حذر وا من قيام "كيان وهمي" بالصحراء:"خبراء امريكيون يؤكدون: المغرب "سيظل يشكل استثناء" في منطقة عربية معرضة لانتفاضات شعبية
حذر الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية وقضايا الإرهاب, بيتر فام من مخاطر "كيان وهمي" بالصحراء غير قادر على حكم نفسه بنفسه, وقابل لأن يشكل ملاذا وبؤرة للأنشطة الإرهابية لتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي).
وأكد بيتر فام, الذي نقل أقواله (راديو صوت أمريكا) الأسبوع الجاري, أن المجتمع الدولي "مطالب بأن لا يعترف بأي حركة انفصالية غير قادرة على ضمان وجودها وبقائها"..مؤكداً في هذا السياق , أن (البوليساريو) الذي يواصل احتجاز بضع عشرات الآلاف من الأشخاص داخل مخيمات تندوف, لا تتوفر له موارد طبيعية ولا إمكانيات مالية تضمن العيش والاستقرار في المنطقة.
وحسب الخبير الأمريكي, وهو أيضا النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسياسة الأمريكية, فإنه "يتوجب على كل دولة جديرة بحمل هذا الإسم أن تساهم في الأمن الإقليمي", مسجلا, في هذا الصدد, أن بعض أعضاء جبهة(البوليساريو) متورطون شخصيا في أنشطة إرهابية وإجرامية, وبذلك هم يساهمون في عدم أمن واستقرار المنطقة.
وأعرب بيتر فام, الذي صدرت له مؤلفات وكتابات عدة حول النزاعات بالقارة, عن أسفه لكون المطالب الانفصالية لـ(البوليساريو) ساهمت, أيضا, في عرقلة التعاون في مجال محاربة الإرهاب, وكذا في مجالات أخرى بين البلدين القويين بالمنطقة, المغرب والجزائر.
وكان هذا الخبير الأمريكي قد كشف, مؤخرا, أنه بفضل الموارد الجديدة المتحصلة من عمليات الخطف وطلب الفديات, أصبح تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) يتوفر على وسائل تعويض مرتزقة (البوليساريو) عن خدماتهم, لضمان نجاح عملياته الإرهابية بالمنطقة.
وفي هذا الإطار, أكدت المجلة الأمريكية (فورينغ بوليسي), مؤخرا, أن الاعتقالات التي جرت في صفوف عناصر (البوليساريو) من قبل بلدان بالمنطقة تؤكد تورط هذه المجموعة في الاتجار في الأسلحة والمخدرات والمساعدات الإنسانية, بتحالف مع فرع (القاعدة) بشمال إفريقيا.
وذكرت المجلة, في هذا الصدد, بإطلاق السلطات الموريتانية, مؤخرا, سراح عمر الصحراوي, أحد "مقاتلي (البوليساريو)", الذي كان قد خطف ثلاثة عمال إغاثة أسبان في نوفمبر 2009 لحساب (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي), مضيفة أن خبراء ومجموعات تفكير أمريكية أشاروا إلى اعتقال نحو 20 عنصرا آخرين من الانفصاليين لعلاقتهم بعملية الخطف هاته.
من جانبها أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أواخر الاسبوع المنصرم، أن المغرب سيظل يشكل، بفضل "استقراره الكبير"، "استثناء" في المنطقة العربية التي لاتزال فيها بعض البلدان عرضة للانتفاضات الشعبية.
وأبرز تحليل لـ"كاثرين مارشال"، وهي عضو بارز في مركز بيركلي للأديان والسلام والشؤون الدولية التابع لجامعة جورج تاون بواشنطن، أن "المغرب سيظل يشكل استثناء بفضل استقراره الكبير الذي يحصنه ضد الانتفاضات الشعبية، التي اندلعت بشكل أكبر في اتجاه الجزء الشرقي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأوضحت أن "الاستثناء المغربي"، الذي يتمحور بالخصوص حول مشهد سياسي نشيط وحيوي، يستمد قوته "من ملكية دستورية يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة قرون"، مبرزة الإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش.
وأضافت كاثرين مارشال، التي قامت مؤخرا بزيارة للمغرب، أن عملية الإصلاح، التي تمضي قدما بفضل "نهج ملكي حريص على رفاه الشعب"، تشمل الإقتصاد، والتربية، وحقوق الإنسان، ومدونة الأسرة التي "تتميز في العالم الإسلامي بطابعها الرائد والمتبصر".
وبعد أن أبرزت "الإلتزام الفعال" للمغرب في حوار الثقافات والحضارات، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، هو سبط الرسول سيدنا محمد، وحامي حمى الملة والدين، وهو ما يسم المملكة بطابع "مميز ومتفرد".
وفي السياق ذاته، كانت القناة الإعلامية الأمريكية (فوكس نيوز) قد أكدت يوم السبت الماضي، أن الإستقرار السياسي بالمغرب، الذي يستمد قوته من تجذره "العريق" و"الشعبي"، يشكل "نموذجا جديرا بالتأمل" في مناخ إقليمي مطبوع بالتغيير في تونس، وبانتفاضة شعبية في مصر.
وقالت (فوكس نيوز)، في تحليل بعنوان "الإستثناء المغربي"، إن "الإستقرار السياسي بالمغرب، الذي تؤمنه ملكية عريقة، يشكل نموذجا جديرا بالتأمل في وقت تتضح فيه معالم استراتيجية تستجيب للتطلعات المشروعة للجماهير العربية، مع الحفاظ على استقرار المنطقة".