اخبار الساعة

يمنية تؤسس مشروع لتوصيل وتعليم النساء قيادة السيارات

اخبار الساعة بتاريخ: 19-06-2017 | 7 سنوات مضت القراءات : (3850) قراءة

ادت الظروف الاقتصادية الصعبة في دولة اليمن، إلى اضطرار العديد من الموظفين للبحث عن بدائل تساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة، خاصةً في ظل انقطاع الرواتب منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وفي حين لجأ البعض إلى العمل في القطاع الخاص مقابل أجور زهيدة؛ ابتكر آخرون مشروعات خاصة للتغلب على الوضع الاقتصادي نتيجة الحرب، والتي يعيشها اليمن منذ أكثر من عامين.

ومن بين هؤلاء المبتكرين، تأتي «نبيلة الصعفاني»، وهي معلمة وأم لطفلين، وقد قررت استغلال سيارتها لفتح مشروع خاص بخدمات توصيل وتعليم قيادة النساء للسيارات.

وفي حزن بالغ، تتحدث السيدة اليمنية عن الوضع الذي مرت به وعن تدهور أوضاعها المادية، فتقول: «حبي لقيادة السيارة هو ما جعلني أفكر في هذا المشروع، فور توقف راتبي، والظروف الصعبة التي مررت بها، حاولت اللجوء لكل شيء يمكن من خلاله إعالة عائلتي، وعدم الاعتماد على الراتب الذي لم يصل».

وفي تصريحاتها لصحيفة «العربي الجديد» تقول «نبيلة» إنها «قبل أن أبدأ مشروعهي، حاولت بيع بعض الحلويات للمحلات، لكن الإقبال كان ضعيفًا والعائد غير مجزٍ، حيث باتت مثل هذه المشاريع مستهلكة ومنتشرة». وتضيف: «بعد انقطاع راتبي، كنت على استعداد أن أعمل ليل نهار لكي أوفر مصدر دخل لأسرتي، لدي ولدان على وشك دخول الجامعة وبحاجة لمصاريف كبيرة».

وترى «نبيلة» أن «فكرة تعليم قيادة السيارات وتوصيل النساء فكرة جديدة في المجتمع اليمني»، وهذا ما شجعها أكثر على تبني الفكرة. وتواصل: «على الرغم من الإرهاق والتعب المصاحب لهذا العمل إلا أن حبي لقيادة السيارة يجعلني أنسى كل المتاعب».

وحتى الآن، أنهت «نبيلة» تدريب أكثر من خمس سيدات بسيارتها. وتقول: «هناك العديد من النساء ممن يرغبن بتعلم قيادة السيارة لكن ضعف القدرة المادية عند اليمنيات لا يسمح للكثيرات بالتدرب». موضحة أنها تعتقد أن المجتمع اليمني بحاجة إلى مثل هذه الخدمة خاصة بعد إغلاق مدرسة أروى لتعليم القيادة، فيما ترتفع أسعار الشركات الخاصة التي تقوم بتعليم قيادة السيارة.

وحول التحديات المختلفة التي قد تواجه المشروع، تقول «نبيلة»: «الرجال في مجتمعنا تقبلهم ضعيف للفكرة وفي البداية واجهتني الكثير من المضايقات والتعليقات المسيئة من البعض، كما أن هناك تخوفاً من بعض النساء بأن تكون هناك عصابات قد تقوم بابتزازنا». وتضيف: «أتعرض كل يوم للخوف وبالرغم من ذلك فإني مُصرة على أن أحقق هدفي وأوسع مشروعي وأجعل منه مصدر رزق دائم لي ولعائلتي». وتتابع: «أشجع جميع النساء على خوض التجربة وكسر حاجز الخوف، وأعتقد أن هذا هو الحل المثالي للتخلص من المضايقات في الشوارع والمواصلات العامة وسيارات الأجرة».

أما عن مدى تقبل النساء لفكرة المشروع، توضح: «تفضل النساء أن يتم تدريبهن على يد امرأة حيث يشعرن بأمان أكبر ونحن نفهم بعضنا بطريقة أكبر».

وبحسب آراء بعض المتدربات، قالت «هديل عبدالوهاب» للصحيفة ذاتها إن «تجربة التدريب كانت مميزة، ولم أتوقع بأني سأتمكن من قيادة السيارة خلال خمسة أيام وفي أصعب الشوارع في العاصمة، أيضاً كانت الرسوم مناسبة مقارنة بغيرها والمدربة ركزت أكثر على الجانب العملي أكثر من الجانب النظري».

وبالنسبة إلى «لؤلؤة غالب»، وهي منسقة مشاريع وإحدى المتدربات، تحكي تجربتها مع المشروع، فتقول: «كانت فكرة التوصيل من خلال النساء إنقاذاً بالنسبة لي، فالسائقة تأخذ الأولاد للمدارس وتعود بهم للبيت وتوصلني إلى السوق مع الأطفال وتنتظر معي بالسيارة، حتى أني أشعر بالراحة خلال التوصيل لحفلات الزفاف». مطالبة الحكومة وجميع المعنيين بتقديم كافة التسهيلات لمثل هذه المشاريع لأنها «تجنب النساء العديد من المشاكل في المجتمع».

اقرأ ايضا: