من أزمتنا: تدمير القديم.. ولا جديد
إذا كان المجتمع قادرا على هدم القديم،أي قديم وبناء جديد مكانه، فتلك سنة الحياة، أن يتنحى القديم ليوسع للجديد، ولكن أن تهدم شيئاً ثم تعجز عن بناء جديد مكانه،فذالك فشل، بل نكبة.
يقول د غليون ))إن فهم الأزمة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع العربي ، والتي تتجسد بنظرنا في عجز التحديث عن تقديم إمكانية لنشوء أخلاق عقلية في الوقت الذي يدمر فيه بأنتظام السند الديني للأخلاق ،يرجع ذلك إلى أسباب نابغة من طبيعة الحداثة نفسها، وإلى أسباب أخرى نابغة من الثقافة العربية ومن العلاقة الخاصة التي تربط بين الدين والمجتمع.
فبعكس ما حصل في الغرب ، فقد نجح الاسلام منذ أيامه الأولى، في أن يوحد بين الدين كمصدر لأخلاق فردية خاصة، وبين الشريعة كمصدر لنظام اجتماعي سياسي مدني،ولعل ذلك راجع إلى أن الإسلام أستطاع منذ البداية أن يوفق بين حاجات الحرية الشخصية ،وحاجات بناء السلطة، ولم يضطر إلى إحداث القطعية بينهما.