صحيفة سعودية: الحوثي يتوعد «شعبه العظيم» بالحرب ويهدد باعتقال القوى السياسية وقمع المظاهرات
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 29-01-2015 | 10 سنوات مضت
القراءات : (3155) قراءة
دعا زعيم ميليشيا جماعة الحوثي إلى اجتماع الجمعة القادمة في العاصمة اليمنية صنعاء، لمراجعة «الوضع الداخلي» في اليمن، مطالبا في خطابه إلى التسريع بانتقال السلطة، وقال إن التآمر والدفع بهذا البلد نحو الانهيار سيكون له مردوده السلبي.. مهددا باستخدام القوة في مواجهة ما سماها بالفوضي، في إشارة إلى المظاهرات الرافضة لانقلاب الجماعة على شرعية الرئيس هادي، واصفا استقالة هادي وحكومته بالخطوة «الشاذة» ومتوعدا باعتقال القوى السياسية اليمنية في حال استمرت في رفضها لإتمام انتقال السلطة من الرئيس هادي.
وقالت مصادر سياسية لـ»المدينة»: إن المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي جمال بنعمر بين المكونات السياسية الهادفة لتجاوز الأزمة الراهنة على خلفية الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء وأدت إلى انتكاسة مسار العملية السياسية، تواصلت أمس الأربعاء في فندق موفنبيك بالعاصمة صنعاء، واتهم الحوثي في خطابه هو الأقصر في حياته الخطابية، والذي لم يتعد 35 دقيقة، على خلاف للخطابات السابقة التي تصل إلى ساعة ونصف، المتظاهرين أو ما سماهم بالفوضويين وكذا الجنوبيين وأبناء محافظة مأرب بإثارة الفوضى والإقدام على خطوات وصفها بـ»الاستفزازية»، وهدد بالوقوف أمام من وصفهم بـ»الفوضويين»، قائلاً «لن نقف مكتوفي الأيدي ضد الفوضويين»، متهما الجنوبيين ومأرب بإثارة الفوضى والإقدام على خطوات استفزازية.. متوعدا القوى السياسية بأن جماعته سوف تتخذ إجراءات أكبر مما اتخذتها مع الرئيس هادي وحكومته.. داعيا جيشه إلى الاستنفار والاستعداد في مواجهة ما سماها بالفوضى وقمع المظاهرات المناوئة للجماعة في العاصمة صنعاء وكل المدن اليمنية، مبشرا جماعته بحرب قادمة ضد شعبه العظيم - حد تعبيره - وقال الحوثي التي تسيطر جماعته وأنصار الرئيس السابق على مقاليد السلطة: إن «بعض القوى» تستأثر بالقرار السياسي في البلاد، وعلى القوى السياسية أن تتحمل مسؤولية الفوضى.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية حقيقة ادعاء جماعة الحوثيين بأنها تحارب عملاء أمريكا مما تسميهم بالتكفيريين الدواعش في المنطقة العربية واليمن، وتزامن إعلان البنتاجون الأمريكي، مع تداول ناشطين يمنيين على ناطق واسع طائرة أمريكية بدون طيار وهي رابضة بجوار أحد مخيمات الحوثيين في قاعدة الديلمي العسكرية بالعاصمة صنعاء، وأكدت المصادر أن الصورة من قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء حيث أصبحت تتحرك هذه الطائرات الأمريكية بإشراف من ميليشيات الحوثي، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)عن محادثات يجريها مسؤولون أمريكيون مع جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن، التي ترفع شعارا عدائيا ضد أمريكا. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إنه نظرا للفوضى السياسية التي تشهدها اليمن، فمن الصواب القول إن مسؤولين حكوميين أمريكيين على اتصال مع جميع الأطراف في اليمن، بخصوص ما وصفه بالوضع السياسي المعقد وغير المستقر.
لكن الوزارة نفت تبادل معلومات مع الحوثيين بشأن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، في وقت تتصاعد فيه الاضطرابات الأمنية بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته الأسبوع الماضي تحت ضغط من الجماعة، ويواجه الحوثيون مع الطائرات الأمريكية جنبا إلى جنب، مسلحين قبليين وعناصر من تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن خلال الشهرين الماضيين.
وقال كيربي «إنه من الصحيح القول أيضا إن الحوثيين كمشاركين في الأحداث سيكون لهم بالتأكيد مبرر للتحدث مع الشركاء الدوليين ومع الأسرة الدولية عن نواياهم وما سيسفر عنه الوضع»، وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان الأميركيون والحوثيون يتبادلون معلومات استخبارية حول تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، أجاب كيربي بأنه «لا توجد آلية لتبادل المعلومات مع الحوثيين»، مشيرا إلى أن ذلك يستلزم اتفاقا رسميا مع الجماعة وهو ما لم يجر حتى الآن، ويأتي خطاب زعيم جماعة الحوثي في الوقت الذي ترعى الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن جمال بن عمر، حوارا بين القوى السياسية بما في ذلك جماعة الحوثيين للخروج بالبلاد من حالة الفراغ الدستوري التي تعيشه جراء استقالة الرئيس هادي وحكومته، وأضافت المصادر: أن المبعوث الأممي طالب المكونات السياسية اليمنية بتقديم رؤى مكتوبة عن الحل التي تراها للأزمة.. مشيرة إلى أنه تم مناقشة هذه الرؤى في جلسة الثلاثاء وسيتم مساء أمس الأربعاء مواصلة المناقشات لهذه الرؤى، وفيما ترى جماعة الحوثي طي صفحة الرئيس هادي وحكومة بحاح ونقل السلطة إلى مجلس رئاسي لا يضم هادي ويكون على رأسه ممثل عن جماعة الحوثي، يتمسك حليفه حزب الرئيس السابق (صالح) بنقلها إلى رئيس مجلس النواب يحيى الراعي الذي يشغل منصب أمين عام مساعد في حزب المؤتمر، وهو ما ترفضه جماعة الحوثي، وهدد القيادي في حزب المؤتمر ورئيس اللجنة الدستورية والقانونية في مجلس النواب، الدكتور علي أبو حليقة، بعواقب سلبية لأي حل خارج إطار البرلمان، وقال «إن الدستور اليمني واضح، وإن الرئيس هادي قدم استقالته وفقا للأطر الدستورية والقانونية النافذة في البلاد، مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب البرلمان، محذرا أن أي حل سيكون خارج إطار البرلمان ستكون له نتائج سلبية لا تخدم اليمن ولا تخدم المرحلة الصعبة التي يعيشها، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين المكونات السياسية وما تردد عن إتفاقها تشكيل مجلس رئاسي. ودعا أبو حليقة كل القوى السياسية إلى دعم البرلمان لاتخاذ القرار الملائم.
وتعتبر بقية القوى السياسية أن أي إجراء يستبعد الرئيس هادي بهذه الطريقة يعتبر انقلابا على الشرعية والدستور والمبادرة الخليجية وتشترط القوى السياسية للحوار فك الحصار عن الرئيس هادي ورئيس الحكومة والوزراء، وسحب جماعة الحوثي مليشياتها من العاصمة صنعاء، رافضة استخدام القوة لفرض الأمر الواقع بتهديد السلاح.
اقرأ ايضا: