معلقات على باب الروضة الحيدرية للعلامة الشيخ عبد الحميد السماوي
معلقات على باب الروضة الحيدرية للعلامة الشيخ عبد الحميد السماوي
طلب من العلامة الشيخ عبد الحميد السماوي تاريخ للباب الذهبي لأمير المؤمنين علي (ع) وهو مكتوب على الباب الذي على يمين الخارج هذه الابيات او المعلقة الذهبية .
(هذه القصيدة حازت على الجائزة الاولى)في خمسينات القرن العشرين .
لمن الصروح(1) بمجدها تزدان وبباب من تتزاحم التيجان
هذي عروش الفاتحين بظلها تجثو وهذا الملك والسلطان
اقنومة العقل التي بجلالها دوى الحديث وجهجه الفرقان
أن لم يقم رضوان عند فنائها فلقد أقام العفو والرضوان
نهدت الى قلب الفضا وتدافعت فيه كما يتدافع البركان
وترنحت بولاء آل محمد طربا كما يترنح النشوان
فتشت أسفار الخلود فشع لي منها بكل صحيفة عنوان
شماء (2) لم ترفع ذرى كيوانها الا وطأطا رأسه كيوان
يادرة الشرق التي لجمالها سجد الخيال وسبح الوجدان
كم من جليل من صفاتك احجمت عن حملت الالفاظ والاوزان
حضرت يد الفنان عنه وما عسى ان يستفز شعوره الفنان
يممته والموج يهدر واثقا أن السفين يقوده الربان
فطرقت بالامال بابا تزدهي بنضارها (3) الافكار لا الالوان
انى تجاذبني الهواجس(4) بعدما شع الدليل وأشرق البرهان
حسبي الى عفو الاله ذريعة حرم يؤرخ( بابه الغفران )
في بداية الحديث عن دراستي لديوان الشيخ عبد الحميد السماوي فانه لايقتصر الامر على الجانب الادبي والفني فحسب، وانماهو الحديث عن هذه الشخصيته الاجتماعية ذات الجاذبية المفطرة مما جعل له في نفوس معارفه وقرائه منزلة كبيرة حيا وميتا .فضلا عن شخصيته الشهيرة والايثار والخلق السامي والخصال اللامعة المعروفة التي تميز بها الشيخ عبد الحميد السماوي مما شكل له رصيدا كبير ا في حوزتي الادب والفقه فتحلق حوله الناس من اقربائه والغرباء لما له تتمتع به من خلق رفيع وأدب راق ،وسريرة نقية ومشاعر رقيقة وانسانية جمة. فخلال سفرتي الاخيرة للعراق دسيمبر 2010 جنوري 2011 قمت بزيارة ميدانية الى المناطق التي ارتداها الشاعر في حياته وتعرفت على عدد من مجاليه ورواده وكم افرحني ان مدينة السماوة مازالت تحفظ قدره وتردد شعره وتكرم عائلته فزرت مكتبات الاقرباء والاصدقاء أتقصى وأبحث عن ديوان السماوي او قصاصات من أعماله فوجدته أخيرا في مكتبة أخي الاكبر الشيخ فرات الشيخ احمد السماوي في مدينة السماوة وكم كان فرحي عظيما حين عثرت على بغيتي في بيت شقيقي الكبير الشيخ فرات السماوي فمكتبته العامرة المتألفة من مكتبات سماوية عديدة بينها مكتبة والدي الشيخ احمد السماوي مازالت مزدانة بكتب وقصاصات الشاعر العربي الكبير الشيخ عبد السماوي كان من مجملي حفظة شعر السماوي وقراءة سيرته العبقة والمتبحرين في بطون الكتب وله آراء جليلة في شعرية الشيخ عبد السماوي ، وكم أسعدني ان ارى الاهتمام ذاته والحماسة نفسها لدى اشقائي الاستاذة الشيخ فرات الشيخ ملاك والشيخ سراج الدين وبعض الاقرباء والاصدقاء، فدراستي اللاحقة ان شاء الله سأكمل الاضاءة على الرباعيات والقصائدوالطلاسم التي تليها في الديوان الثمين.
نبذة عن حياته
ولد في محافظة السماوة عام 1315 هجرية ونشأ هناك وتربى تربية دينية محضة ، وكان موضع ابيه المرحوم الشيخ احمد بن الشيخ محمد آل عبد الرسول ، ويبدو من قصيدة لشيخنا في رثاء المؤرخ الكبير الشيخ محمدالشيخ طاهر الشهير السماوي صاحب كتاب – الطليعة في علماء الشيعة –يبدو من هذه المرثيةانه تتلمذعلى يده ايضا في صباه . ويظهرهذا المعنىمن قوله ضمن تلك المرثية :
ولئن عنيت بنشأتي فلطالما ربتك بين حجورها آبائي
وهي مرثية عامرةتربو على مائة بيت تجدها ضمن الديوان.
هو الشيخ عبد الحميد بن احمد بن الشيخ محمدآل عبد الرسول الشهير بالسماوي وينتهي نسبه الى قبيلة – بني عبس –القبيلة العربية الشهيرة العريقة النسب التي تقطن وادي السماوة من قديم العصور كما نقل المؤرخون ذلك ، وهو عالم جليل نيقد في تأملاته وأفكاره يمتاز بطابع شعري خاص. ومغاير لجيله ومعاصريه في ذلك الزمان.
أما الجانب العلمي من حياته
هاجر الى النجف الاشرف –مهد ابائه واجداده ، وهو شاب حدث السن وبعد أن أكمل المقدمات –السطوح - في مدة وجيزة أخذ يختلف على مهرة الفن وأساطين العلم وتخرج على جهابذة أمثال المرحوم الشيخ مرزا حسين النائيني والشيخ محمد حسين الاصفهاني ومرزا فتاح الزنجاني صاحب الحاشية على المكاسب ، وكان يعد من الطبقة العالية في الاوساط العلمية ،وما طالت هجرته حتى الح عليه – اهل السماوة - بالرجوع الى بلده ومسقط راسه فلم يجد بدا من الاستجابة بعد ان توفرت لديه المعلومات الكافية والاحاطة التامة بعلمي الفقه والاصول.
الشيخ العلامة عبد الحميد شاعر فحل بما أوتي من قوة ذهنية وقادة فكر ناضج وعبقرية فذة ،
فكتب عنه الكثير من النقاد في ذلك الوقت، وعده البعض منهم انه احد اعلام الفكر والشعر في العالم العربي وبعضهم اضفى عليه الكثير من الالقاب.
هذا ومازالت أندية النجف الاشرف تحفظ شعره وتتمتع بروائعه الخالدة وانبرت الصحف والمجلات في العالم العربي .
وكتب عن الشاعر الشيخ عبدالحميد السماوي
الاستاذ عبد الجبار بجاي الزهوي رؤية نقدية في طلاسم أيليا ابي ماضي وملحمة العلامة عبد الحميد السماوي فوق اثباج الطبيعة
من السماوة سلسلة اعلام السماوة للاستاذ عبد الرضا النجم
من البحرين : ابراهيم العريض .
ومن سورية كتبت عنه :مجلة المرأة السورية .
ومن بغداد كتبت عنه جريدة الساعة .
ومن النجف كتبت جميع المجلات الادبية التي تصدر هناك .
ومن لبنان كتب عنه الحوماني في اغلب كتبه :بين النهرين وحي الرافدين.
وكتب عنه الحجة الهاشمي – في الادب الجديد من مختاراته .
وكتب عنه الخاقاني في – شعراء الغري المجلد الثالث ص291 اكثر من خمسين صفحة وترجمه هناك وذكر نماذج من شعره.
وكتب عنه الشيخ حمود الساعدي وترجمه ترجمة وافية في مجلة البيان في الثانية العدد31-32ص894
من النقاد الذين لاحظوا في وقت مبكر تجربة الشاعر الشيخ عبد الحميد السماوي البرفيسور الدكتور عبد الصائغ وقد درس نصونه لطلبته في المراحل والعليا كما انه كتب عنه مباحث كثيرة ،
فأنك اذا تصفحت شعر السماوي لاتجد قصيدة تخلو من عدة ابيات تصلح لان تكون مضرب المثل . وترى نفسك في جو من فحول شعراء الجاهلية ويذكرك بسوق عكاظ –وما كان يتداوله الشعراء من جزالة المعنى مع جزالة اللفظ . ولست مغالية اذا قلت أي كاتب لايستطيع أن يشير الى قافية نابية أوكلمة في بيت تقبل التبديل ، وهذا قلما يتمتع بها شاعر غير السماوي وهي ميزة يختص بها دون سواه .
ديوان السماوي الذي جمعه وحققه ولده الشيخ احمد الشيخ عبد الحميدالسماوي الذي اغتيل في زمن النظام المقبور .
1) لمن الصروح : البناء الشامخ وقصر يسمى (صرحا) وجمعه صروح و(تزدان) مطاوع تزين ولكن قلبت تاؤها دالا بالقلب وكذا الفها عن ياء مثل ازدحم وازدرد وغيرها .
2) شماء: أي مرتفعة و(الذروة ) أعلى الجبل وغيره وجمعه (ذرى )
و(الكيوان) الصرح و(كيوان ) في القافية أسم نجم وقيل أسم (زحل) بالفارسية شبه لمعان الصرح بالنجم .
3) النضار : الذهب وهو بضم النون كغراب ، ويستعمل في الفضة ايضا وفي الذهب اشهر.
4) الهاجس جمعه (هواجس)
5) دوي : صوت : و(جلجل ) الرعد صوت ( الفرقان ) من اسماء القرآن الكريم لأنه يفرق بين الحق والبطل .