للضحايا التي ناهز فيها عديد القتلى من الجنود ال103 قدمت دليلاً قوياً على قدرة التنظيم الأصولي على إدارة حرب كبيرة والسيطرة على مدن وخوض مواجهات ندية مباشرة مع جيوش نظامية .
وأثبت التنظيم هذه القدرة في الهجمات التي شنها الأحد في إطار ما سماه عملية “قطع الذنب” والتي هاجم فيها قوات اللواء 39 مدرع المرابط في منطقة الكود وكذلك قوات اللواء 115 مشاة في منطقة دوفس والتي الحق بها ضربات موجعة خلال ساعات قليلة وتمكن خلالها من السيطرة على مواقع عسكرية استراتيجية بعتادها الحربي المتوسط والثقيل .
وأكثر من ذلك عملية الالتفاف التي نفذها عدد محدود من عناصره باستخدام زوارق حربية ونجح فيها في الوصول إلى مؤخرة الجيش وشن هجمات مباغتة كبدت القوات الحكومية الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وخصوصا بعدما أرغم قوات الجيش على تركيز ضرباتها ونشر قواتها في مناطق بعيدة بعدما شن هجمات بسيارات مفخخة ولم تكن في الواقع سوى محاولات للتمويه على قوات الجيش التي تحركت إلى مناطق الانفجارات قبل أن يدهمها مقاتلو القاعدة بأسلحة ثقيلة من الخلف .
وتفيد التقارير الميدانية أن مسلحي التنظيم شنوا هجمات مباغتة على كتيبة المدفعية والدبابات المشتركة المرابطة بوادي دوفس مستغلين حالة الغفلة التي كان الجنود عليها، وتمكنوا من السيطرة على العديد من الأطقم والمصفحات وراجمات الصواريخ وعدد من الأسلحة الرشاشة في ظل مواجهات سريعة مع ما تبقى من الجنود الذين أسر منهم زهاء 57 جنديا أكثرهم من أفراد الكتيبة والتوجه بهم مع العتاد والسلاح إلى منطقة جعار، قبل أن يشنوا هجمات أخرى على مواقع الجيش في جبهتي زنجبار والكود .
واستعانت صنعاء بوحدات من قوات المارينز الأمريكية في العملية العسكرية التي شنتها صباحا لاستعادة المواقع العسكرية التي سيطر عليها مسلحو التنظيم ومنها موقع اللواء 39 مدرع الذي حصل منه المسلحون على ترسانة سلاح متطورة شملت أسلحة ثقيلة ومتوسطة بما فيها الدبابات والمضادات الأرضية والصواريخ واستخدمها تاليا في مهاجمة قوات اللواء ال 115 مشاة بشكل والسيطرة على الوضع الميداني في ساعات .
بيد أن الغارات التي شنها الطيران الحربي اليمني ودمر فيها الكثير من الآليات الحربية الثقيلة والتي سيطر عليها المسلحون، قللت من خطر التسليح المتطور الذي صار بيد التنظيم الأصولي إلا أن تقارير كشفت عن تحركات باشرها المسلحون لإخفاء الكثير من العتاد العسكري الثقيل قبيل الغارات التي شنها الجيش على مواقعهم في مناطق دوفس والكود وزنجبار، في سيناريو بدا مشابهاً كثيراً للسيناريو الذي اعتمده عندما اقتحم الجيش مدينة زنجبار بعدما كان مسلحو التنظيم قد أخفوا كثيراً من الأسلحة التي استولوا عليها من مواقع الجيش غداة عمليات الانسحاب المريبة لقوات الجيش من مواقع عسكرية كانت ترسانتها لقمة سائغة لهم . بدا ذلك واضحاً في الاحتفال الذي نظمه عناصر التنظيم ليلاً في مدينة جعار حيث أطلقوا النار في الهواء ورددوا الأناشيد والهتافات احتفالا بالنصر على قوات الجيش فيما كانت آليات عسكرية ثقيلة تسير في الشارع لاستعراض ما غنموه في عملية “قطع الذنب” .
ويرى عسكريون أن عملية القاعدة هذه أربكت تماماً السلطات اليمنية خصوصاً أنها كشفت عن تطور كبير لدى مسلحي “القاعدة” واعتمادهم المناورة في الحفاظ على قواتهم سليمة بعد كل العمليات العسكرية الكبيرة التي شنها الجيش عليهم وآخرها العملية التي افلح فيها الجيش من تحرير مدينة زنجبار التي خضعت لأشهر عدة لسيطرة مسلحي القاعدة .
المصدر : الخليج