آية عبدالرحمن الهادي :عليكم بسلمية ذمار
يدك حجر ) وهذا يعني لابد من بذل السبب والحرص على بذله بعد التوكل على الله والحوثيون علّمونا أن السلمية وحدها لا تحقق المراد ولا يصل الإنسان إلى بغيته إن كان هناك من يقف لقمعها ففي أيام ثورة 2011 وحينما انظموا لقافلة الثورة السلمية كان قبولهم على أساس أنهم (أليفين ) وسلميين فجاءوا إلى الساحات ونعموا بالسلمية وخبروها فكانوا يقِيلون في خيامهم يرتلون ملازم سيدهم حسين و يشاهدون خطابات سيدهم عبدالملك ليل نهار بالإضافة إلى الأفلام الإيرانية والتي تحكي بطولات خارقة وخرافية لأئمتهم وبقية انصارهم يجتاحون مديريات حجة بقوة السلاح و شباب الثورة من مختلف القوى كالبحر الزاخر يموجون في مدن اليمن ويتلقون الرصاص بصدور عارية ورؤوس ثائرة ... الشاهد في هذا كله أن الحوثيون رأوا أن السلمية لا تحقق مكسبا ثوريا ولا تؤكل عيشا فانقضوا على الدولة والجمهورية وكل مكتسباتها في انقلاب يؤكدون (مغالطين) على انه استمرار لثورة 2011م فحاصروا المحافظات والمعسكرات بكل أنواع الأسلحة واجتاحوا كل ذلك وقبل وبعد أي اجتياح كان زعيمهم يحذر من المساس بأنصاره وحلفائه من انصار عفاش السلميين والذين لم يكونوا يحملون أي سلاح سوى ( االرشاشات المضادة للطائرات والبشر ) ويتحصنون بالمدرعات والراجمات في سلمية لم ولن يعرف لها التاريخ مثيلا .
اليوم الحوثي يتغابى عن جرائم أنصاره في حق المتظاهرين السلميين والذين يقتلونهم ويمارسون معهم كل أصناف الأذى ولم يراعوا كبير أو صغيرا ذكرا أو انثى فيَمم سيدهم نظره صوب التنقيب عن الأحجار والاعتذار عن أي تجاوزات من أنصاره ضد أنصار حليفه عفاش وحديثه المتكرر عن الدواعش متناسيا الفواحش السياسية والإعلامية والمليشاوية التي يمارسها أنصاره ويهرب من أخطائه واخطاء جماعته إلى جلد الإصلاح وكأن الإصلاح هو من يعتدي على تلك المسيرات السلمية .
الحوثي يناور على حدود السعودية بدعم لوجستي إيراني بينما مواجهته العسكرية المليشاوية الحقيقية يقوم بها ضد العُزل من الثائرين من أبناء جلدته ضد جرائمه في كل محافظات الجمهورية ، ولقد أثبتت الأيام أن سوءته بدأت تنكشف وأنهُ عملاق مصنوع من القش لا يحتاج إلا إلى جمرة من نار أو هبةٍ من رياح تقتلعه و أثبتت محافظات الجمهورية أن الحوثية افتضح أمرها وانكشف زيفها وليس أدل على ذلك إلا محافظة ذمار والتي كان يظن الحوثي أنها معقلا وحصنا ومخزونا بشريا وإرثا فكريا له ولجماعته فآثر (الذماريون ) إلا أن يعلنوها صريحة واضحة أن الحوثي غير مقبولٍ فكرا وحكما وآن الأوان لاجتثاثه فخرجت ذمار عن بكرة أبيها تعلن طرده ورحيله .
إن إيران حاوٍ يملك سلةً من الأفاعي أجاد التزمير لها فأخرجها من سلته ووزعها في العراق وفي لبنان وها هو اليوم في اليمن يستمر في التزمير لأفعاه الصغيرة ( الحوثي )ويسحر عيون اليمنيين فيجعل من هذا الأفعى الصغير تنينا يقذف لهبا يحرق كل ما يواجهه إلا أن الأحداث المتتالية والمتسارعة تؤكد على أن الحوثي يتخبط في دمائه التي يستنزفها في أكثر من منطقة يريد احتلالها وتتهاوى سمعته وينقشع زيف شعاره وبدأ المغدورون به يدركون أنهم كانوا في سحره فلا فسادا كافحوه ولا جرعة قبضوا عليها ولا قانونا حكّموه ولا أمريكا قتلوها ولا إسرائيل فتوحها ولا اسلاما نصروه ولا ربا أكبروه وعظموه وإنه في كل يوم يزداد المنفضين من جماعة الحوثي لينظموا إلى قافلة الثائرين ضد طاغوته والذين نذروا أنفسهم لمناهضة هذا الطغيان الحوثي حين انبطح المنبطحون .
أية عبد الرحمن الهادي : ماجستير علم نفس