اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
ويعد هذا أبرز اعتراض على بناء المسجد الذي هو جزء من مشروع متكامل يحمل اسم "مساكن قرطبة" ويتألف من 15 طابقًا، ويضم أيضًا معارض فنية ومسابح ومراكز رياضية، وقد طرح المشروع من قبل "مبادرة قرطبة" و"الجمعية الأمريكية لتقدم المسلمين" وهما جهتان مستقلتان تعملان لتحسين التفاهم وزيادة الحوار بين الأديان المختلفة.
وتوجهت بالين برسالة عبر صفحتها على موقع "تويتر" الاجتماعي، قالت فيها: "أيها المسلمون الساعون إلى السلام أرجوكم افهموا أن المسجد في الموقع صفر (ما كان يعرف لموقع برجيّ التجارة العالمية في نيويورك) هو استفزاز غير ضروري وهو يطعن في القلوب".
وناشدت بالين المسلمين رفض بناء المسجد من أجل عملية "الشفاء"، كما طلبت من سكان نيويورك "المسالمين" رفض بناء المسجد "إن كانوا يعتقدون أن الألم الكارثي الذي تم التسبب به في موقع برجيّ التجارة العالمية شديد جداً وحقيقي جداً".
وحظي المشروع بموافقة لجنة استشارية ببلدية مانهاتن، فيما ينتظر أن تعقد لجنة المحافظة على المعالم في مدينة نيويورك اجتماعًا الشهر المقبل حول ما إذا كان يمكن اعتبار المبنى الذي سيضم المسجد، معلمًا تاريخيًا ما قد يحول دون هدمه.
وكانت قناتا "سي بي أس" و"أن بي سي" الأمريكيتان رفضتا أخيرًا عرض إعلان يعارض بناء المسجد، ويدعو إلى وقف بناء ما وصف بأنه سيكون بمثابة نصب لذكرى "الانتصار" في هجمات 11 سبتمبر.
ويقول الإعلان الذي ترعاه مجموعة الصندوق الوطني الجمهوري وتبلغ مدته دقيقة واحدة "في 11 سبتمبر أعلنوا الحرب علينا"، مع خلفية صور إسلاميين يطلقون النار والطائرات المخطوفة التي صدمت مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001. وتابع "المسجد هو نصب لذكرى انتصارهم ودعوة إلى المزيد (...) شاركوا في معركة القضاء على مسجد جراوند زيرو".
ويقول رو شيفي، عضو اللجنة الاستشارية ببلدية مانهاتن التي يقع في نطاقها المكان المخصص لإقامة المسجد إن "المشروع حظي بموافقة جماعية من قبل أعضاء اللجنة، خاصة وأن المنطقة بحاجة لمراكز اجتماعية".
وأضاف: "الأرض ملك أصحاب المشروع والبناء لن يؤثر على طبيعة "المنطقة صفر"- في إشارة إلى موقع برجي مركز التجارة العالمي- وقد عرضوا المشروع أمامنا بشكل طوعي لإطلاعنا على خططهم وأخذ رأينا بالموضوع".
وتصاعدت النظرة العنصرية تجاه المسلمين الذي يعيشون بالولايات المتحدة البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة منذ وقوع هجمات سبتمبر، رغم أنهم سارعوا إلى إدانة هذا العمل، والذي يعتبره الكثيرون لا علاقة للمسلمين به.
ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاعتداء على المساجد من قبل عنصريين، وممارسات مهينة لمشاعر المسلمين، أو لأي مظهر إسلامي، ودأب المسلمون على الشكوى من سوء المعاملة والنظرة العنصرية تجاههم.
المصدر : وكالات
