أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

مناهضو الحرب ببريطانيا يهددون بالعصيان

- عبد الكريم الحزمي
رفضت محكمة بريطانية مؤخرًا التماس نشطاء سلام يعتصمون بساحة مجلس العموم، احتجاجًا على الحرب في أفغانستان، لمواصلة احتجاجهم السلمي، لكنهم أبدوا إصرارًا على استمرار الاعتصام ورفض تنفيذ الحكم مهددين بالعصيان المدني وبمقاومة عمليات إجلائهم بالقوة.
ويرفض المشاركون في الاحتجاج الاستمرار في الحرب بأفغانستان في وقت ارتفعت فيه حصيلة القتلى في صفوف القوات البريطانية هناك إلى حصيلة قياسية تجاوزت 320 قتيل حتى الآن، وهو أعلى معدل من الخسائر منذ الحرب العالمية الثانية، فيما كشف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في 25 يونيو أنه يرغب في انسحاب القوات البريطانية في غضون خمس سنوات من دون تحديد جدول زمني.
قرار سياسي
واعتبر نشطاء "معسكر الديمقراطية" أن قرار المحكمة منع الاحتجاج في "القرية الديمقراطية" التي أقاموها في ساحة مجلس العموم اتخذ على أساس سياسي، وأعلنوا عصيانهم لأمر المحكمة التي قضت الجمعة الماضي بأن لعمدة لندن بوريس جونسون الحق في اتخاذ قرار بطردهم من تلك الساحة.
وفي الوقت الذي دعا فيه عمدة لندن المتظاهرين إلى احترام قرار المحكمة وترك المنطقة سلميًا، هدد بعض نشطاء المجموعة بالعصيان المدني داخل وحول البرلمان، وأعلنوا "حربًا على دعاة الحرب في البرلمان"، ومن يودون أن يتواصل قتل الجنود البريطانيين في أفغانستان، بحسب ما نقل موقع "الجزيرة نت".
وكان مناهضو الحرب وناشطون في مجال تغير المناخ احتلوا الساحة التاريخية بوسط العاصمة (بارلمنت سكوير) في مطلع مايو الماضي، وأقاموا مخيمهم الاحتجاجي أمام ساعة بيج بن الشهيرة بوسط لندن لتسليط الضوء على ضحايا الحرب في أفغانستان، وبهدف ما وصفوه مقاومة الظلم.
و"قرية الديمقراطية" هي عبارة عن مخيم صغير يضم سرادق ومطبخًا وموقد غاز، وخزان ماء ودوارات مياه من القش، وأكثر من 40 خيمة صغيرة، وحديقة نباتية زرع فيها خضار وفاكهة الفراولة، وطاحونة هواء، وقاربًا زين بالشعارات المؤيدة لفلسطين.
ضريبة للقتل
وقال أحد المشاركين في المخيم، وهو مخرج أفلام يدعى دين بايكيت إنه لا يريد للضرائب التي يدفعها أن تذهب للحروب وأعمال القتل ضد المدنيين الأبرياء في أفغانستان والعراق، فيما وصفه بكذبة الحكومة الكبرى في حربها ضد "الإرهاب".
وأوضح أن احتجاجهم هو للمطالبة بسحب القوات من أفغانستان لإنهاء مسلسل القتل اليومي للجنود والمدنيين على حد سواء، مشيرًا إلى أن هذه الحرب ليست ضد "الإرهابيين"، بل هي حرب الولايات المتحدة والغرب للسيطرة على العالم وإخضاع الشرق الأوسط بشكل دائم.
ويتمركز تسعة آلاف جندي بريطاني ضمن القوة التي يقودها حلف "الناتو في أفغانستان معظمهم في إقليم هلمند الذي يوصف بأنه معقل للمقاومة.
وكانت القوات البريطانية سلمت نظيرتها الأمريكية مهام القيادة في هلمند جنوبي أفغانستان الشهر الماضي، بينما تخطط للانسحاب من منطقة سنجين، إحدى أخطر المناطق في هلمند، وتسليم المسئولية إلى القوات الأمريكية قبل نهاية العام الجاري.
وقتل جندي أفغاني ثلاثة من عناصر القوات البريطانية في هجوم على قاعدة بإقليم هلمند الثلاثاء الماضي. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، برر الجندي الهجوم بالاستياء من سلوك البريطانيين في هلمند، واتهم القوات البريطانية بقتل مدنيين وأطفال، معتبرًا أن وجودهم في البلاد لا يهدف إلى إحلال الأمن وإعادة الإعمار.
المصدر : وكالات

Total time: 0.0481