بيان جمعية التجديد في انتصار "شعب" مصر
في يومٍ من أيّام الله؛ "يوم الطوفان"، أغرق طوفانُ الأحرار فرعون مصر، وأسدل الستارُ على حقبة مريرةٍ سوداء من القمع والتآمر والنهب والاستبداد والاستعباد، وبدماء الشهداء الطاهرة كتبت صفحة مشرقة سيبقى ضياؤها متوهّجاً كما الشمس المشرقة، فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر المؤمنين بالحرّية والعدل والحقّ وبالثقة في التغيير، الشرفاء التائقين للانعتاق من نير صنم التبعية وذلّ الارتهان، سلائل مصر العروبة والحرية والإيمان.
شباب مصر الأوفياء لتاريخها وعراقتها وانتمائها كانوا شرارة هذه الثورة المباركة، وخيوط أنوار فجر التغيير الأولى، فهم نفحةُ روحٍ قدسيّة بثها الله في شعب مصر فاستفاق يستعيد جوهر إنسانيته وكرامته المفقود، وهبّ جميعاً بألوان إنسانه وأديانه ليُحيي قيمه المنتمي إليها، قيَم قد خبت تحت رماد الفقر والحرمان، أو بطش وطغيان، قد عطل أو قتل الطاقات المبدعة لأكثر من ثلاثة عقود، تخلّت مصر فيها عن دورها المجيد كمحلّ الرأس من الجسد في نهضة هذه الأمة ورشد مسيرتها.
إنّنا على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة بدأت تتبلور معالمها، ويتكشّف أفقها، مرحلة تتطلّب أعلى درجات اليقظة والحذر حتى تكتمل بهجة الانتصارات وتتراكم منجزاتها، فالمتربّصون بعنفوان انتصارات شعوب أمّتنا كُثر، يحيكون لها في غفلتها وفي ظلمات الغرف السوداء ما يخطف جوهر فرحتها العارمة، فيزلقونها في المتاهات ويفرغون إنجازاتها الإعجازيّة من مضامينها.
نبارك لشعب مصر العظيم انبلاج باكورة صبحه الجديد، ونحتسب عند الله شهداءه الأطهار الحاليّين والماضين، الذين خطّوا بدمائهم أسطر صحيفة حرّيته، ونبارك لأمتنا المتوثّبة هذا الفجر الساطع علينا ببشارات آمال بزوغ عصر العدل والقسط والحرية والكرامة.
حمى الله مصر وبلّغها كامل انتصارها، وسدّد وثبّت خطى أبناء أمتنا السائرة على مدارج تحقيق العزّة ونيل الحقوق، في مشوارها نحو سلامٍ عالميّ توأمُه الكرامة والتحرّر.
جمعية التجديد الثقافية
11 فبراير 2011