صحيفة (وول ستريت جورنال): فرع القاعدة في اليمن هو من هدد أمريكا وليس الظواهري
نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع أن المخطط الذي دفع الولايات المتحدة إلى إغلاق 19 مكتباً دبلوماسياً يقف خلفه فرع القاعدة في اليمن، وليس زعيم التنظيم، أيمن الظواهري.
وقال المسؤول الرفيع الذي لم يكشف عن اسمه إن الظواهري لا يدير المخطط الذي يقلقنا، والذي مصدره اليمن، غير أن أشار إلى أن الأخير وفّر الدعم والوحي له، معتبراً أن إعطاء الظواهري بركته للمخطط يختلف جداً عن إصداره بنفسه أمراً بتنفيذه، أو عن قدرته على شن هجوم شبيه بهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر" 2011.
وكان مسؤولون أميركييون حاليون وسابقون قالوا إن الاتصالات التي تم رصدها بين الظواهري وزعيم فرع القاعدة في اليمن، ناصر الوهيشي، أظهرت الوهيشي وهو يعرض مخططه للهجوم، بحثاً منه عن موافقة ضمنية من جانب الظواهري، وهو ما حصل عليه. وحاول المسؤول توضيح العلاقة بين الاتصالات المرصودة والمخطط الذي قدمته القاعدة وفروعها، وبخاصة فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأضاف أن فكرة أن الظواهري يدير فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية في تنفيذ هذا المخطط أمر غير دقيق، غير أنه لفت إلى أنه لا يخفى على أحد أنه (الظواهري) سيدعم أي جهد لمهاجمة الأميركيين.
غير أن المسؤول أكّد أن واشنطن لا تزال تعتقد أن الظواهري لا يزال يشكّل خطراً، في إشارة منه إلى العمليات التي يتم تنفيذها في المناطق القبلية في باكستان، إلا أنه أشار إلى أن القيادة الباكستانية للقاعدة لا تمتلك القدرة في الوقت الحالي، مثل القدرة التي كانت تمتلكها منذ عام، على شن هجوم واسع النطاق.
ومن جهته، وصف بروس هوفمان، البروفسور المتخصص بتنظيم القاعدة، العلاقة بين قيادتها وفروعها بالطريقة عينها، مشيراً إلى أن الظواهري يريد إرشادها (الفروع) وتشجيعها، لا إدارتها.
ويتماشى هذا الوصف للعلاقات بين قيادة القاعدة وفروعها مع تحذيرات حالية وسابقة من مسؤولين رفيعين آخرين يقولون إن فرع القاعدة في اليمن أصبح يشكل التهديد الإرهابي الأكبر على الأراضي الأميركية.
وعلّق هوفمان على ترقية الظواهري للوهيشي إلى منصب المدير العام للتنظيم، معتبراً أن هذه الخطوة تشير إلى ثقة كبيرة بفروع القاعدة، وهي دليل على أن قيادة القاعدة ستعمل من خلال فروعها وجماعات تابعة لها".
يذكر أن الظواهري رقى الوهيشي إلى منصب المدير العام للتنظيم، ما دفع بعض المسؤولين الأميركيين إلى اعتباره الرجل الثاني في التنظيم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أمرت بإغلاق 19 سفارة لها بسبب خطر الهجمات الإرهابية على أهداف ومصالح غربية، كما دعت رعاياها إلى مغادرة اليمن فوراً، وأصدرت تحذيراً عالمياً لمواطنيها من السفر، بخاصة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.