قيادي في الإصلاح :هادي فشل في الحسم
نفى رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح سعيد شمسان أن "يكون الحزب طرفا في معادلة الصراع مع الحوثيين شمال اليمن"، مضيفا أن "اليمن تتجه إلى بر الأمان، في ظل توافق كل القوى السياسية على مخرجات الحوار الوطني".
وأشار في لقاء خاص ل-"عربي 21" إلى أن "الرئيس عبدربه منصور هادي، فشل في اتخاذ العديد من القرارات الحاسمة في لحظات تستدعي ذلك".
وأوضح بأنه "ليس هناك علاقة بين حزب الإصلاح والسعودية، ولكن هناك احترام متبادل، مؤكدا بأن "مشكلة الإصلاح مع حزب المؤتمر تكمن في وجود الرئيس السابق علي صالح ومجموعات داخل الحزب تثير الفتن، وتمارس أعمال العنف".
ولفت إلى أن "ما يحدث في مصر، سياسية مرفوضة"، واصفا ما حدث بأنه انقلاب عسكري على شرعية الشعب المصري".
ما الذي يجري في اليمن؟
شمسان: اعتقد أن المتابع لمجريات الأحداث على الساحة اليمنية، يشعر بشيء من القلق إزاء الاختلالات القائمة، حيث وأننا نعيش وضعا اقتصاديا مترديا إلى درجة كبيرة، وما يتعلق بالحالة الأمنية التي تسود المشهد اليمني، أما المستجدات السياسية، فمن الطبيعي أن تكون الأمور بهذا الشكل، بعد التوافق على المبادرة الخليجية، وكذلك ما تم تحقيقه من خلال مؤتمر الحوار الوطني، وهناك قضايا مهمة تشكل إشكاليات حقيقة في البلاد.
وحقيقةً، فإن المجتمع الدولي معنّي بدعم اليمن في هذه المرحلة، حتى تقف على قدميها، وتسير بالاتجاه الصحيح، ونحن نعتقد جازمين أنه إذا تمت معالجة المشكلة الاقتصادية، فإن ذلك سينعكس إيجابيا على المسار السياسي، والأوضاع الأخرى على مستوى الساحة اليمنية.
في ظل ما ذكرت إلى أين تتجه اليمن؟
شمسان: اليمن، تتجه إلى بر الأمان، خاصة وأن القوى والمكونات السياسية، والاجتماعية اليمنية، وكذا منظمات المجتمع المدني، توافقت على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وهي محددة المعالم، واعتقد أنها هذا شيء إيجابي.
ما يتم مشاهدته على الواقع، غير ما تحدثت به، هل هناك اقتتال بين قوى شاركت بمؤتمر الحوار؟
شمسان: على الجميع أن يعي هذه اللحظة الحساسة في حياتنا، ومن الضروري أن تتضافر الجهود، وترص الصفوف لمواجهة المخاطر التي تشكل تحديا للجميع، نحن جميعا في سفينة واحدة، وأي خرق لهذه السفينة، لن يكون ذلك على حساب طرف واحد، ولكن على حساب جميع الأطراف.
في الملف الاقتصادي إلى متى ستظل اليمن تستنجد بالخارج؟
شمسان: نحن نمر بمرحلة زمنية، تتطلب مثل هذه الإجراءات، وعلى اليمنيين فعلا، أن يأخذوا بأيدي بعضهم، وأن يتداعوا لوضع الحلول الجذرية لها، ومن هنا أطالب رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بدعوة كافة الأطراف السياسية، وجميع المتخصصين في الجانب الاقتصادي، لعقد لقاء تشاوري موسع، للتوافق مجددا على حلول عاجلة للمشاكل التي تمر بها البلاد، وهذا يتطلب إرادة، فإذا توفرت الإرادة لدى القيادة السياسية، كان بالإمكان التغلب على كثير من القضايا.
ألا يمتلك للرئيس هادي إرادة سياسية؟
في هذه اللحظة، هناك بعض التباطؤ في اتخاذ العديد من الإجراءات التي توافقت عليها القوى السياسية.
ما صحة دعوتكم إلى إنهاء المرحلة الانتقالية؟
شمسان: ليس هناك دعوة في هذا الاتجاه.
ألم يدعُ إلى ذلك رئيس حزب الإصلاح؟
شمسان: نحن قلنا إن أمامنا مخرجات تم التوافق عليها في الحوار الوطني، وعلى الجميع الالتزام بتنفيذ الاستحقاقات، وفقا للخطوات المزمنة لها، المتفق عليها.
ما قراءتك، للأزمة المحتمة بينكم وبين الحوثيين من جهة، وقيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظة عمران شمال اليمن؟
شمسان: أعتقد أن هناك مبالغة في تناول الأحداث هناك.
لكن الأمر وصل إلى الصدام المسلح.
هي نوع من المناكفات السياسية، لأننا في حزب الإصلاح لسنا، طرفا في هذه الإشكالات القائمة في عمران، ونؤكد على أن الطرف الوحيد الذي يحمل السلاح، ويقتل المواطنين، هم "الحوثيون"، الذين يفجرون المساجد والمدارس، ويعتدون على المؤسسات العامة والخاصة، وهم من يقوموا بنهب المنشآت.
يتحدث الحوثيون عن أن ممارسات حزب الإصلاح ضدهم كانت سببا في تفجير الوضع عسكريا.
شمسان: لسنا طرفا في هذا الصراع، ونحن حقيقةً دعونا الدولة لمعالجة هذه القضية، باعتبارها المسؤولة دستورا وقانونا، إزاء ما يحدث لأبناء تلك المناطق ومواطنيها.
لماذا نأت الدولة بنفسها عما يجري في عمران شمال اليمن؟
شمسان: هذا غير صحيح، والإعلام أعطى حديث وزير الدفاع أكثر من حجمه.
ماذا قال وزير الدفاع اليمني؟
شمسان: أعلن وزير الدفاع، أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات التي تطال المواطنين، وكذا المؤسسات العامة والخاصة، وأنهم سيقومون بمسؤوليتهم وفقا للدستور والقانون.
مقررات مؤتمر الحوار الوطني، ظلت حبيسة الأدراج، متى سيتم البدء بتنفيذها؟
شمسان: اعتقد أنه تم البدء بالقضايا الأساسية والجوهرية.
ما هي؟
شمسان: تشكيل لجنة صياغة الدستور.
ماذا عن القضايا الأخرى؟
هناك قضايا أخرى تعاني من بطء تنفيذها، منها تشكيل الهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك توسيع قوام مجلس الشورى إلى "221"مقعدا، على الرغم من صدور قرار رئاسي بهذا الخصوص، ونحن نؤكد على ضرورة الالتزام بالمعايير الخاصة بتشكيل أي هيئة، أو فيما يتعلق بتوسيع مجلس الشورى، وفقا للنسب التي تم التصويت عليها بمؤتمر الحوار الوطني.
ما أسباب تعثر تشكيل الهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني؟
شمسان: هناك خلافات حول عدد أعضاء هذه الهيئة، وفي الحقيقة كان من المفترض أن يتم إنشاؤها من وقت سابق.
من يعرقل تشكيل الهيئة؟
شمسان: جميع الأطراف مشاركة، وهناك اختلاف حول قوام الهيئة.
من هي هذه الأطراف؟
شمسان: أطراف متصلبة، وتتمسك ببعض الأرقام.
هل يمكن أن تسميها؟
شمسان: المؤتمر الشعبي العام، وبعض أحزاب اللقاء المشترك.
هل انتهت المشكلة؟
شمسان: نعم، أعتقد أن يصدر القرار الخاص بتشكيلها خلال 48 ساعة القادمة.
ماذا عن القضية الجنوبية؟
شمسان: هناك قرارات اتخذت في هذا الجانب، وتم تشكيل لجان خاصة بالمظالم في جنوب اليمن.
هناك مراسيم استقبال، وقرارات على الورق، لم تطبق على الأرض؟
شمسان: أنا اعترف أن هناك بطئا، لكن هناك إجراءات عملية ستتخذ قريبا.
شهدت العلاقة بين حزب الإصلاح، والرئيس عبدربه منصور هادي، تدهورا خلال الفترة الماضية، على خلفية العديد من الملفات ما تعليقك على هذه النقطة؟
شمسان: هذا غير صحيح، جملة وتفصيلا، والتشاور قائم بيننا وبين الرئيس هادي، والاختلاف وارد في بعض وجهات النظر المرتبطة بحل بعض القضايا، لاشك أن هناك تجاذبات، قد تصل إلى الاختلاف الطبيعي، والرئيس هادي حقق إنجازات كثيرة، وتحسب له.
ما هي النقاط التي أخفق فيها الرئيس هادي؟
شمسان: أما قضية فشل الرئيس عبدربه منصور هادي، فتكمن في عملية البطء في اتخاذ قرارات حاسمة في قضايا معينة، وهنا كان الإخفاق من قبل الرئيس هادي.
بعد قطيعة فرضتها ثورة 11 فبراير بينكم وبين حليفكم السابق المؤتمر الشعبي العام، هل سنشهد تقاربا بين حزب الإصلاح، وحزب المؤتمر في الفترة القادمة؟
شمسان: علاقتنا مع المؤتمر الشعبي العام كحزب علاقة شراكة في الحكومة ومؤتمر الحوار، ومن قبل ذلك التوقيع على المبادرة الخليجية، ولا توجد مشكلة مع حزب المؤتمر.
أين تكمن المشكلة؟
شمسان: تكمن في مجموعة متواجدة داخل المؤتمر الشعبي العام، متمثلة بعلي عبدالله صالح، والتي تنفخ في نار الفتنة، التي تهدف خلط الأوراق، وإرباك المشهد السياسي، وإقلاق السكينة، عبر خلق الفوضى، وهي لا تمثل إشكالية لحزب الإصلاح، بل للوطن برمته.
ثورة 11 فبراير تتعرض اليوم لانتكاسة مفجعة كقوة ثورية، ماذا أنتم فاعلون؟
شمسان: هناك نوع من المبالغة في القول إن الثورة تتعرض لانتكاسة.
شباب الثورة من يقولون ذلك.
شمسان: ثورة 11 فبراير حققت كثيرا من أهدافها، وصار هناك اعتراف داخلي وخارجي بها، إلا أن هناك محاولات من قوى الشر، للوقوف حجر عثرة أمام تحقيق ما تبقى من مبادئها.
هل هناك خشية على الثورة بعد الحديث عن تقارب بين الرئيس هادي، وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام أطاحت بهم الثورة؟
أتمنى أن تكون هذه الخطوة في الاتجاه الإيجابي للاتفاق على عدم عرقلة التسوية السياسية، وإذا كان هذا التقارب في إطار حزب المؤتمر الشعبي العام سيؤدي إلى تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وبالتالي إيقاف إثارة المشكلات وإعمال الفوضى، فأننا نرحب به.
في ظل التحول التي تشهده المنطقة العربية، سيما بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، يقال إنّ علاقة إخوان اليمن بالسعودية أصيبت بالفتور؟
شمسان: ليس هناك علاقة بين التجمع اليمني للإصلاح، والسعودية، لكن هناك احتراما متبادلا، وكانت هناك علاقة خلال فترة رئاسة الراحل عبدالله بن حسين الأحمر للحزب.
ماذا عن الفترة الحالية؟
شمسان: كحزب، لا توجد علاقة مع السعودية، ونحرص على أن تكون هناك علاقة حسنة بين اليمن، والسعودية، وهذا ما نسعى إليه.
ما موقفكم من سياسة السعودية مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر؟
شمسان: لسنا مع موقف المملكة السعودية في هذا السياق، ونعتبره موقفا خاصا بها.
هل ينتابكم القلق كفصيل لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، من تعامل السعودية مع الحالة المصرية؟
إطلاقا، لسنا فصيلا من الإخوان المسلمين، نحن حزب سياسي يمني، تم إنشاؤه رسميا بعد قيام الوحدة، تحت إشراف لجنة شؤون الأحزاب، ولسنا قلقين من هذا الوضع الذي تشهده المنطقة.
لماذا تتهربون من تسمية الإخوان المسلمين؟
شمسان: نحن، لا نتهرب، بل ندعو إلى أن تراجع الأطراف الأخرى موقفها من الإخوان المسلمين، وذلك لأنها حركة سلمية، اجتماعية، إصلاحية، ويجب التعامل معها بنفس نهجها، الذي تمثل الإسلام المعتدل.
كيف تنظرون إلى ما يجري في مصر؟
شمسان: ما يحدث، في مصر سياسة مرفوضة، وما حدث عملية انقلابية عسكرية ضد الإخوان المسلمين، التي انتخبت بكل حرية، في انتخابات شهد العالم كله على شفافيتها، ونزاهتها، فليس من المقبول أن تقوم مجموعة بانقلاب عسكري، على شرعية شعبية.
هل من رسالة أخيرة؟
شمسان: على جميع الأطراف أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية، بتوحيد جهودهم، للخروج باليمن إلى بر الأمان، من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتفق عليها من كل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية في البلاد.