من سوريا إلى سكوبية ورأيان متضادان للشرطة والداخلية
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 09-10-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (10085) قراءة
من سوريا إلى سكوبية ورأيان متضادان للشرطة والداخلية
عباس عواد موسى
مئات اللاجئين من سوريا ينتهي حلمهم أو يتحطم في الطريق بين مدينة غيفغيليا الحدودية مع اليونان و تابانوفتسة المقدونيتين . فينتظرون وثيقة لجوء في هذه الدولة التي ما سمعت من شعبها متعدد القوميات إلا أنها دولة ورقية لن يزيد عمرها المتبقي عن عشر سنين . وهي بالتأكيد سنون عجاف .
يأمل هؤلاء اللاجئون أن يكونوا من المحظوظين باستمرار التسلل إلى صربيا فالمجر ومنها إلى النمسا . ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن .
جواب اللاجيء المسكين منهم للشرطة عن جواز سفره يكون بأحد جوابين : احترق بفعل الحرب أو ضاع مني أثناء هذه الرحلة الشاقة . وفيما تنظر إلى أحوالهم الرثة جراء الظروف القاسية تُسمعني تانيا بوجينوفسكا الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية كلاماً غير منطقي : علينا معرفتهم ولأي أهداف قدموا ؟ في إشارة إلى أنهم أو بعضهم أتوا لدعم خلافة البلقان لتكون امتداداً لخلافة الشام التي أطلقها الإرهابي البوسني بايرو إكانوفيتش والعاصمة هي القدس . وهذا يعني إشعال الشرارة الشآمية في البلقان لتمتد إلى وسط وغرب أوروبا . ولم تتفهم إجابتي بأن القاعدة لديها حواضن شعبية بلقانية وغربية وليست بحاجة لنفر آخر تنقله من بؤر هي تحتاجهم فيها حاليا .
ولا يختلف حال غوردانا يانوكولوفسكا وزيرة الداخلية المرعوبة عن غيرها من وزراء داخلية تلك البلدان . فقد استمعت إليها وهي تقول : " لا أحد يعرف ماضي كل منهم ولا دوافعه . يأتوننا طالبي لجوء من مناطق تنهكها الويلات " .
وأما الشرطة وأشكر هنا البروفيسور فلاديمير أورتاكوفسكي عميد كلية الشرطة العسكرية و غوردان يوفانوفسكي مستشار وزارة الدفاع اللذان أكدا لي جهل الداخلية بهذا الأمر . فالجهاديون لا يأتون متسللين . ولم نسجل حالة واحدة كهذه . ولا مبرر لهذه المسوقات من وزارات الداخلية . ولا علاقة لهم بالإرهاب ولا بغيره , وإنما لا بد لهم من دخول مقدونيا لإكمال تسللهم إلى بلدان يظنون أنها تقيهم شر الجوع والبرد . وأغلبهم يتسللون من الحدود الجنوبية أي اليونان . فق تم إلقاء القبض على 621 على الحدود الجنوبية من أصل 1048 السنة الماضية . حيث يلتقون مع المهربين ويدفع الواحد منهم مبلغاً لهم يتراوح بين 300 و 500 يورو لنقله والعبور به إلى الجار الصربي .
وأخذت الشرطة تعزز مراقبتها على الخط بين غيفغيليا , مارفينتسة , غرادسكو , ديمير كابيا أو مرة أخرى عبر ضواحي العاصمة سكوبية فقرى كومانوفو إلى الحدود الشمالية لصربيا ومنها إلى هنغاريا .
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة . أن بلغاريا وألبانيا هما محطتان جديدتان لنقل هؤلاء المهاجرين . وبات معلوماً أن آخرين منهم يدفع مبلغ 5000 يورو لنقل جماعي بالحافلة . يتم الدفع للمهرّبين في إسطنبول ويتم نقلهم إلى سالونيك في اليونان أو العاصمة البلغارية " صوفيا " أو العاصمة الألبانية " تيرانا " . ومن هذه المدن الثلاث يختارون سكوبية لأنها الأقرب إلى صربيا فالغرب . وبعضهم يختار الإنتقال إلى جمهورية الجبل الأسود " مونتينيغرو " من ألبانيا ومن ثم يتجه للبوسنة والهرسك أو كرواتيا .
وأما لماذا لا يتجهون بالبحر من اليونان إلى إيطاليا ؟ فلأن التكلفة تبلغ ضعفي الطريق البري .
وإلى أهل الفتى محمد حافظ حسن ( 13 ) سنة . أطمئنكم فالوضع الصحي لإبنكم الذي يرقد في مستشفى الأم تيريزا بالعاصمة سكوبية يتحسن منذ إصابته بعيارات الشرطة المقدونية وأدعوا الله له بالشفاء العاجل . وأستعجل مثلكم لحظة إعدام الطاغية .
المصدر : عباس عواد موسى