فروا وتركوا تعز لتغرق
اخبار الساعة - سمير الحالمي بتاريخ: 17-12-2016 | 8 سنوات مضت
القراءات : (11520) قراءة
لا شك ان كل المدن والمحافظات اليمنية عانت ولا تزال من العدوان السعودي الغاشم لكن تعز نالت نصيب الاسد من الدمار والاقتتال والحرب البغيضة التي اهلكت الحرث والنسل والسبب ان ابناء تعز من المشائخ والساسة والمثقفين والإعلاميين والنشطاء اما تحولوا الى اداة من ادوات الصراع والاقتتال لحسابات حزبية ومناطقية ومذهبية بغيضة ،او تركوها وتركوا اليمن للدمار وفروا هاربين بجلودهم .
حين نرى الفرق بين إب وتعز وهما المحافظتان المتجاورتان نجد الفرق واضحا فقد غلب ابناء وقادة ومشائخ ومثقفو وسياسو اب المصلحة العامة وجنبوا محافظتهم الدمار والاقتتال الداخلي وأصبحت اب ليست امنة لأبنائها فحسب بل اصبحت – الى جانب صنعاء وغيرها من المحافظات – ملاذا امنا للنازحين من ابناء تعز الذين هربوا من جحيم ما يجري في الحالمة التي سرقوا منها الحلم وحولوها الى محافظة تعمها الفوضى وتتنازعها المليشيات المسلحة ،ويتقاتل ابناؤها ،ومن جاءوا من خارجها على حساب دماء الابرياء .
نعم تركوا تعز الثقافة والسياسة والاقتصاد لتدمر اما بيد بعض ابنائها الذين غرر بهم ليكونوا وقودا لقتال داخلي يدعمه العدوان السعودي بالمال والسلاح ،او بيد مرتزقة وعناصر تابعة لتنظيمات ارهابية تم استقدامهم من محافظات اخرى ويتذكر الجميع المعلومات التي نشرت العام الماضي عن اتفاق تم بموجبه ترحيل عناصر ارهابية من عدن الى تعز بخطة وتمويل سعودي وبإشراف وتنفيذ من قبل هادي وجماعته وهو ما حصل بالفعل حيث تحولت تعز الى ساحة لمليشيات ترفع شعارات القاعدة وداعش وتقتل الخصوم وتسحلهم وتمثل بجثثهم بشكل لم يكن يتصور احد ان يأتي يوم وتشهد تعز اعمالا من هذا النوع من الارهاب .
والحقيقة التي يجب ان تقال اليوم دون مواربة ان سياسي تعز الذين كان يجب ان يكون لهم الدور الحاسم في تجنيبها ويلات الصراع فضلوا الهرب الى شققهم المفروشة في (كايرو والأردن والرياض والدوحة واسطنبول ولندن ) لينعموا بالراحة مع اولادهم وعوائلهم وتركوا ملايين الابرياء من ابناء تعز ليكتتوا بنار العدوان السعودي الغاشم ،وجحيم الاقتتال الداخلي.
بعض اولئك الساسة فضلوا الحصول على حفنة من المال من العدوان مقابل تخليهم عن تعز وأبنائها فكبرت (كروشهم ) وانتفخت (وجناتهم ) وتوسعت (شققهم المفروشة) في تلك العواصم وباتوا من المحظيين لدى (اللجنة الخاصة ) السعودية التي تدفع نقدا حينا وبالشيكات احيانا اخرى .
اين اولئك الهاربين والفارين الذين تركوا تعز وفروا ولا يزالون يتحدثون باسمها من تلك القيادات الوطنية التي انجبتها تعز وكانت مثالا للوطنية والثورية كالأستاذ احمد محمد النعمان و محمد علي عثمان واحمد سيف الشرجبي ومحمد الهياجم ومنصور الشوافي وعلي عبدالله البحر وغيرهم من القيادات التاريخية والهامات التي وقفت مع الثورة والجمهورية ولم تخن او تتاجر بدماء الشهداء ..
اين الفارين مما يحصل لتعز من تدمير لمصانعها ومدارسها ومستشفياتها وكل بناها التحتية وآثارها ومنازل مواطنيها ..الم يكن بمقدورهم وهم الذين ما كانوا على ماهم عليه اليوم لولا استغلالهم لاسم تعز ان يسهموا في تجنيبها القتال والدمار ،ام انهم كانوا فقط يستغلون الحديث باسم تعز لأجل مصالحهم الشخصية وحين تعرضت تعز للمحنة تركوها لتغرق وفروا لينجوا هم وحدهم من الغرق
اقرأ ايضا: