اخبار الساعة

المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية يعقد ندوة علمية حول " الطرق المؤدية إلى اجتياز اليمن الأوضاع الراهنة وصولاً إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة ".

اخبار الساعة - المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية بتاريخ: 29-06-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (2809) قراءة

عقد بمقر المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية ندوة علمية حول " الطرق المؤدية إلى اجتياز اليمن الأوضاع الراهنة وصولاً إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة ".

     وقد بُدأت الندوة بكلمة لسعادة السفير الدكتور / علي عبد القوي الغفاري رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية رحب فيها باللواء الركن / يحي محمد الشامي والأستاذ /محمد علي أبو لحوم والحاضرين جميعا . واستعرض فيها أهمية عقد مثل هذه الندوات مؤكداً على أنه في الوقت الذي يحرص فيه المركز على انتقاء الموضوعات الهامة الملامسة لهموم الوطن والمواطن، يعمد إلى اختيار ودعوة الشخصيات الوطنية الهامة للاستفادة من خبراتها وتجاربها . كما أكد الدكتور/علي الغفاري على أهمية هذه الندوة التي تأتي في وقت بدأت فيه ثورات الربيع العربي تحقق نجاحات هامة كما هو الحال بالنسبة لثورة 25 يناير المصرية ، والتي أعتبر نجاحها بمثابة نجاح للثورة اليمنية ولثورات الربيع العربي الأخرى ، فلأول مرة في تاريخ مصر يصل شخص مدني إلى سدة الحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة ، وهو ما يمثل ثمرة من ثمرات ثورة 25 يناير2011م .

    بعد ذلك قام الدكتور / محمد صالح قرعة رئيس الجلسة بتقديم اللواء الركن / يحي محمد الشامي وهو الشخصية المعروفة والبارزة كواحد من أهم رجالات اليمن البارزين .

     ثم قام اللواء الركن / يحي محمد الشامي بإلقاء محاضرته القيمة مؤكدا في البداية على أن هذه المحاضرة تمثل وجهة نظره الشخصية ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر تنظيم العدالة والبناء الذي يشغل فيه منصب نائب رئيس اللجنة التحضيرية .

   وقد استهل اللواء / يحي الشامي محاضرته بقوله تعالى " إن الله لا يصلح عمل المفسدين " .

 

 

   وقد تمحورت المحاضرة حول ثلاثة أبعاد رئيسية هي :

البعد الأول : وهو البعد الخاص بإرهاصات ثورة الشباب السلمية وتطوراتها :

      وقد تناول فيه سلبيات ومساوئ النظام السابق وما ترتب عليها من وصول الأوضاع اليمنية إلى مرحلة عجز فيها النظام عن تداركها ، الأمر الذي هيأ البيئة الخصبة لنضوج الفعل الثوري وانطلاق ثورة الشاب السلمية في 11 فبراير 2011م .

     كما تناول تطورات ثورة الشباب السلمية مشيرا بصفة خاصة إلى جمعة الكرامة التي مثلت نقطة مفصلية في مسيرة الثورة اليمنية ، وإلى المبادرة الخليجية في نسختها الأخيرة وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي أعتبرها السبب الرئيسي في إجهاض ثورة الشباب السلمية وحرفها عن مسارها الحقيقي ، حيث ترتب عليها ما يأتي :

  1. حولت مفهوم الثورة إلى أزمة والتغيير الجذري الشامل إلى تسوية سياسية .
  2. ضمنت لرموز النظام السابق وبعض أفراد العائلة الحاكمة البقاء في السلطة والاستمرار في ممارسة العمل السياسي .
  3. الحيلولة دون قيام الدولة المدنية اليمنية الحديثة .
  4. حلت المبادرة محل الدستور والقانون .
  5. تمخض عنها وجود حكومة محاصصة غير متجانسة .
  6. فرضت قانوني الحصانة والعدالة الانتقالية واللذان لم تفسر موادهما حتى الآن .

  واختتم هذا البعد بالقول أن مسئولية التغيير تقع على أبناء الوطن امتثالاً لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " .

وعملاً بقول الشاعر العربي :    لا يرتقي شعب إلى أوج العلا : ما لم يكن بانوه من أبنائه .

 

 

 

البعد الثاني : والذي تناول فيه المهام والواجبات العاجلة للمرحلة الانتقالية :

   وفيه تناول عدد من المهام العاجلة للوفاء بمتطلبات المرحلة الانتقالية . ولعل من أبرز هذه المهام هو إعادة البناء المؤسسي الشامل وفق خطط علمية ، وتشكيل حكومة تكنوقراط باعتبارها السبيل الوحيد لتجاوز الصعوبات والمشاكل الراهنة .

   وأكد على أن من المهام العاجلة في المرحلة الانتقالية توفير الخدمات الأساسية للمواطنين ، والعمل على استقرار الأوضاع الأمنية وإعادة البناء الروحي والقيمي والاجتماعي الذي أفسده النظام السابق .

    كما تناول هذا البعد من المحاضرة عدد من المهام في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية .

 

البعد الثالث : سلط فيه الضوء على أسس ومتطلبات الحوار الوطني :

    وفيه تم طرح تصورات لأسس ومتطلبات الحوار الوطني ، ولعل أهم ما جاء فيه هو ضرورة التمثيل المتساوي وتوسيع المشاركة في مؤتمر الحوار ، ووضع أسس الدولة الفيدرالية (الأقاليم) وتدوير رئاسة الدولة بين رؤساء الأقاليم .

     بعد ذلك تم فتح باب النقاش أمام الحاضرين ، حيث قام عدد كبير من الحاضرين بالتعقيب على المحاضرة سواء من خلال طرح التساؤلات أو تقديم تصورات ورؤى معينة ، وهو أمر - لا شك – قد أسهم في إثراء هذه الندوة .

   وقد حضر الندوة عدد كبير من الشخصيات الوطنية والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين.

   وفي نهاية الندوة اختتم رئيس الجلسة د/ محمد قرعة الندوة بكلمة ختامية شكر الدكتور /علي الغفاري على إقامة مثل هذه الندوات المتميزة في موضوعاتها وفي حضورها . كما قدم الشكر للواء الركن / يحي محمد الشامي على محاضرته القيمة والتي يأمل أن تجد طريقها إلى أن تكون لبنة في جدار الاصطفاف الوطني . كما شكر فيها كل الحاضرين الذين أسهموا في إثراء الندوة .

اقرأ ايضا: